أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جولة مباحثات مهمة مع ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، أمس، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، فضلا عن بحث عدد من قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك. وعلمت «الجريدة» أن الزيارة ركزت على مناقشة قضايا تتعلق بالمصير المشترك بين الدولتين، وسبل التنسيق لمواجهة التحديات، وتعزيز أمن الخليج بوصفه جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر القومي.

وقال مصدر مطلع لـ «الجريدة» إن «الرئيس ناقش ضرورة التنسيق للتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، وإجبار طهران على وقف التدخل في شؤون دول الجوار»، موضحاً أن اللقاء ناقش تأمين البحر الأحمر وتطورات الوضع في اليمن.

Ad

وكان السيسي قد غادر العاصمة العمانية مسقط، أمس، متوجهاً إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في زيارة رسمية.

وأعلن وزير التجارة المصري، طارق قابيل، أن زيارة الرئيس لسلطنة عمان تمهد لبدء مرحلة جديدة للعلاقات الاستراتيجية المصرية - العمانية، وتحقق نقلة نوعية في مسار التعاون المشترك بين البلدين، حيث حرص الرئيس المصري قبيل مغادرته مسقط على لقاء عدد من رجال الأعمال، ورؤساء الشركات والمستثمرين العمانيين، لبحث سبل تعزيز وزيادة حجم الاستثمارات العمانية في مصر.

مقترح مصري

في السياق، علمت «الجريدة» أن الرئيس السيسي أطلع السلطان قابوس، على تفاصيل مبادرة تمهد لإنهاء الصراع في اليمن، وتسمح بإجراء محادثات سياسية بين الأطراف المتصارعة.

وقال المصدر إن «مصر تطمح إلى عرض وثيقة تتضمن مبادئ لحل الأزمة اليمنية، بينها وقف القتال والدخول في هدنة يعقبها السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ثم الجلوس على طاولة المفاوضات ومناقشة القضايا الخلافية».

وأضاف أن «الوثيقة تلزم الحوثيين بوقف إطلاق الصواريخ البالستية على المملكة العربية السعودية، وعدم التعرض للملاحة في مضيق باب المندب، والابتعاد عن إيران بما يسمح باستقلالية قرارهم».

وعن السلاح الحوثي، ذكر المصدر أن مصر تقترح على الحوثيين ترك سلاحهم ودمجهم تدريجيا في صفوف قوات الجيش اليمني، موضحا أن «الوثيقة المصرية المقترحة تسمح بإشراك أطراف دولية في المفاوضات بينها مجلس الأمن والأمم المتحدة».

وبين أن «القاهرة متمسكة بأن تكون جميع الاتفاقيات بين الأطراف المتنازعة في اليمن مكتوبة»، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي حرص على ضرورة تقريب وجهات النظر بين سلطنة عمان ودول الخليج، وإزالة أي خلافات في وجهات النظر، فضلا عن العمل معا على إنهاء الخلافات العربية العربية.

ولفت إلى أن «الرئيس أكد أن عودة العلاقات مع دولة قطر مرهونة بتنفيذ المطالب العربية وتقديم حسن النوايا».

إلى ذلك، وقبل ساعات من انتهاء زيارة الرئيس السيسي للعاصمة العمانية مسقط، عكَّرت المذيعة في قناة «أون تي في» أماني الخياط، صفو الاستقبال الحافل للسيسي في مسقط، إذ وصفت خلال أحد البرامج التلفزيونية، السلطنة بـ «الإمارة الصغيرة».

وتابعت: «الرئيس اقتطع 3 أيام من وقته عشان يزور الإمارة الصغيرة دي، اللي واقفة على الحياد وبتلعب دور الشقيق المسالم، لأنها فقيرة ومعندهاش نفط ولا غاز زي قطر»، الأمر الذي أثار مواطنين وإعلاميين عُمانيين، حيث رد أحد الإعلاميين العمانيين قائلا: «السلطنة لها تاريخ وعراقة وماضٍ مشرف، ومصر والمجتمع الدولي يثق بقدرة عمان على حل الأزمات السياسية».

وبادرت المذيعة التي واجهت سيلا من الانتقادات، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الاعتذار للشعب العماني على الهواء مباشرة، أمس الأول، لتكرر للمرة الثانية الاعتذار لأحد الشعوب العربية، حيث سبق أن أساءت إلى الشعب المغربي على الهواء مباشرة، عام 2014.

إلى ذلك، وضعت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية، خطة لتأمين الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وقال مصدر مطلع: «نحو 200 ألف ضابط ومجند سيؤمّنون عملية الاقتراع وسيشاركهم في التأمين عناصر من الجيش».