في واقعة غير مسبوقة على المجتمع المسيحي، تصاعد الخلاف على «دار مناسبات» تقع في مركز أبو قرقاص، التابع لمحافظة المنيا (شمال الصعيد)، بين مسيحيين من الطائفة الإنجيلية (البروتستانت)، وآخرين من «الأرثوذكس»، ليتحول إلى ساحات القضاء، لإثبات أحقية كل طرف في الدار، التي يعود تاريخها إلى زمن بعيد.

الواقعة، التي تمت مساء الأربعاء الماضي، حدثت عندما هدم أقباط من الأرثوذكس جزءاً من دار المناسبات في قرية «بني محمد سلطان»، في وقت أصدر كهنة ومجلس كنيسة الأنبا برسوم العريان للأقباط الأرثوذكس في القرية بياناً، مؤكدين أن ما تم هدمه قاعة عزاء آيلة للسقوط، وأن القضاء أصدر حكماً نهائياً بملكية الكنيسة الأرثوذكسية للمكان، لكن في المقابل، أكدت الكنيسة الإنجيلية أن القاعة لاتزال تشهد نزاعاً قضائياً، وأن المحكمة حكمت بإبقاء المكان كقاعة مناسبات لجميع الطوائف.

Ad

وقال سكرتير رئيس الطائفة الإنجيلية، نبيل نجيب لـ«الجريدة» إن الأسقف العام للمنيا الأنبا مكاريوس طالب أمس الأول، بعقد جلسة صلح فورية بين الإنجيليين والأرثوذكس، موضحاً ترحيب الإنجيليين بالطلب وانتظارهم لهذه الجلسة التي لم يتم تحديد يوم لها، وأضاف: «الأرجح أن تكون خلال الأسابيع المقبلة، لرأب الصدع المسيحي».

من جانبه، قال المفكر القبطي كمال زاخر إن هناك طرفاً قام بتسريب أزمة «دار المناسبات» إلى الرأي العام، بعد أن كان شأناً مسيحياً، وأوضح: «خطورة هذا الحدث أنه يفقد شعب الكنيسة الثقة بكنيسته، ويشير إلى أن كيان مجلس كنائس مصر مجرد حبر على ورق».

من جانبه، أوضح جمال أسعد لـ«الجريدة» أن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية كان عليها انتظار تنفيذ الحكم القضائي لا اللجوء إلى تنفيذه بالقوة، وأضاف أسعد: «هذا أمر خطير يعكس تراجع الدولة وعدم احترام قيادات الكنيسة الأرثوذكسية لتعاليم المسيحية ولا القانون ولا الدستور ولا العرف المجتمعي».