كيف تقيّم أصداء أغنيتك الجديدة « النصّ التاني»، وهل كانت على قدر التوقعات؟

الحمد لله، الأصداء جيدة والأغنية دخلت قلوب الناس أسرع مما توقعت، علماً بأن الموضوع جديد، خصوصاً أنها المرّة الأولى التي أتطرق فيها إلى هذا الجانب. ردود الفعل التي لمستها من الناس كانت إيجابية، سواء على كلام الأغنية أو على لحنها، أو حتى على الكليب.

Ad

واقع نعيشه

نقلت من خلال الكليب مضمون الأغنية بطريقة حقيقية وواقعية. كيف تفسّر هذا الأمر؟

حرصتُ على أن تكون فكرة الكليب خفيفة الظلّ وحقيقية إلى حدّ ما، وقريبة من الواقع في ما يتعلق بردود فعلنا تجاه بعضنا البعض، ذلك كونها تمسّ الرجل والمرأة على حدّ سواء، خصوصاً أننا على إصرار دائم على أن كلّ ما نقوم به لا يرضي الطرف الآخر.

الكليب ظريف وقريب من القلب ويخلو من «البهرجة» وفيه كثير من البساطة، ويمكن أن تلمس من خلاله أن المرأة والرجل يبحثان كلّ واحد منهما عن السبل التي تُرضي الآخر. ولكن في نهاية المطاف، لا يتوافر حلّ نهائي لأن ذلك ليس بالأمر السهل. ويبقى الأهم من ذلك كله أن نكمّل حياتنا ونعيشها بسعادة.

هل أنت راضٍ عن التعاون الذي جمعك مع المخرج كرم نقولا كرم؟ وهل من تعاون ثانٍ في المراحل المقبلة؟

لا شك في أن كرم نقولا كرم يملك موهبة مميزة، فضلاً عن أنه مخرج مجتهد، علماً بأن كليب الأغنية لا يحمل توقيعه كمخرج أساسي كوني وضعت الفكرة التي يقوم عليها الكليب. إلا أنه أسهم كثيراً في تنفيذ العمل، وأودّ أن أشكره على كل خطوة قام بها وأتمنى أن تحمل المرحلة المقبلة تعاوناً فعلياً بيني وبينه.

هل تحمل فكرة الكليب بصمتك الخاصة؟

لا شك في أن جميع أعمالي انعكاس لأفكاري الخاصة، وأنا حريص دوماً على أن يعكس الكليب المصوّر قدر المستطاع كلام الأغنية كي يصل إلى الناس بالشكل الصحيح.

نظرة شخصية

تعكس كلمات الأغنية بعض جوانب العلاقة بين كل ثنائي، لا سيما تلك المشاكل البسيطة التي يواجهانها في حياتهما اليومية. ما الذي دفعك إلى التطرق إلى هذا الموضوع بالذات، خصوصاً أن الأغنية من كلماتكَ؟

أتطرق دوماً إلى هذا النوع من المواضيع كونها تعكس حياتنا، وكوننا على احتكاك يومي ودائم مع بعضنا البعض، من ثم نواجه المشاكل في طريقة تعاطينا مع الأمور، وهي حقيقة لا يمكن لأحد أن يُنكرها. مثلا، غنّيت «اشتقت تعاتبيني» في وقت كان عتاب المرأة للرجل أمراً غير محبّذ لدى كثيرين، ولكنني حرصت على أن يأخذ في الأغنية منحى إيجابياً وجميلاً وأن يقوم على الحب، فالرسالة التي أردت أن تصل إلى الحبيبة من خلال الأغنية أن لديها كامل الحقّ لتُعاتبني ما دام العتاب والغيرة ضمن المنطق والمعقول.

كذلك الأمر بالنسبة إلى أغنية «كوني مرا»، حين سألتها أن تكون تلك المرأة الحرّة التي تُدرك قيمة نفسِها كونها هي المجتمع بحدّ ذاته. والأمر لا يختلف حين غنّيت «ادّللي» وقلتُ لها إن من الممكن أن أدللها بطريقتي الخاصة، ولكن ليس في بعض الأوقات، كون ثمة طريقة معينة يجب أن تتصرف بها المرأة في الحياة تختلف عن تلك التي يتصرف بها الرجل. تطرقي الدائم إلى هذه المواضيع يرتبط بنظرتي الشخصية إلى المرأة، ولديّ إحساس كبير بأن الناس يملكون تقريباً النظرة ذاتها، ولهذا السبب تصل الأغاني إليهم بشكل أسرع.

لا يختلف اثنان على أن أغانيك تستقطب النساء أكثر من الرجال. كيف لا وأنت "شاعر المرأة”، كيف تنظر إلى هذا الأمر؟

لا شك في أن النساء ينجذبن بشكل كبير إلى كلام الأغاني التي أصدرها كونها تقوم على محبتي الكبيرة للمرأة واحترامي لها. رغم تحفّظي على بعض الأمور، فإنني أدرك تماماً مدى أهمّية المرأة كونها أساس المجتمع. ولكن هذا لا يعني أن الرجل لا تستقطبه أعمالي، بل على العكس، فالرجال أيضاً يحبونها لأنهم يجدون فيها نظرة صائبة تجاه المرأة تفيض بالاحترام. وأنا هنا لا أقصد الزوجة فحسب، خصوصاً أنه لا يختلف اثنان على الحبّ الكبير الذي نكنّه للوالدة والأخت والابنة والصديقة وزميلتنا في العمل... فالمرأة في الحالات آنفة الذكر كافة تكون بأفضل حال. أما أسوأ حالاتها فهي عندما تكون زوجة وحبيبة بسبب كثرة المشاكل التي يمكن أن تنتج في هاتين الحالتين.

غدر الأصحاب

حدّثنا أكثر عن أغنية «غدر الأصحاب»؟

هي إحدى أغاني الألبوم الجديد، أصدرتها أخيراً وتحمل لوناً مختلفاً عن «النصّ التاني». كان من المفترض أن أصوّر الأغنيتين خلال الفترة نفسها على أن يصدر الكليبان بشكل متتالٍ ولكن لم يتحقق ذلك بسبب بعض التأخير. كذلك سبق وذكرت أن الأغنية في الأساس موجودة في الألبوم الجديد وستصدر إسوةً بالأغاني الأخرى.

أصدرتها بعد فترة قصيرة من طرحك «النص التاني». هل كان الملحن والشاعر سهيل فارس راضياً عن خطوتك هذه؟

بالتأكيد كان راضياً، وهو بمنزلة أخ لي وأنا أكنّ له كل المحبة والاحترام.

غياب ولكن

يرى البعض أن غياب الفنان سيف ذو حدّين، فغيابه قد يؤثر في جماهيريته وفي الوقت نفسه يساعده على إعادة حساباته ومراقبة الساحة الفنّية، من ثم العودة بأعمال أقوى وجديدة. ما سبب عودتك إلى الساحة الفنّية في هذه الفترة بالذات؟

لا شك في أن غياب الفنان عن الساحة الفنّية وعدم إصداره أي عمل فترة زمنية طويلة من شأنه أن يدفع الناس ربما إلى التلهي بأمورٍ أخرى. ثمة ظروف شخصية مررت بها أسهمت في هذا الغياب، وذلك إلى جانب الأوضاع العامة التي تحيط بالوطن العربي. شعرتُ بأن الفن لا مكان مناسباً له في وطن يعاني فيه الناس ظروفاً صعبة وآليمة، والدليل أن الساحة الفنّية لم تشهد خلال السنوات الست الأخيرة أي عمل جميل يُذكَر. أتمنى أن تهدأ الأوضاع لنعيش الفنّ من جديد ويعود إلى عهده السابق. في المقابل، أنا لم أغب بشكل نهائي، فقد قدّمت خلال هذه الفترة أغاني تحاكي الظروف التي يعانيها عالمنا العربي مثل القتل، إضافة إلى بعض الأعمال العاطفية، ولكن لم أحضر في الحفلات، وأتمنى أن تكون عودتي هذه بالتزامن مع أجواء جميلة وظروف هادئة.

ألبوم جديد

يستعد الفنان اللبناني نقولا سعادة نخلة لإصدار ألبومه الجديد في وقت قريب. ويقول في هذا الشأن: «أحضّر لألبوم جديد يصدر قريباً، قدّمت بعض أغانيه في حفلة أحييتها أخيراً في كازينو لبنان بمناسبة عيد الحب وللكشف عن ألبومي الجديد، ولاقى نجاحاً لافتاً. وبإذن الله، سيكون لديّ حضور كبير هذا الصيف من خلال الإطلالات والحفلات التي سأقدمّها للناس».