تيدأ اليوم في مصر الحملة الانتخابية للمرشحين الرئاسيين، في وقت تركز حملة الرئيس عبدالفتاح السيسي جهودها لمحاربة «العزوف» المتوقع عن المشاركة بالإدلاء بالأصوات، مع الجزم بفوز السيسي بولاية ثانية من الجولة الأولى أمام منافسه شبه المجهول لعموم المصريين، رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى.

وانطلقت حملة الدعاية للانتخابات التي من المقرر إجراؤها في مارس المقبل، وسط استنفار أمني وعزوف شعبي.

Ad

ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات، اليوم، رسميًا، القائمة النهائية لأسماء المرشحين ورموزهما الانتخابية، إذ اختار السيسي رمز النجمة، في حين اختار منافسه رمز الطائرة، بالتوازي مع بدء الدعاية الانتخابية التي تتضمن عقد المرشح للقاءات جماهيرية في محافظات مصر المختلفة، فضلا عن انطلاق فعاليات حملته لإقناع الناخبين باختياره عن طريق الاجتماعات المحدودة والعامة والحوارات ونشر وتوزيع مواد الدعاية الانتخابية، ووضع الملصقات واللافتات، واستخدام وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمطبوعة والإلكترونية، وغيرها من الأنشطة.

وأعلنت الهيئة أن الحد الأقصى لما ينفقه كل مرشح على حملته الانتخابية، يصل إلى 20 مليون جنيه (الدولار بـ 17.67 جنيها)، في الجولة الأولى التي تقام في الخارج أيام 16 و17 و18 مارس المقبل، وفي الداخل أيام 26 و27 و28 من الشهر ذاته، كما قررت الهيئة تخصيص خمسة ملايين جنيه لكل مرشح في جولة الإعادة التي تجرى في الداخل والخارج في أبريل. ويحق لكل مرشح، وفق القانون المنظم للانتخابات، أن يتلقى تبرعات نقدية أو عينية من الأشخاص الطبيعيين المصريين، على ألا يتجاوز مقدار التبرع من أي شخص طبيعي 2 في المئة من الحد الأقصى المقرر للإنفاق على الحملة الانتخابية، وتكون عقوبة مخالفة سقف الإنفاق على الحملة، غرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 500 ألف جنيه.

وحظرت الهيئة على المرشحين تلقي أي مساهمات أو دعم نقدي أو عيني للحملة الانتخابية من أي شخص اعتباري مصري أو أجنبي أو من أي دولة أو جهة أجنبية أو منظمة دولية، أو أي جهة يسهم في رأسمالها شخص أجنبي، حتى لا يعاقب بغرامة تبدأ من 10 آلاف جنيه حتى 200 ألف جنيه كحد أقصى، إضافة إلى مصادرة الأموال التي تحصل عليها.

ويلتزم المرشح بفتح حساب بالعملة المحلية في أحد البنوك التي تحددها الهيئة، يودع فيها ما يتلقاه من التبرعات النقدية، وما يخصصه من أمواله، وعلى كل من البنك والمرشح إبلاغ اللجنة أول فأولا بما يتم إيداعه في هذا الحساب ومصدره، كما يخطر المرشح اللجنة بأوجه إنفاقه في هذا الحساب، ولا يجوز الإنفاق على الحملة الانتخابية من خارج هذا الحساب.

وبينما قال مصدر أمني إن وزارة الداخلية بدأت، أمس، تفعيل خطة استنفار لتأمين البلاد خلال فترة الانتخابات، تسلم المركز الصحافي للمراسلين الأجانب التابع للهيئة العامة للاستعلامات، الأكواد الخاصة بالمراسلين الأجانب المعتمدين والمقيمين بالقاهرة والزائرين الذين أبدوا رغبتهم في التغطية الإعلامية للانتخابات، والبالغ عددهم 680 مراسلا.

نشاط الحملتين

وبدأت حملة السيسي التحرك الفعلي بعقد مؤتمر صحافي في القاهرة أمس الأول، إذ استعرض المنسق العام للحملة الرسمية، محمود كارم، عددا من إنجازات الرئيس منذ توليه سدة الحكم في يونيو 2014، ومن بينها برامج الحماية الاجتماعية للأسر الأقل دخلا، مثل «تكافل وكرامة»، وزيادة نصيب الفرد من سلع «بطاقة التموين»، فضلا عن إنجاز مشروعات ضخمة مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية.

المتحدث الرسمي باسم حملة السيسي، محمد بهاء أبوشقة، قال إن الهيكل التنظيمي للحملة يضم الحملات الشعبية ونواب البرلمان والأحزاب التي أعلنت دعم الرئيس في الانتخابات، وأكد أن الحملة تستهدف نزول المواطنين والمشاركة في التصويت، داعيا المصريين إلى المشاركة بكثافة في «الرئاسية» المقبلة، محذرا من الانسياق وراء الشائعات التي تستهدف بث حالة الإحباط، وأن الرهان الأكبر على وعي المواطنين لدعم السيسي تقديرا لانحيازه التام للوطن ولإرادة المصريين.

برلمانيا، بدأ نواب المجلس في التحرك لدعم السيسي، إذ كشفت مسؤولة الاتصال السياسي بائتلاف «دعم مصر»، النائبة سولاف درويش، لـ «الجريدة»، عن البدء في تشكيل مجموعات عمل ذات مهام محددة بالمحافظات الكبرى، إضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للقرى والنجوع، وعقد لقاءات مع رموز وأفراد العائلات الكبرى بالصعيد، للحشد وضمان المشاركة في الانتخابات.

في المقابل، أكد المتحدث الرسمي لموسى، عادل عصمت، لـ «الجريدة»، أن الحملة ستبدأ في عقد مؤتمرات جماهيرية للمرشح الرئاسي تتضمن عرض برنامجه الانتخابي، وأن البرنامج يركز على تحقيق الحياة الكريمة لكل المصريين، من خلال تفعيل مبدأ الرأسمالية الوطنية، واستعادة الدولة لأدوارها الأساسية في السهر على تحسين معيشة المصريين، وتخفيف معاناتهم وتوفير الأمن والعدالة الناجزة لهم.

تدريبات مشتركة

من جانب آخر، دخلت «العملية الشاملة - سيناء 2018» أسبوعها الثالث على التوالي أمس، وأكد المتحدث العسكري، تامر الرفاعي، في تصريحات له أمس الأول، أن القوات البحرية ستنفذ مناورة مشتركة مع الجانب الفرنسي في البحر المتوسط، للتدريب على تأمين الأهداف الحيوية والاستراتيجية في أعالي البحار، بخلاف التدريب المشترك بين البلدين «كليوباترا 2018» بالبحر الأحمر. ميدانيا، تعرض أحد المقار الأمنية بضاحية السلام في العريش للقصف بالهاون من قبل عناصر إرهابية، إلا أن القوات المصرية ردت بإطلاق كثيف للنيران، مما أجبر المهاجمين على الانسحاب بعد الهجوم الذي لم يسفر عن وقوع ضحايا.

وبينما زار الرئيس السيسي مقر كلية الشرطة برفقة وزير الداخلية مجدي عبدالغفار، وتفقد الطابور العسكري الصباحي للطلبة والطالبات، قال مصدر أمني إنه تم العثور على جثة أمين شرطة مذبوحا في طريق شبراباص/ شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وأن الأجهزة الأمنية بدأت التحقيق لكشف غموض الحادث.