استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في قصر الاتحادية أمس، وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في حضور نظيره المصري سامح شكري، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، عباس كامل.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن «وزير الخارجية الأميركي، أكد أن مصر تمثل شريكا مهما للولايات المتحدة، وما يجمعهما من علاقات ممتدة تحرص الولايات المتحدة على تعزيزها، كما أكد وقوف بلاده إلى جانب مصر والتزامها بدعمها في حربها ضد الإرهاب».

Ad

وأضاف أن «الرئيس السيسي أكد ما يربط بين البلدين من علاقات استراتيجية راسخة، مشيرا إلى أهمية الاستمرار في العمل على الارتقاء بها في مختلف المجالات، بما يمكن البلدين من التصدي للتحديات المشتركة، لافتا إلى تطلع مصر لتطوير التعاون الاقتصادي بين الدولتين».

وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، أكد السيسي موقف بلاده الثابت بشأن التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على أساس حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن أميركا باعتبارها الراعي الرئيس لعملية السلام في الشرق الأوسط عليها إعادة إحياء ودفع عملية المفاوضات مجدداً وفق مقررات الشرعية الدولية، في حين أوضح تيلرسون أن هدف الإدارة الأميركية الحالية هو حل القضية بشكل عادل، وأنها ستواصل جهودها لتحقيق هذا الهدف.

وكان تيلرسون استبق لقاءه بالسيسي، بجلسة محادثات استمرت نحو ساعتين مع شكري، انتهت بعقد مؤتمر صحافي، اعتبره مراقبون يعكس تفاهمات بين البلدين في شأن دعم الحرب على الإرهاب، وإجراء الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، بصورة شفافة، بينما جاء الحديث في إطار ملف الحريات مشوبا بخلاف واضح.

وقال شكري إن لقاءه مع تيلرسون كان فرصة لتعميق العلاقات المصرية - الأميركية، وأوضح أنه عرض على الوزير الأميركي طرح عقد آلية الحوار «2+2»، وقال: «اتفقنا على عقد الحوار الاستراتيجي بين البلدين خلال النصف الثاني من العام الحالي»، وأضاف: «مصر تشكر الولايات المتحدة على دعمها لها، والذي له عائد للبلدين على مبدأ الاحترام المتبادل للمصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، لافتا إلى أن مصر تأمل زيادة الاستثمارات الأميركية في مصر.

تفاهم... وتباين

وعكس ملف مكافحة الإرهاب توافقا كبيرا بين الجانبين، حيث أشار شكري إلى أن «مصر ماضية في محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وتثمِّن دعم الولايات المتحدة لها»، بينما جاء الملف الحقوقي على النقيض، حيث قال شكري إن حكومة بلاده «تعمل على تعزيز حقوق الإنسان» منتقدا في الوقت ذاته «الكثير من المنظمات الحقوقية التي تصدر بيانات عن مصر لا تستند إلى معلومات صحيحة».

في المقابل، قال تيلرسون إنه تحدث مع شكري حول ضرورة تعزيز العلاقات خلال السنوات المقبلة، معبرا عن إدانة بلاده للعمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم «داعش» في سيناء، وقال: «أميركا ملتزمة بالوقوف إلى جانب مصر في محاربة الإرهاب».

وتابع تيلرسون أنه بحث مع شكري ملف حقوق الإنسان في مصر والانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن «واشنطن تدعم وجود عملية انتخابية شفافة وحرة ونزيهة»، وأضاف: «الولايات المتحدة ستدافع دائما عن وجود عملية انتخابية تحترم إرادة الشعوب».

وشدد تيلرسون على أن بلاده قدمت لمصر «مليار دولار مساعدات عسكرية»، مضيفا «الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب ثابتة، ومحاربة داعش ثابتة، وهناك جهود مصرية - أميركية لمحاربة التطرف في المنطقة، ويجب أن يشعر الشعب المصري بالثقة بالتزام الولايات المتحدة مساعدتها لمصر في هذا المجال».

إقليميا، قال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده تدعم خطة العمل السياسي في ليبيا لعقد انتخابات عاجلة تعيد الاستقرار إليها ولمصر، كما لفت إلى أنه ناقش مع شكري الوضع في سورية، داعيا إلى ضرورة تعزيز الحوار بين جميع الأطياف.

مقتل 12 إرهابياً

ميدانياً، واصل الجيش المصري، أمس، «العملية الشاملة سيناء 2018» التي أطلقت الجمعة الماضي، فيما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أن اليوم الثالث للعملية، أسفر عن تصفية 12 تكفيرياً.

في المقابل، كشف مصدر رفيع المستوى لـ «الجريدة»، أن مصر رفضت مشاركة أميركا في عملية «سيناء 2018» معلوماتيا، وقال إن القاهرة أكدت رفض مشاركة أي طرف دولي في العملية، كما تمسكت بأن تكون أجهزة الأمن المصرية وحدها المسؤولة عن جمع المعلومات.

المركب المصري

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس، أنها تتابع عبر القنصلية المصرية في بورسودان (السودان) واقعة إيقاف مركب صيد مصري، تم احتجازه وطاقمه منذ 29 يناير الماضي، في «مرسى محمد قول» شمال بورسودان، نتيجة مرور المركب - في طريق العودة إلى مصر - داخل محمية طبيعية.

في غضون ذلك، أصدرت محكمة جنايات القاهرة في جلستها أمس، وبإجماع الآراء، حكماً بإعدام أحمد سعيد، قاتل القس سمعان شحاتة رزق الله، في منطقة المرج.