قال مستشار الأمن القومي الأميركي، إتش.آر مكماستر، أمس، في كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يعقد سنويا إن "إيران تبني وتسلح شبكة قوية على نحو متزايد من الوكلاء في دول مثل سورية واليمن والعراق ولبنان"، مضيفا أن "ما يثير القلق بشكل خاص هي شبكة الوكلاء هذه التي تكتسب المزيد والمزيد من القدرة، فيما تزرع إيران المزيد من الأسلحة المدمرة في هذه الشبكات"، ومؤكدا أنه "حان الوقت الآن للتصرف ضد إيران".

Ad

صفوي

في سياق متصل، أكد المساعد والمستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء يحيى رحيم صفوي، في ندوة أقيمت في طهران أن "الحرب في سورية حوّلت حزب الله من منظمة فدائية وتحررية الى جيش قوي أمام الصهاينة"، مشيرا الى أن "منطقة غرب آسيا تمر الآن بمرحلة عبور جيوسياسية، وستكون محل تنافس بين القوى الكبرى مثل أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي، وباعتقادي أن الصين والهند ستوجدان في هذه المنطقة قريبا أيضا، وستنافسان أميركا، وأرى التنافس جادا بين الصين والهند بصورة خاصة في باكستان وأفغانستان وحتى إيران وآسيا الوسطى".

بدوره، شن مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون السياسية، علي أكبر ولايتي، أمس هجوماً لاذعاً على الولايات المتحدة ووزير خارجيتها ريكس تيلرسون، الذي أنهى جولة شرق أوسطية شملت الكويت وعمان ولبنان وتركيا، وقال في كلمة ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر التأسيسي للمجمع العراقي للوحدة الإسلامية في بغداد: "من لا يعلم أن تيلرسون يجول بين دول المنطقة لبسط التفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية ودولها؟"، مضيفا: "من لا يعلم أن الأميركيين بصدد إيجاد قاعدة للناتو بالدول الإسلامية للحيلولة دون تحقيق وحدة بين أبنائها"؟

وتابع: "ليعلم الأميركيون والصهاينة أنهم كما منوا بالهزيمة في لبنان وسورية والعراق، فإن أوهامهم لن تتحقق"، مضيفا: "ليعلم الأميركيون أن جبهة المقاومة بين العراق وسورية ولبنان ستطردهم من شرق الفرات".

وكان ولايتي التقى أمس الأول وزير خارجية العراق، إبراهيم الجعفري، وأجرى معه محادثات ثنائية. واعتبر ولايتي أن أميركا هي أهم مشكلة في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا: "زيارة وزير الخارجية الأميركية الى المنطقة ناجمة عن الهزائم الميدانية والعسكرية لأميركا، وفشل المؤامرات التي خططت لها أميركا في مواجهة الدول الإسلامية في المنطقة".

في سياق متصل، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ​علي شمخاني​، أن "إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة F16 الصهيونية سطر حادثة خالدة في المنطقة"، مشيرا الى أن "​الشعب السوري​ أراد تغيير معادلة اضرب واهرب". وأصدر قائد سلاح البحر لحرس الثورة الاسلامية، الأدميرال علي فدوي، قرارا بتعيين العميد صادق عموئي قائدا للواء القوات الخاصة "أبا عبدالله (ع)" التابع لهذا السلاح. وجرت هذه المراسم في جزيرة فارور بحضور الأدميرال فدوي وعدد من كبار قادة كوادر القوة البحرية التابعة للحرس الثوري. والعميد عموئي هو من معاقي الحرب، وعمل أخيراً بصفة مستشار عسكري في سورية.

زيارة روحاني

الى ذلك، وفي اليوم الختامي لزيارة يجريها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الهند، وقع ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، أمس، 15 وثيقة للتعاون المشترك.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن الجانبين "وقعا اتفاقية للحد من الازدواج الضريبي، ومذكرة تفاهم لإلغاء تأشيرات دخول الدبلوماسيين لدى البلدين، إلى جانب مذكرات تفاهم في مجالات الزراعة والطب والتجارة".

وفي مؤتمر صحافي مع مودي، شدد روحاني على عزم الطرفين على "محاربة الإرهاب والتطرف"، مؤكدا أنه "يتعين أن يتم حل النزاعات الإقليمية عبر الدبلوماسية والمبادرات السياسية".

والتقى روحاني خلال زيارته عددا من المسؤولين الهنود "لمناقشة التطورات العالمية والإقليمية، علاوة على بحث استكمال ميناء تشابهار، واستغلاله في أقرب وقت لتفعيل التجارة الثنائية في المنطقة".

ويعد ميناء "تشابهار" المطل على بحر العرب جنوب شرقي إيران، مشروعا إيرانيا - هنديا قديما، توقف لعدة سنوات بسبب العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران.

وفي مايو 2017، عاد المشروع للعمل، بعد توقيع اتفاقية شراكة بملايين الدولارات بين الهند وإيران وأفغانستان، تتكفل فيها الهند بجزء كبير من تطوير الميناء، وإنشاء شبكة سكك حديدية تصل الميناء بأفغانستان.

وعلمت "الجريدة"، قبل أيام، أن هناك تخوفاً إيرانياً من تسلل إسرائيلي عبر الشركات الهندية، خصوصا بعد العثور على آلات تجسس في محيط مشروع الميناء.

كما وقعت الهند وإيران اتفاقاً لتأجير طهران جزءاً من ميناء تشابهار على ساحلها الشرقي لنيودلهي مدة 18 شهراً.

وسيكوّن المشروع، الذي تبلغ قيمة الاستثمارات فيه 85 مليون دولار ويبعد مسافة 90 كيلومتراً فقط عن ميناء جوادار الباكستاني، الذي يجري تطويره بمساعدة الصين، مساراً للنقل بين الهند وإيران وأفغانستان دون المرور بباكستان.