عيد الحب أو ما يسمى بـ "الفالنتاين" يصادف 14 فبراير من كل سنة، يتبادل فيه العشاق والأحباب الهدايا والورود والمعايدات واللقاءات الغرامية، وتمتلئ المتاجر والشوارع باللون الأحمر وعبارات الحب والغزل، وكأنه لا يوجد حب وحنان إلا في هذا اليوم.

مضحكة جداً هذه المبالغة، فنحن نعيش الحب كل يوم مع أحبتنا وأهلنا وأصدقائنا وجميع معارفنا الأعزاء، فالحب لا يقتصر على هذا اليوم، والناس في كل مكان ومن كل الملل والأديان تتسابق للاحتفال دون العلم بحقيقة هذا اليوم أو بأحداث قصة الفالنتاين.

Ad

أنا لست ضد الاحتفال أو تذكر الأيام المميزة، لكننا كمسلمين لا نحتفل إلا بعيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى، وغير ذلك لا يعد من الأعياد إنما هي أيام للذكرى، مثل ذكرى ميلادنا أو ذكرى يوم الزواج أو غيرها من المناسبات الاجتماعية، فلا تعد عيداً بل هي أيام نحتفل بمرور سنوات على ذكراها لجمالها ولما لها أثر طيب على النفس.

وإنني مع انتشار المحبة والألفة بين البشر وتبادل المشاعر اللطيفة بينهم، فالإنسان لا يستطيع العيش دون حب، ودون أشخاص يحبونه ويعيشون معه وحوله، يحسون به وقت محنته وضيقه وأزماته، وأيضا وقت رخائه، فهكذا هي المحبة والحب.

المجتمع الشرقي الجاف يستنكر الحب، لكنه لا يتخلى عنه ولو كان بالخفاء أو عدم الاعتراف بوجوده، مع الإحساس به للأسف، فعلى كل من يمتلك مشاعر جميلة عفيفة راقية أن يظهرها في أي وقت أو أي يوم، لكننا للأسف مجتمع يخفي كل ما هو جميل، مع أن ديننا أكثر الأديان الداعية للمحبة والألفة بين البشر.

والعرب في الحاضر تأثروا بظاهرة عيد الحب كثيراً وبالغوا فيها، لكنهم شوهوها واستخدموها لغير مقصدها، وهنا يأتي في بالي عبارة الشاعر الجميل نزار قباني: "تعلموا الحب أولاً ثم اصنعوا له عيداً"، فالحب كل يوم وكل ساعة ودقيقة، والحب ليس موسما أو عيدا أو يوما معينا نحب فيه بعضنا، فكل يوم أصحو فيه من النوم أحب فيه الله، وأحب فيه نفسي، وبالتالي أحب جميع من حولي، وأتمنى أن تنتشر المحبة بين أبناء ديني وأبناء بلادنا العربية.