حلَّ "سفير الأغنية الخليجية"، الفنان عبدالله الرويشد، ضيفا على برنامج ريفرش، الذي يُبث عبر أثير إذاعة «مارينا إف إم 90.4».ويقدمه المذيع علي نجم، في حلقة استثنائية كان عنوانها "التلقائية"، التي اتسم بها حوار الرويشد مع علي نجم من جهة، والإعلامي فيصل خاجة من جهة أخرى، والذي كانت له بعض المداخلات، سواء بالتعقيب، أو توجيه سؤال.

مَن يعرف الرويشد عن قرب يستطيع أن يلمس، من خلال حديثه، مدى راحته في أي لقاء تلفزيوني أو إذاعي. وعلى مدار ثلاث ساعات كان بوخالد على سجيته؛ يتحدث تارة، ويغني تارة أخرى، ويداعب مَن في الاستديو. ما إن يعطي نجم إشارة البدء لإحدى أغنيات بوخالد، حتى تلمع عينا "سفير الأغنية الخليجية"، ويسرح للحظات يعود خلالها للوراء، مستذكرا موقفا ما مرتبطا بهذه الأغنية، ليسرد ظروف خروجها للنور.

Ad

أكد الرويشد في بداية حديثه حرصه على التواجد بالحفلات الغنائية خلال فترة الأعياد الوطنية، لمشاركة أهل الكويت فرحتهم، ومؤكدا حرصه على التحضير لأي حفل، وقال: "أصمم على أن أقدم شيئا لم يسبقني إليه أحد، لاسيما إذا كان معي منافسون في المهرجان. أحب جمهوري، أحدثهم، وأشاركهم الغناء، وأرى في نظرتهم ماذا أقدم في الألبوم المقبل، وهل نجحت تلك الأغنية أم لا. في بعض الأحيان أقدِّم أغنيات جديدة لأستشعر ردة الفعل".

وأشار إلى أنه يتخلص من ارتباك المواجهة مع الجمهور بعد ثاني أغنية: "إحساس المواجهة غريب، لاسيما أن جمهور الكويت يخوف، لأنه يستمع جيدا".

«طمني»

وتوقف الرويشد عن تقديم أغنية "طمني" على البيانو بحفل مركز جابر الثقافي، وقال: "كانت فكرتي في ظل وجود العديد من الموسيقيين المميزين على البيانو والسكسفون. بالفعل كانت الأجواء مختلفة"، وكشف أن الأغنية كانت للفنان عبدالمجيد عبدالله، لكنه طلبها منه، خصوصا أن اللون كان جديدا بالنسبة له.

وحول بعض الآراء التي ترى أنه يكرر مجموعة من الأغنيات في كل الحفلات، أوضح أن "كل شخص له وجهة نظر، وهناك مَن يتطلع لأغنية ما، لأنها مرتبطة بذكرى في حياته، وتجده يطلبها باستمرار، لدرجة أن واحدا من الجمهور كان يسأل؛ لماذا لا أغني تترات المسلسلات في الحفلات؟"، لافتا إلى أنه تقاسم مع أمير عبدالمجيد وعماد عاشور العديد من النجاحات، لذا يجد نفسه في التعاون معهما.

وقال إن الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب كانت في أجمل حالاتها بحفلها الأخير في مركز جابر الثقافي، موضحا: "هي في حالة نشوة. أعتبر هذا الحفل الأجمل في حياتها، وليس قصورا في الزملاء الآخرين".

وأكد الرويشد أن هناك تراجعا كبيرا في النصوص الشعرية المتوافرة في الساحة حاليا، لافتا إلى أنه "من قبل كانت مساحة الاختيار كبيرة، فيما الآن الكلمات الجيدة نادرة".

ولفت بوخالد إلى أن "الغناء أصبح سهلا عن ذي قبل"، مبينا أن "هناك كثرة في المغنين. فكل مَن يملك (أورج ودرامز) أصبح يغني. حتى في الأعمال الوطنية هناك أداء دون المستوى. يجب أن يكون الغناء بحماس بالروح والقلب، مثل الفنان شادي الخليج".

وكشف بوخالد عن تعاون جديد مع الشاعر عبداللطيف البناي بعنوان "قبل الوصول"، لافتا إلى أن الشعراء ما بين من يكتب قصة أو فكرة، مؤكدا أنه يتحمَّس لأي موضوع جديد، وقال: "أغنية ليالي الخوف، تلقاها خالد نجلي عبر المنتدى، وعرضها عليَّ، وبالفعل لحنتها".

العروج والقعود

وقال الرويشد إن الملحن مشعل العروج وعده بلحنين جديدين بأفكار مختلفة على شاكلة أغنية الفنانة يسرا (3 دقات)، وذكر أن الجملة البسيطة يجدها عند مشعل العروج، والجملة الجميلة عند عبدالله القعود، مؤكدا أنه لا خلاف مع القعود.

وتوقف بوخالد عند "الديو" الذي جمعه مع الفنانة أصالة بحفل مركز جابر الثقافي، وقال إن مدير "روتانا"، سالم الهندي، اختار أغنيتين، هما: "لو تعرفوا" و"اتبع قلبي"، ووقع الاختيار على الثانية، وكتب المايسترو أمير عبدالمجيد النوتة وفق طبقة صوت أصالة، مشيدا بإمكانياتها.

وعرج سفير الأغنية الخليجية على أغنية "دنيا الوله"، التي قدمها خلال حقبة التسعينيات، وقال إنها حققت نجاحا كبيرا على مستوى الوطن العربي، مضيفا: "أينما ذهبت أستمع إليها. بالفعل حققت أصداء طيبة". وتحدث الرويشد عن تجربة غناء "صدقيني" في دار الأوبرا مع 106 عازفين كلهم أجانب، باستثناء عازف العود: "أديتها من دون كورال، وكان ذلك تحديا كبيرا بالنسبة لي، خصوصا أنني أشدو بعرب عربية".

وتحدث بوخالد بصراحته المعهودة عن الأصوات الشابة في الساحة الفنية: "مطرف المطرف وبشار الشطي لهما شخصية فنية مميزة، ولكل منهما خط مختلف. وعلى مستوى النساء، هناك شيماء وآلاء الهندي"، منتقدا تشابه أصوات العديد من الفنانين، وقال: "أستمع إلى أصوات عدة عبر الأثير، لاسيما خلال فترة الظهيرة، ومع الأسف جميعها متشابهة، وتفتقد شخصية تميزها عن بعضها البعض.

لقطات
حرص الفنان عبدالله الرويشد على التواجد مبكرا، وكعادته استقبل معجبيه خلال طريقه إلى الاستديو برحابة صدر.

رافق بوخالد خلال الحلقة العود، تأبطه خلال الغناء، ليتوحدا في انسجام نادرا ما يتحقق بين فنان وآلة موسيقية.

عندما سأل نجم الرويشد عن سر الهاتف الأسود الذي لا يفارقه، أكد بوخالد أنه لا يألف التكنولوجيا، ولا يستخدم أياً من مواقع التواصل، ويعرف ما يدور عبرها من خلال فريقه.

كانت مداخلات علي نجم وعلي خاجة في محلها، وتعكس مدى إلمامهما بتاريخ الرويشد، واطلاعهما على إرثه الفني.