الفاسد والمفسد، كلاهما شريكان في الجريمة، وكذلك الداعم لهما أو المؤيد بحجة "لا علم لي" أو على ذمة هؤلاء المفسدين والفاسدين، وغيرهما من التبريرات غير المشروعة أو التي لا يقبلها الدين أو العقل.

ولعل أوجه الفساد تمر عبر عدة نوافذ أو طرق أو أساليب ملتوية سواء كان بدعم من يلعبون خلف الستار، أو من قِبل الأدوات المنفذة أمثال بعض أصناف "راح نأكلها من الشق للشق"، وهم كثيرون ويتلونون ويرتدون العديد من الأقنعة بينها "قناع الحصني"، وهو الثعلب من الحيوانات البرية التي تمتاز بالذكاء والخبث والغدر والخيانة عادة، وهذا الحيوان الذي ينتشر في مختلف المناطق البرية، حيث يعتاش على رزق غيره، يشبه سراق المال العام، سواء في الجهاز الحكومي أو الخاص أو الجمعيات التعاونية وغيرها، حيث يظهرون بصورة الأبرياء والمسالمين، وما إن ينقضوا على فريستهم حتى "يشفطوا كل ما هو أمامهم".

Ad

وتتفاوت ألوان "الحصاني" فيما بينها، حتى الذين يكونون من نفس البطن، وعادة ما يكون لون خطمه (مقدمة الرأس) وأعلى رأسه وظهره بُنّياً، ولون بطنه أبيض، ويكون طرف الذيل أبيض، والأذنان من الخلف سوداوين. وأحياناً يوجد باللون "البيج" أو الأسود الرمادي، ويختلف لونه من فصل إلى آخر، وعيناه صفراوان ويكون البؤبؤ بيضاوي الشكل، وله 42 سناً، أربع منها قواطع لتساعده على قتل فرائسه، وغالباً ما يظهر في شهري يوليو وأغسطس (السابع والثامن) بجسم ضعيف وسيقان طويلة وذيل نحيف وما ذلك إلا بسبب تساقط واستبدال شعره في هذين الشهرين.

والحصاني المنتشرة بيننا، والمتشبهة بطباع الثعالب، بعضها يمتاز بمواصفات مختلفة مثل سمار البشرة أو بياضها، بكرش أو بدون كرش، بغترة وعقال أو لبس السبورت، وطبعاً أسوأهم قصير القامة والمكرش، وطبعا فإن الآخرين كثر أيضاً، وهؤلاء يظهرون لنا في مناسبات كثيرة، حيث يدّعون النزاهة والشرف البعيدين عنهم، أو أنهم من أهل الصلاة والمترددين على المساجد، إلى جانب آخرين "ما تفرق معهم الإعلان عن المعصية أمام الكل لأن وجهه مغسول....".

ولذا فإن الحكومة مطالبة باختيار صيادين ماهرين لالتقاط هذه "الحصاني" مع شريطة توفير "خيزران منقع بماي وملح"، وجلدهم أولاً أمام الملأ، ثم محاسبتهم قانونيا لأنهم مدانون بكل الأحوال عبر الاستفادة من أساليب التنفيع المختلفة والتي تكون على حساب المواطنين وأموالهم التي تهدر من قبل حفنة من الأطفال وغيرهم من الفاسدين.

والأسوأ من الحصاني "الحرباية" التي تمتاز بتغيير لونها، وهم الذين يديرون "الحصاني" حيث يستفيدون ويستغلون الظروف لصالحهم، وعندما تنفضح "حصانيهم" على الفور يختفون من المشهد لأنهم اعتادوا الجلوس في الظلام وإدارة الأمور بالخفاء لأنهم يخشون المواجهة عادة.

الأنكى من ذلك هم من يدعمون هؤلاء جميعا، وهم الذين يساندون بعض أصحاب القرار في بعض الجهات الحكومية، حيث يمررون الأخطاء في المقابل أو عبر نافذة "خشمك إذنك"، أو صلة القرابة وغيرها من التجاوزات التي تقع بعد ذلك برأس الوزير أو بعض القياديين الذين لا ذنب لهم سوى أن المستشار هو من دفع الوزير إلى الأمر، ومرر الخطأ والتجاوز.

في نهاية الأمر القضية متشابكة وتمر عبر بوابة واحدة وهي الفساد والتلاعب بأموال الشعب من المساهمين في بعض الجمعيات التعاونية وغيرها من القطاعات الأخرى، والمتسبب هم "الحصاني" الذين ينتشرون بيننا.

آخر الكلام:

قريباً سينكشفون وسيكون مصيرهم كمصير أي فاسد إلى مزبلة التاريخ!