رغم عدم حصول «ورد مسموم» على جوائز في مهرجان «روتردام السينمائي الدولي» بهولندا في دورته 47، فإن إشادات دولية صاحبت عرضه سواء من إدارة المهرجان أو من خلال الصحافة النقدية التي احتفت بالفيلم المصري الذي ينتمي إلى السينما المستقلة.

يشكِّل الفيلم أول أعمال المخرج المصري أحمد فوزي صالح السينمائية الطويلة، وعمله الثاني بعد مشروعه التسجيلي «جلد حي» الذي عرض في مهرجانات دولية عدة، وحصل على جوائز، إلى جانب الإشادات النقدية.

Ad

يتولى البطولة عدد من الممثلين الجدد من بينهم كوكي وإبراهيم النجاري، بالاشتراك مع الفنانة صفاء الطوخي والنجم محمود حميدة الذي يشارك في الإنتاج أيضاً، بعدما حصل على منح من بلدان مختلفة.

وصلت تكلفة الفيلم إلى نحو ثلاثة ملايين جنيه، وهو يتناول حياة المهمشين الحالمين بالحصول على حياة أفضل، إلا أن الواقع المؤلم لا يضع أمامهم سوى اختيارات ضئيلة.

العمل مأخوذ عن رواية للكاتب أحمد زغلول الشيطي، وتدور قصته حول صقر (إبراهيم النجاري) الذي يريد الفرار من حي المدابغ، أحد أحياء وسط القاهرة، حيث يعيش ويعمل، والسفر إلى إيطاليا. إلا أن أخته تحية (كوكي) تريد منعه من السفر بأي ثمن، لأنه يمثل لها السند الذي تحتمي به.

الكتابات النقدية التي احتفت بالفيلم أشارت إلى أنه يذكرنا بأفلام المهمشين في زمن الثمانينيات، إذ يرصد معاناة مواطنين يعيشون على هامش الحياة وتحت ظروف غير إنسانية، موضحة أنه تناول الأنثى المطحونة (الشقيقة) التي تقاتل من أجل وجود شقيقها في حياتها، فرغم أنها تكد وتكدح ربما أكثر منه وليست في حاجة إليه فعلاً، ولكنه الهوس بفكرة «الرجل وظله».

وعن ردود فعل جمهور مهرجان روتردام بعد عرض الفيلم، قال المخرج أحمد فوزي صالح، في تصريحات صحافية: «شعر طاقم الفيلم بالفخر بسبب الاحتفاء بالعمل، فاستمرت المناقشات مع الجمهور نحو ساعة بعد العرض»، مشيراً إلى أن الجمهور كان معظمه أجنبياً باستثناء أربعة مصريين.