وقعت شركة «ليماك» التي تتولى إنشاء مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي «المبنى 2»، اتفاقية تسهيلات ائتمانية مشتركة بمبلغ قدره 249.2 مليون دينار مع أكبر مصرفين كويتيين، هما بنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي «بيتك» لتمويل جزء من عمليات البناء، والتأثيث والصيانة لمبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي.

وبموجب هذه الاتفاقية، فإن بنك الكويت الوطني هو بنك مسؤول عن القرض، ووكيل الدائنين والتأمين والحسابات، في حين بيت التمويل الكويتي هو بنك مسؤول عن القرض ووكيل المرابحة المنتدب للاستثمار.

Ad

وبهذا التوقيع، فإن البنكين، كل على حدة، سيقومان بتمويل مبلغ قدره 124.6 مليون دينار، لتمويل أعمال البناء لمبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي، والذي يتم بناؤه من قبل شركة ليماك، الحائزة جوائز عالمية عن فئة الشركات المقاولة.

وتم تصميم المبنى الجديد ليستوعب حوالي 25 مليون مسافر في العام، وأن يتعامل مع جميع أنواع الطائرات من خلال 51 بوابة ومدرج.

وتولى توقيع الاتفاقية كلاً من رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ليماك القابضة نيهات أوزدامير، ورئيس مجلس إدارة بنك الكويت الوطني ناصر الساير، ورئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي حمد المرزوق. وحضر حفل التوقيع سفيرة الجمهورية التركية لدى الكويت عائشة كويتك والوفد المرافق لها، إضافة إلى الرؤساء التنفيذيين وأعضاء مجلس إدارة كل من شركة «ليماك» الكويت، وشركة «ليماك» القابضة، وبنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي، إضافة إلى وزارة الأشغال الكويتية.

وتضمن حفل التوقيع عرضاً تقديمياً من قبل مجلس إدارة مجموعة شركات «ليماك» القابضة أوزدمير، كشف خلاله أبرز تطورات أعمال البناء الجارية في مشروع مبنى الركاب الجديد. كما أعلن أوزدامير بدء تشييد البنية الفوقية، وتفويض بناء أكبر مصنع للحديد والخرسانات في المنطقة، إضافةً إلى إعداد عمليات مصنع أقواس مسبقة الصب، وأيضاً تجهيز 33 رافعة برجية معدة للتعبئة بسعة رفع تصل إلى 100 ألف طن.

وقال أوزدامير: «إننا سعداء وفخورون جداً في شركة ليماك بأن نكون الشركة المسؤولة عن بناء مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي، هذا المشروع الضخم وبوابة العبور الجديدة لدولة الكويت، وحفل التوقيع الذي يجمعنا اليوم يعكس قدرتنا على العمل مع المؤسسات المالية الدولية في مشروع ضخم كهذا تقوم به شركة تركية خارج تركيا، مما يعكس قدرة البنوك الكويتية وريادتها في تمويل مشاريع البنية التحتية الضخمة». وأضاف أن توقيع هذه الاتفاقية خطوة مهمة جداً في علاقاتنا القوية والدائمة مع الكويت، التي ننفذ بها إضافة إلى المطار العديد من مشاريع البنية التحتية، ونحن اليوم نؤطر لمستقبل زاخر بالعلاقات والمصالح المتبادلة مع الكويت، نأمل المزيد من التقدم لهذه العلاقات الثنائية الطموحة وأن تمتد العلاقات المشتركة والتعاون المثمر بوجود القوة المالية الكويتية وقدرة الشركات التركية على القيام بالأعمال التجارية الناجحة».

قائد التمويل

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة بنك الكويت الوطني ناصر الساير: «يسعدنا اختيار بنك الكويت الوطني ليكون قائداً في صفقة تمويل وترتيب التسهيلات الائتمانية لمشروع مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي، مما يعكس سعي والتزام «الوطني» بقوة ليكون أفضل شريك لكبرى شركات المقاولات العالمية، خصوصاً في المشاريع الكويتية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وأضاف الساير، أن شراكة بنك الكويت الوطني مع شركة «ليماك» لم تبدأ من اليوم، بل تعود فعلياً إلى مايو عام 2016، عندما وقع بنك الكويت الوطني مع بيت التمويل الكويتي اتفاقية تعاون وأصدرا سند ضمان حسن الأداء نيابة عن «ليماك»، في مشروع مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي، وطوال الفترة السابقة، قدمّنا كل ما يلزم من دعم مصرفي يومي لمصلحة شركة ليماك، ومع دخول المشروع الآن أعتاب مرحلة حاسمة من التنفيذ، لا يسعنا إلا أن نشعر بسعادة عارمة ونحن نساهم في إبرام وتوقيع عقد مع «ليماك» تصل قيمته إلى 249.2 مليون دينار، لتوفير التسهيلات المصرفية الإضافية التي تتضمن الضمانات البنكية، وخطابات الاعتماد، ورأس المال العامل».

وأوضح أنه منذ تأسيس بنك الكويت الوطني عام 1952، عمل البنك جنباً إلى جنب مع الحكومة الكويتية والقطاع الخاص لدعم احتياجات التنمية في الكويت، ولدينا سجل حافل وراسخ في دعم مشاريع البنية التحتية الحيوية الهامة التي تساهم في تعزيز ونمو الاقتصاد الكويتي ومبنى الركاب الجديد واحداً من ضمن هذه المشروعات الحيوية.

وأوضح الساير أن هذا العقد، الذي تبلغ قيمته 1.3 مليار دينار سيضخ مبالغ طائلة في السوق المحلي، ويعزز بدوره القطاع الخاص في الكويت، ويدفع اقتصاد الكويت قدماً نحو النجاح، الذي استشرفته خطة التنمية المنبثقة عن تصور سمو أمير البلاد لرؤية دولة الكويت بحلول عام 2035.

وذكر الساير «أنه من خلال دعم شركة «ليماك» في إنجاز هذا المبنى الجديد، يؤكد بنك الكويت الوطني من جديد التزامه التام بأن يكون شريكاً فاعلاً في تحقيق الإنجازات والنجاحات المستقبلية لبلدنا الحبيب الكويت».

بيت التمويل

من ناحيته، أعرب رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي «بيتك»، حمد المرزوق عن سروره في المشاركة في تمويل بناء مشروع مبنى الركاب الجديد أو المطار الجديد، الذي يعتبر أيقونة بين مشاريع المطارات في العالم، إذ سيخدم نحو 25 مليون مسافر سنوياً، وسيصمم على مساحة 708 آلاف م2 ليشكل إضافة لمشاريع البنية التحتية في الكويت.

وأضاف المرزوق، أن هذا المشروع، الذي سيتم انشاؤه عبر شركة «ليماك» التي تتمتع بخبرات عريقة في إنشاء مطارات عالمية، يعتبر أحد أهم مشروعات البنية التحتية والإنشاءات ويأتي ضمن خطة التنمية في الكويت.

وأشار إلى أن «بيتك» ساهم في مد خطوط ائتمانية لمشروع المطار/ مبنى الركاب 2 بتمويل قدره 124.6 مليون دينار، انطلاقاً من دوره الرائد في دعم الاقتصاد الوطني وتمويل المشروعات الضخمة ومساندة خطة التنمية، إذ إن الأدوات الاستثمارية الإسلامية التي يقدمها البنك ترتكز على تقديم الحلول، التي تتماشى ومتطلبات العملاء، وتعكس ريادة «بيتك» في صناعة التمويل الإسلامي عالمياً، والتميز في تقديم منظومة متكاملة من الخدمات المصرفية والتمويلية ضمن أداء مهني رفيع المستوى وخبرة عريقة امتدت 4 عقود.

ولفت إلى أن «بيتك» نجح في تمويل عدد كبير من المشروعات في قطاعات حيوية مختلفة بما فيها الطاقة والماء والكهرباء، كما أدى دوراً رئيسياً في تمويل عجز الموازنة العامة للدولة من خلال صيغة تورق بالتنسيق والتعاون مع بنك الكويت المركزي ووزارة المالية، وكان له دور فاعل في إصدارات الصكوك للعديد من البنوك والشركات المحلية. ويقوم «بيتك» بدراسة تمويل العديد من المشاريع في مجالات الطاقة والبنى التحتية والإنشاءات، التي تعتبر الركيزة الأساسية للتحضير للمرحلة المقبلة انسجاماً مع جهود تنفيذ رؤية سمو أمير البلاد المتعلقة بإعادة الكويت مركزاً مالياً مهماً في المنطقة والعالم.

وذكر المرزوق أن الكويت حافظت على الإنفاق الرأسمالي كأحد أهم دعائم التنمية الاقتصادية على الرغم من انخفاض أسعار النفط بدءاً من منتصف 2014 وحتى الآن، مبيناً أن الإنفاق الحكومي على العديد من مشروعات البنية التحتية والإنشاءات مازال ضمن معدلاته السابقة في فترة الفوائض المالية، مما يعكس أولوية الجانب الاقتصادي لدى الحكومة.

المرزوق: جزء من التمويل خطابات ضمان

ذكر حمد المرزوق أن تمويل المشروع سيكون مشتركا بين بنكي «بيتك» و«الوطني»، مبينا ان حصة «بيتك» 50 في المئة من التمويل البالغ 249.2 مليون دينار، أي قدرها 124.6 مليون دينار، موضحا ان آلية التمويل المتعلقة بـ«بيتك» ستكون ذات صيغة إسلامية وشريحة أخرى ستكون تقليدية يقوم بها البنك الوطني.

واشار المرزوق إلى ان معضم التسهيلات الائتمانية التي ستقدم للشركة التركية «غير نقدية»، سواء من «بيت التمويل» او «الوطني»، في المرحلة الحالية، والتمويل المقدم راهنا عبارة عن خطابات ضمان، وبالتالي هو تمويل غير نقدي، مؤكدا ان عملية التمويل فعليا بدأت منذ توقيع الاتفاقية مع الشركة التركية.

أرقام وحقائق الصفقة

● قيمة التسهيلات الائتمانية المشتركة: 249.2 مليون دينار

● البنك المسؤول عن القرض ووكيل الدائنين والتأمين وبنك الحسابات: بنك الكويت الوطني مساهمته تبلغ: 124.6 مليون دينار

● البنك المسؤول عن القرض ووكيل المرابحة المنتدب للاستثمار: بيت التمويل الكويتي مساهمته تبلغ: 124.6 مليون دينار

أبرز معالم المشروع

● أساسيات الخرسانة: مكتملة بنسبة 80%

● مصنع أقواس مسبقة الصب: جاهز للتشغيل

● معمل صناعة الحديد والخرسانة: تم التفويض وهو أكبر مصنع في الشرق الأوسط

● نظام التعامل مع الأمتعة، والواجهة، والسقف، والمصاعد والسلالم المتحركة: خارج المناقصة

● قدرة الرفع: 100 ألف طن، 33 رافعة برجية و10 رافعات مجنزرة ومثبتة تم تركيبها وجاهزة للتعبئة. ومن المتوقع كسر الرقم القياسي

● البنية الفوقية: البدء بأعمال البناء

● المقاولون الفرعيون: 25% من الشركات المحلية وأكثر من 30 مليون دينار تنفق على المنتجات الوطنية (الكويت).

● يعمل حالياً أكثر من 3000 شخص على المشروع: من المتوقع أن يرتفع إلى 12000 بحلول الربع الثالث من 2019.

●نحو 4 ملايين ساعة من العمل دون توقف منذ بدء المشروع.