التقيت مصادفة بضابط حراسة أمن منشآت في فرع للبنشر والكهرباء في إحدى الجمعيات التعاونية، ودار حديث بيني وبينه، وعلمت منه أنه يتقاضى راتباً شهرياً مقداره 110 دنانير وأنه "مبسوط" جداً، والراتب يكفيه ويزيد، سألته كيف؟ قال أسكن في منطقة الجليب مع خمسة أفراد ننام في غرفة ويدفع كل واحد منا 18 دينارا فقط و20 دينارا تكلفة الأكل في الشهر، وأبعث لوالدتي في مصر كل شهر ألفي جنيه، أي ما يعادل (35 دينارا كويتيا)، والمواصلات على صاحب الشركة التي أعمل فيها.

أهم شيء الصحة والعافية، ما فائدة المال إذا لم تكن عندك صحة؟ وما فائدة المال إذا كان فيك أمراض مستعصية؟ والمال إذا لم يسعد صاحبه وينفقه في مكانه الصحيح ما فائدته؟ الإنسان يجب أن يكون راضياً بقسمة الله، يقول عليه الصلاة والسلام: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو أعلى منكم فتزدروا نعمة الله عليكم". نادراً ما نجد في هذا الزمن زمن الدرهم والدينار إنساناً قنوعاً مع أن راتبه قليل لكنه سعيد ومرتاح البال، لا ينظر إلى ما عند غيره، أتعجب من آباء يصرفون المال على أولادهم الموظفين في الحكومة، لأن رواتبهم أنفقوها على الكماليات والمظاهر الزائفة.

Ad

وإلى هؤلاء الآباء أقول: علموا أولادكم القناعة وعدم الإسراف والتبذير في كل شيء، وعلموهم أن القرش الأبيض ينفع لليوم الأسود، ولنا عبرة وعظة في الغزو العراقي عندما أصبح الغني فقيراً بين ليلة وضحاها، فهل من مدكر؟

* آخر المقال:

قالوا قديماً إن من الشعر لحكمة:

هي القناعة لا ترضى بها بدلاً

فيها النعيم وفيها راحة البدن

انظر لمن ملك الدنيا بأكملها

هل راح منها بغير القطن والكفن