أكد الرئيس التنفيذي في شركة بلوبرنت القابضة المهندس مشعل الملحم أن الاستثمار العقاري بالكويت يعتبر الأفضل في العالم، حيث إنها تعتبر أكثر دولة مستقرة وآمنة في الشرق الاوسط، وفق العديد من المؤشرات والتقارير العالمية التي أكدت ذلك، إضافة إلى عدم وجود ضرائب ورسوم. وشدد الملحم، في حوار مع «الجريدة»، على أنه يجب عدم الاستثمار في القطاع العقاري بدول الخليج وتركيا ومصر، بسبب الانخفاض المستمر لأسعار العقارات، وفرض دول الخليج الضرائب والرسوم على القطاع العقاري، وتدهور الاقتصادات، إضافة إلى التدهور الأمني والسياسي في بعض الدول.

وذكر أن انخفاض العملة مقابل الدينار يعتبر فرصة في الدول ذات الاقتصادات القوية فقط، والتي تعرضت عملتها للتذبذب، أما في الدول ذات الاقتصادات الهشة فمن المؤكد أنها لا تعتبر فرصة، وقد يستمر الانخفاض وتصبح العملة لا قيمة لها. وأضاف أن انعدام القنوات الاستثمارية في الكويت، وارتفاع أسعار العقارات، وانخفاض العوائد على الودائع، وتعثر سوق الأوراق المالية، وضيق المناحي التجارية، دفع فئة كبيرة من المواطنين، لاسيما أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة، إلى الاستثمار في العقار الخارجي، وفيما يلي التفاصيل:

Ad

* حدثنا عن أداء شركة بلوبرنت خلال العام الماضي؟

- "بلوبرنت" هي الشركة العربية الوحيدة المتخصصة في العقار البريطاني بكل جوانبه، وسعت الشركة منذ تأسيسها إلى أن تكون حجر أساس في الفكر الاستثماري المتخصص في العقار البريطاني، وبالفعل استطعنا ربط السوق العقاري البريطاني باسم "بلوبرنت"، حيث إن لدينا حاليا قاعدة كبيرة من العملاء وهم في تزايد ونمو مستمر.

وتربعت "بلوبرنت" على عرش أفضل شركة في المنطقة العربية للاستثمار العقاري البريطاني، حيث تم توفير سلة من المنتجات العقارية، وسلة من الخدمات الاستشارية العقارية.

وتعتبر "بلوبرنت" وكيلا لشركة نايت فرانك، إحدى كبرى الشركات الاستشارية العقارية في العالم، وتتخذ من لندن مقرا لها، ويوجد لها أكثر من 43 فرعا حول العالم لخدمة عملائها، وتشمل مظلة خدماتها تقييم العقارات وإدارتها وإعداد دراسات الجدوى وإدارة الثروات والصناديق الاستثمارية العقارية وبيع وتسويق المشاريع العقارية حول العالم.

ويعتبر اداء "بلوبرنت" خلال عام 2017 الافضل مقارنة بالسنوات الماضية، حيث قمنا بافتتاح مكتب في لندن، وآخر في مانشستر، لخدمة مواطني مجلس التعاون الخليجي المهتمين والراغبين في الاستثمار بالعقار البريطاني.

وتجاوز عدد عملاء الشركة، الذين استثمروا في شمال بريطانيا، أكثر من 350 عميلا، كما لدى الشركة عملاء تجاوز عددهم 60 عميلا، في جنوب المملكة، والعدد في تزايد مستمر، حيث توفر "بلوبرنت" كل الخدمات الاستشارية من دراسات الجدوى العقارية، والاشراف على تطوير المشاريع، وإدارة وتأجير العقار، والتقييم العقاري، كما تعمل على إنهاء إجراءات التمويل للعملاء، إضافة الى الملفات الضريبية، وغيرها، وهذه الخدمات لم تكن متوفرة للمستثمر المحلي سابقا.

خطط مستقبلية

* ما خططكم المستقبلية؟

- مجلس الادارة وضع خطة استراتيجية سيعمل على تطبيقها خلال العام الجاري، وتنقسم الى جزأين، الاول سيختص بنشاط الشركة في المملكة المتحدة، حيث تتجه "بلوبرنت" الى تأسيس أو الاستحواذ على شركات خاصة في تأجير وإدارة العقارات، إذ إن الشركة تدير عقارات العملاء عن طريق مكاتب أخرى، وتسعى خلال العام الحالي الى إدارتها بنفسها.

كما تسعى الشركة الى تطوير العقارات، وبناء الأبراج السكنية، وممارسة بعض الانشطة الاستثمارية العقارية، مثل شراء العقارات القديمة والعمل على اعادة هيكلتها وترميمها ثم طرحها مرة اخرى للبيع.

أما الجزء الثاني من الخطة فيخص نشاط الشركة في الخليج، حيث يسعى مجلس الادارة الى التوسع في تجربة "بلوبرنت"، وفتح مكاتب في كل دول مجلس التعاون الخليجي، وتقديم نفس النموذج المتخصص في العقار البريطاني، حيث إن هناك عددا كبيرا من مواطني دول الخليج يستثمرون عن طريق الشركة.

السوق البريطاني

* ما الذي يميز السوق البريطاني عن غيره من الاسواق؟

- لا شك في أن السوق العقاري البريطاني من الأسواق الأكثر تنظيما على مستوى العالم، كما تتمتع الدولة بنمو اقتصادي كبير، وأمان على جميع الصعد الاقتصادية والامنية والسياسية، كما تتميز بسهولة تأسيس الأعمال ونشاط الحركة التمويلية.

وهناك عدة عوامل أساسية وثانوية تميز السوق عن غيره من الأسواق الأخرى، ومن العوامل الأساسية الأمان على رأس المال، أي ان السوق البريطاني لا تحدث به انهيارات، كما حدثت مع بعض الدول التي تم الاستثمار بها، كما يتميز السوق البريطاني بالنمو المستمر، إضافة إلى ارتفاع العوائد، وهي تعتبر جيدة.

أما العوامل الثانوية فهي كثيرة ومنها اللغة، إذ تعتبر الإنكليزية اللغة الثانية لنا في الخليج، إضافة إلى وجود الشفافية، أي بمقدور كل الأشخاص أن يصل إلى أي معلومات يرغب بها، وأيضا من العوامل الثانوية توافر كل المعلومات عن العقار والمنطقة الموجود بها، وهذا كله يمنح المستثمرين تصورا عاما عن العقار.

العقارات الخارجية

* كيف ترى إقبال المستثمرين المحليين على العقارات الخارجية؟

- خلال العام الماضي انخفض المقبلون على الاستثمار في العقارات الخارجية بنسبة ملحوظة، مقارنة بالأعوام الأخرى، لكن قابل ذلك الانخفاض ارتفاع ونمو في وعي المستثمرين الراغبين في الاستثمار بالعقارات الدولية.

ويعود ذلك الى تعرض عدد كبير من المستثمرين لعمليات نصب واحتيال خلال السنوات الماضية، عن طريق المعارض العقارية وغيرها من قنوات التسويق الاخرى، مما خلق نوعا من الوعي لدى جمهور المستثمرين.

الاستثمار الخارجي

* لماذا يتجه المستثمرون المحليون إلى الاستثمار في العقار الخارجي؟

- انعدام القنوات الاستثمارية بالكويت وارتفاع اسعار العقارات وانخفاض العوائد على الودائع وتعثر سوق الأوراق المالية وضيق المناحي التجارية دفع فئة كبيرة من المواطنين وخصوصا اصحاب رؤوس الاموال الصغيرة الى الاستثمار في العقار الخارجي.

كما ان عدم استقرار المنطقة سياسيا وأمنيا بشكل عام خلق شعور القلق والخوف لدى فئة من المستثمرين، دفعهم الى تنويع محافظهم جغرافيا، كما ان هناك رغبة لدى البعض في تملك العقارات الخارجية لقضاء العطل والاجازات الصيفية.

* ما المخاطر التي تصاحب الاستثمار في العقارات الخارجية؟

- يمكن حصرها في 4 مخاطر، اولا: قد تحدث مشاكل ويتعطل المشروع، في حال تم الاستثمار في العقارات قيد التطوير، وبالتالي يدخل المستثمر في قضايا وقد يخسر رأس المال.

ثانيا: الجهل بموضوع الضرائب، حيث إن بعض البلدان تفرض ضرائب مبالغ فيها، مما يعرضه لخسارة لجزء من رأس المال، ثالثا: شراء عقار غير قابل للبيع، كالذين يقومون بشراء عقارات في المناطق الريفية، وهذا يصعب التخارج منها.

رابعا: انخفاض عملة البلد المستثمر فيه، وهذا حدث مع مجموعة كبيرة من المستثمرين، حيث خسروا اكثر من 50 في المئة من رأس المال.

انخفاض العملات

* انخفاض العملات مقابل الدينار هل يعتبر فرصة للاستثمار في العقار الخارجي؟

- انخفاض العملة مقابل الدينار يعتبر فرصة فقط في الدول ذات الاقتصادات القوية، والتي تعرضت عملتها لتذبذب، أما الدول ذات الاقتصادات الهشة فمن المؤكد انها لا تعتبر فرصة، وقد يستمر الانخفاض وتصبح العملة لا قيمة لها.

وعلى سبيل المثال هناك دول مثل تركيا ومصر واليونان، لديها مشاكل في اقتصاداتها، وانخفاض عملاتها مستمر منذ سنوات عديدة، وهذا خطر كبير في حال الاستثمار، وفي حال استمرت العملة في الانخفاض فمن الأفضل البيع والخروج، لأن من الممكن أن تهوي العملة الى اكثر من ذلك وتصل الى القاع.

أفضل وجهة

* ما أفضل وجهة استثمار عقاري في الوقت الحالي؟

- بداية، لابد من تأكيد ان الاستثمار العقاري بالكويت يعتبر الافضل في العالم، حيث تعتبر أكثر دولة مستقرة وآمنة بالشرق الاوسط، وفق العديد من المؤشرات والتقارير العالمية التي اكدت ذلك، إضافة الى عدم وجود ضرائب ورسوم.

وخلال السنتين القادمين لا أنصح بالاستثمار العقاري في دول الخليج وتركيا ومصر، لأسباب عديدة، أولا: اسعار العقارات في انخفاض مستمر، ثانيا: دول الخليج بدأت فرض الضرائب والرسوم على القطاع العقاري، ثالثا: تعثر وتدهور الاقتصادات، فضلا عن التدهور الامني والسياسي في بعض الدول.