تزامن إعلان الجيش المصري إطلاق "العملية الشاملة - سيناء 2018"، للقضاء على الإرهاب واستئصال شأفة الجماعات المسلحة، يوم الجمعة الماضي، مع حلول الذكرى السنوية الأولى لترحيل مئات الأقباط من مناطق في شمال سيناء، إلى عدد من المحافظات المصرية، على رأسها محافظة الإسماعيلية، إحدى مدن قناة السويس، حفاظاً على حياتهم، على خلفية استهداف جماعة ما يسمى "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم "داعش"، قتل وحرق 6 أقباط داخل منازلهم، أواخر يناير 2017.

وقال راعي كنيسة الأنبا بيشوي بالإسماعيلية، القمص يوسف شكري، إن أقباط شمال سيناء، لايزال يراودهم الأمل في العودة مجددا إلى "أرض الفيروز"، بعد عام من خروجهم بسبب الهجمات، وأضاف شكري لـ "الجريدة": "عدد المسيحيين المتبقين في سيناء قليل جدا، "كنيسة مارمرقس الأرثوذكسية" الوحيدة التي لاتزال مفتوحة هناك، وأخيرا قُتل شاب قبطي حاول الرجوع للاستقرار مجددا في سيناء".

Ad

وأوضح شكري أن أكثر من 800 أسرة قبطية - من أصل 1000 - أعلنت مغادرتها شمال سيناء، حيث استقر أغلبهم في محافظة الإسماعيلية القريبة (140 كيلومترا من القاهرة) وتوزع الباقون على محافظات الوجهين البحري والقبلي، حيث سهلت الحكومة انتدابهم في وظائف مماثلة، ويحاول العدد الباقي الحصول على وظيفة في القطاع الخاص.

وفي حين أكدت النائبة البرلمانية مارجريت عازر، وكيلة لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان أن سيناء بها بؤر إرهابية كثيرة شديدة الخطورة، قالت لـ "الجريدة": "نتمنى بعد 3 أشهر من بدء عملية "سيناء الشاملة"، وبحلول 25 أبريل 2018 (عيد تحرير سيناء) أن يكون قد تم القضاء على الإرهاب فعلياً، وأن تكون هناك عودة جزئية للأقباط".

وبدا المفكر القبطي كمال زاخر متفائلا بقرب عودة الأقباط إلى ديارهم في سيناء، معتبرا أن العملية العسكرية تأتي الآن للرد على المزاعم، وأضاف لـ "الجريدة": "عودة الأقباط إلى سيناء سوف تشبه عودة المهجَّرين على خط القناة بعد حرب الاستنزاف 1967، الفرق أن أقباط سيناء سيعودون بعد عام واحد فقط، بعد استخدام الجيش القوة الغاشمة ضد الإرهاب".

يشار إلى أن عدد الأقباط في مصر - وفق تقديرات غير رسمية - نحو 8 ملايين نسمة.