يشكّل Bilal: A New Breed of Hero عملاً طموحاً لأيمن جمال، المنتج الذي شارك في الإخراج وأجرى بحوثاً طوال سنوات عن روايات هذا البطل التاريخية المختلفة قبل أن يُنشئ استوديو أنيمايشن في دبي ليُنتج «بلال». كذلك تشكّل القصة بحد ذاتها ملحمة عن رجل واحد يحارب للتحرر من العبودية.

Ad

بلال، الذي يؤدي صوته في مختلف مراحل حياته أندري روبنسون، وجاكوب لاتيمور، وأديوالي أكينوي أغباجي، صبي ولد في مكة يقع مع أخته في العبودية بعد موت والدتهما في غارة. ورغم مواجهته النزوات القاسية لسيده أمية (إيان ماكشين) وولده صفوان (سايج ريان وميك وينجرت)، يحلم بلال بالحرية. لكن هذا الحلم يظل بعيد المنال إلى أن يقابل بعض المحاربين الذين يقاتلون في سبيل المساواة، عابدين إلهاً واحداً، لا الأصنام الزائفة الكثيرة التي يبيعها باعة أمية الكهنة في السوق. وهكذا ينضم بلال إلى المقاومة.

عمل مذهل

يشرف جمال، بالتعاون مع المخرج خورام آلافي، على فيلم أنيمايشن يبدو أكبر بكثير من مجرد مغامرة ملحمية تاريخية. يشكّل هذا عمل أنيمايشن مذهلاً حقاً، خصوصاً في تصويره العينين والشعر والفرو، واللقطات السينمائية الطويلة، وحركات الكاميرا البطيئة أو حتى تلك التي تبدو كما لو أنها صُوّرت باليد. ولكن مع هذا الأسلوب السينمائي المعقد والموضوع الذي يركّز على العبودية، والحرب، والعنف، لا يسعنا إلا أن نتساءل عن هوية مَن سيشاهدون هذا العمل.

لا يتضمن «بلال» المرح الخفيف الذي يجذب الأولاد، فضلاً عن أنه يشمل مشاهد عقاب وتعذيب قد لا تكون مناسبة للصغار. كذلك سيحول تصنيفه «لمن تخطوا الثالثة عشرة من العمر تحت إشراف الأهل» من دون استقطابه الجمهور الأصغر سناً.

تشكّل كل هذه المشقة جزءاً من قصة بلال، فيما يتعلم أن يصبح محارباً ويعثر على الحرية الروحية، حتى عندما يخضع لتعذيب سيده المتوحِّش. إلا أن النص يفرط في اعتماده على الفكرة النمطية عن المرأة المعرضة للخطر بغية تحفيز بلال، خصوصاً أخته غفيرة (سينثيا كاي ماك ويليامز) التي تواجه التعذيب على يد صفوان السادي.

تفاصيل محيرة

لكن الرواية لا تبدو عملية. تخالها بطيئة خلال الساعة الأولى، بما أن «بلال» يخصص وقتاً طويلاً لرسم الإطار العام، ثم يسرع في تصوير الشخصية والمعركة الذروة. كذلك يبدو عدد من الشخصيات مبهماً وغير واضح، خصوصاً عند تحديد دورها في الروايات التاريخية. قد تكون هذه التفاصيل واضحة لمن يألفون الإسلام، إلا أنها تُعتبر محيرة قليلاً لمن لم يسبق لهم أن اطلعوا على القصة.

الأفلام الملحمية الدينية عن أبطال مسلمين قليلة ومتباعدة. لذلك يشكّل «بلال» إضافة مثيرةً للاهتمام تعرفنا إلى هذه الشخصية. ولكن مع محاور قوية مماثلة، تُعتبر القصة أكثر ملاءمة لفيلم حركة حي.

رسالة ملهمة

يحمل هذا العمل رسالة ملهمة عن المساواة بين الأعراق والطبقات، والحرية الروحية، واكتشاف القوة الكامنة داخلنا. ورغم الهفوات التي وقع فيها السرد، يقدّم «بلال: سلالة بطل جديد» للمشاهد، بمقاربته الطموحة إلى صناعة أفلام الأنيمايشن التي تبدو أقرب إلى أفلام المغامرة التقليدية، شخصية تاريخية مذهلة قلما يعرفها مَن لا ينتمون إلى الدين الإسلامي