بعد أيام من الغارة الأميركية غير المسبوقة في دير الزور، شرق سورية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 200 مقاتل ينتمون إلى المحور الداعم للرئيس السوري بشار الأسد، شنت مقاتلات أميركية، أمس الأول، ضربة جديدة في المنطقة ذاتها، ودمرت دبابة روسية ومربض مدفعية للقوات الموالية للنظام السوري.

وجاءت هذه الخطوة، التي تثبت قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضتها واشنطن في شرق سورية على طول الحدود مع العراق، بالتزامن مع كشف مسؤولين عراقيين عن إقامة الولايات المتحدة قاعدة جديدة في مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية، لتؤكد مجدداً تصميمها على قطع طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت، إلى جانب إصرارها على حماية حلفائها الأكراد لضمان وجودها العسكري الطويل في سورية حتى انتهاء خطر «داعش»، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

Ad

في السياق، دعا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، من العاصمة الأردنية، أمس، إيران إلى الخروج مع ميليشياتها من سورية لإفساح المجال أمام حل سياسي، وهو ما رد عليه مساعد المرشد الإيراني الأعلى علي أكبر ولايتي بدعوة واشنطن للرحيل.

وفي تهديد مباشر للقوات الأميركية العاملة في سورية، توعد نائب وزير الخارجية فيصل مقداد بإسقاط أي طائرة تخترق أجواء بلاده.

وغداة تلقيه اتصالاً أطلعه فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على تطورات الأزمة وعملية «غصن الزيتون»، بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في اتصال مماثل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الوضع في سورية، وسبل الحل السياسي وفق مقررات جنيف ونتائج مؤتمر سوتشي.

إلى ذلك، أكدت المندوبة الأميركية في ​مجلس ​الأمن​ ​نيكي هيلي​ أن «​إيران​ و​حزب الله​ يخططان للبقاء في سورية»، معتبرةً أن «​النظام السوري​ لا يريد السلام إلا وفق شروطه».

وأضافت هيلي، في كلمتها خلال جلسة للمجلس بشأن ​سورية: «سأتجه من نيويورك إلى ألمانيا لمواصلة العمل بشأن تشكيل اللجنة التي ستصيغ دستوراً جديداً لسورية وفق القرار 2254».

ولفتت إلى أن «إسرائيل اتخذت إجراءات للدفاع عن نفسها»، مؤكدة أن «بلادها ستدعم حلفاءها دائماً».