استجوب المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية روبرت مولر المستشار السابق للرئيس الأميركي ستيف بانون نحو 20 ساعة على مدى يومين، ردّ خلالها على كل الأسئلة الموجهة إليه من دون استثناء أي موضوع.

ووفق شبكة "سي إن إن"، فإن بانون، المخطط الاستراتيجي في حملة الرئيس دونالد ترامب "أميركا أولاً"، مثل أمس الأول، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وتصدى لأعضاء في المجلس من الحزبين مستخدماً "الامتياز" الذي يسمح للرئيس ومسؤولين في السلطة التنفيذية بحجب بعض المعلومات عن الكونغرس والرأي العام. ورفض الرد على أسئلة حول الفترة الانتقالية، والفترة التي أمضاها في البيت الابيض.

Ad

وقال النائب الجمهوري مايك كوناواي والنائب الديمقراطي آدم شيف، إن بانون رفض الإجابة عن العديد من الأسئلة، ولم يرد إلا على 25 سؤالاً بناء على توجيهات من البيت الأبيض.

إلى ذلك، اتهم البيت الابيض الجيش الروسي بشن هجوم "نوت-بيتيا" الإلكتروني أو "الفدية" في يونيو 2017 ، معتبراً أنه "عمل غير مسؤول وطائش وعشوائي، وستكون له عواقب دولية".

وشدد البيت الأبيض على أن الهجمات الإلكترونية، التي بدأت في روسيا وأوكرانيا وامتدت إلى جميع أنحاء العالم، تعتبر "الأكثر تدميراً وكلفة في التاريخ لأنها انتشرت سريعاً في كل أنحاء العالم، مما تسبب في مليارات الدولارات من الخسائر في أوروبا وآسيا والأميركتين".

ووفقاً لواشنطن، فإن الهجوم "كان جزءاً من جهود الكرملين الحالية لزعزعة استقرار أوكرانيا ويظهر في شكل أوضح تورط روسيا في النزاع الدائر" في هذا البلد.

عصر جديد

وفي وقت سابق، اعتبرت بريطانيا أن "الحكومة الروسية والجيش تحديداً، مسؤولان عن هجوم نوت-بيتيا المدمر في يونيو 2017"، بحسب سكرتير الدولة للشؤون الخارجية طارق أحمد.

واتهم وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون روسيا بعدم العمل "وفقاً للقواعد، وتقويض الديمقراطية باستهداف بنى تحتية أساسية وتحويل المعلومات إلى سلاح"، مضيفاً: "دخلنا في عصر جديد من الحرب" مع "مزيج مدمر وقاتل من قوة عسكرية تقليدية وهجمات معلوماتية مؤذية".

ونفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "في شكل قاطع" الاتهامات، مشدداً على أنه "من دون أدلة ولا أساس لها، ويندرج في إطار حملة الخوف المرضي من روسيا".

«اليسار المتطرف»

وفي شأن آخر، هاجم البيت الابيض الديمقراطيين بعد رفض مجلس الشيوخ خطة مشتركة للحزبين الجمهوري والديمقراطي في شأن الهجرة تحمي نحو 1.8 مليون مهاجر من "الحالمين" من خطر الترحيل، وخطة طرحها ترامب لحل هذه المسألة.

وأكد البيت الأبيض أن الديمقراطيين "هم رهائن اليسار المتطرف في حزبهم" و"غير جادين" فيما يتعلق ببرنامج "الإجراءات المؤجلة للأطفال الوافدين المعروف اختصاراً باسم "داكا".

وأوضح بيان البيت الأبيض: "اليوم وقفوا مع هامش متطرف في مقابل الرجال والنساء المجتهدين في وزارة الأمن القومي"، مضيفاً أن إدارة ترامب ستواصل السعي للتوصل إلى خطة تتضمن "حلاً مقبولاً لداكا".

وحاز مشروع القانون الحزبي المشترك على 54 صوتاً مقابل 45 صوتاً رافضاً، لكنه فشل، بفارق ستة أصوات فقط، في الحصول على تأييد 60 عضواً وهو الحد الأدنى الضروري لتمرير أي قانون في الكونغرس المنقسم بين الحزبين بهامش ضيق للغاية.

كما سقطت خطة ترامب بحصولها على 39 صوتاً فقط مقابل ستين صوتاً، وصوّت 14 سيناتوراً جمهورياً مع معظم الديمقراطيين ضد هذه الخطة.

عداء للإسلام

من ناحية أخرى، قضت محكمة استئناف اتحادية في فرجينيا، أمس الأول، بأن أحدث أمر أصدره ترامب في شأن حظر سفر أشخاص من ست دول ذات غالبية مسلمة ينتهك الدستور الأميركي لانطوائه على تمييز على أساس الدين.

وأصبحت محكمة استئناف الدائرة الرابعة في ريتشموند ثاني محكمة استئناف اتحادية تصدر قراراً ضد الحظر، الذي أعلنه ترامب في سبتمبر. وخلصت المحكمة بتأييد تسعة أصوات مقابل رفض أربعة إلى أن تصريحات الرئيس الجمهوري شكلت تحيزاً ضد المسلمين وكانت أساس السياسة المتبعة في الحظر.

وهذا الحكم، أوسع نطاقاً من حكم صدر من محكمة استئناف الدائرة التاسعة في سان فرانسيسكو، الذي خلص إلى أن الحظر ينتهك قوانين الهجرة الاتحادية، لكنه لم يتطرق إلى ما إذا كان الحظر ينتهك الدستور.

وكتب القاضي روجر غريغوري في الحكم الصادر، أمس الأول، "بفحص التصريحات الرسمية من الرئيس ترامب ومسؤولين تنفيذيين آخرين إضافة إلى إعلان الحظر نفسه، نخلص إلى أن الإعلان غير دستوري ومشوب بمشاعر العداء للإسلام".

وأضاف أن المدعين ضد الحظر "قدموا أدلة دامغة على هذا التحيز في كلمات الرئيس" مشيراً إلى تعليقات ترامب "المهينة... وتغريداته عن المسلمين".