اتصلت أم محمد بفضيلة الشيخ، وقالت له: "إنني امرأة ملتزمة دينيا، أحافظ على صلاتي وذهبت إلى الحج مرتين، والعمرة عشر مرات، وأخرج زكاتي سنويا، وأصوم شهر رمضان والتطوع، وأتصدق كثيرا، كما أني حافظة لكتاب الله ولا أحب سماع الأغاني، وأحضر دروسا دينية تلقيها الواعظات مرتين في الأسبوع.

لكني يا فضيلة الشيخ بالرغم من كثرة عبادتي وطاعتي لربي، أحس بضيق شديد في صدري، وأجد صعوبة بالغة في النوم ليلا، ولا أشعر بحلاوة الإيمان، ولذة الطاعة والعبادة، فماذا أفعل يا فضيلة الشيخ؟".

Ad

استغرب الشيخ من كلامها وسألها: هل أنت متزوجة؟

أم محمد: نعم متزوجة وعندي أولاد.

الشيخ: كيف علاقتك بزوجك؟ هل هي طيبة وحسنة؟

أم محمد: سكتت... ثم قالت: لا. إني لا أكلمه منذ عدة شهور، ودائما أهجره في الفراش إذا لم يلبِّ طلباتي، وعندما أغضب أتلفظ عليه بكلمات قاسية تجرح كرامته، كما أني أكرهه، وأرغب في الانفصال عنه.

الشيخ: يا أم محمد إ ذا أدت المرأة حق زوجها سعدت واطمأنت وذاقت حلاوة الإيمان، ففي الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام: "لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها".

الشيخ: فهمت من كلامك يا أم محمد أنك تكرهين زوجك وترغبين في الانفصال عنه، نصيحتي لك أن تخلغي نفسك منه لتعيشي في سلام وراحة بال.

أم محمد: أخاف إن خلعت زوجي ألا أجد زوجا غيره لكبر سني، فالرجال يحبون الصغيرات، كما أخاف السكن في شقة بالإيجار مع أولادي وأترك بيت العز الذي اشتراه زوجي في أرقى المناطق الداخلية.

الشيخ: أنصحك بصلاة الاستخارة قبل أن تهدمي عش الزوجية بيدك.

صراحة استغربتُ تصرف هذه المرأة التي تقول إنها ملتزمة دينيا مع زوجها، فهي تحاول ابتزازه بأسلوب الهجران، وفعلها هذا يعتبر معصية كبيرة ربما تحرمها دخول الجنة، وللأسف أن موقفها هذا تتخذه كثير من نساء هذا العصر، دون أن يفكرن في النتائج، وهذه الحال مع امرأة تؤدي ما عليها من واجبات دينية، فما الحال مع غيرها من النساء الجاهلات في أمور الدين؟

وهذه القصة ذكرتني بخبر قرأته في صحيفة "القبس" وهو وصية لإحدى النساء توصي بها النساء فتقول: "يتصور الرجل أن المرأة خلقت لإسعاده فقط، وأن العلاقات الحميمية يجب أن تكون لمصلحته دائما، هذا غير صحيح أبدا، فالمرأة تعشق الحميمية كما الرجل وربما أكثر وتضعها على رأس أولوياتها".

وحبذا لو تفهم أم محمد وصية هذه المرأة الحكيمة وتطبقها مع زوجها بدلا من أسلوب الهجران المحرم، والمثل المصري يقول: "ظل رجل ولا ظل حيطة".

*اقرأ واتغظ:

أعطى الله سبحانه وتعالى الرجل حق هجر زوجته في الفراش لتأديبها، ولم يعط المرأة هذا الحق، فإن هجرت المرأة زوجها في الفراش لعنتها الملائكة حتى تصبح.