بدأت الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة، تركيز جانب من اهتمامها لسكان المناطق النائية، ومن بينها مثلث «حلايب وشلاتين» الحدودي مع السودان، الذي تزعم الأخيرة سودانيته، بينما تتمسك القاهرة بمصريته، وتمارس عليه السيادة فعلياً، في حين قررت الحكومة المصرية تعزيز الخدمات لأبناء المنطقة، عبر تحسين خدمة الكهرباء وتوفيرها بالمجان.

واعتبر مراقبون الأمر «مغازلة مطلوبة» من الجانب المصري لسكان المثلث الحدودي، الذي عانى ضعف الخدمات ونقص المشروعات التنموية، نظراً لوقوعه في نطاق صحراوي، وابتعاده عن الإدارة المركزية للبلاد في القاهرة، لكن وزارة الكهرباء أعلنت أن الحكومة توفر التيار الكهربائي مجاناً لأهالي حلايب وشلاتين، وتولي المنطقة اهتماماً كبيراً لتلبية متطلبات التنمية هناك. وأعلنت الوزارة عن خطة لتجديد شبكة التيار بالكامل في مثلث حلايب وشلاتين، لوضعه على خريطة التنمية، حيث تم تخصيص أكثر من مليار جنيه، لتوفير التيار الكهربائي بأعلى جودة لخدمة أهالي المنطقة وجذب مشروعات التنمية إليها.

Ad

إلى ذلك، كشف مصدر مسؤول لـ«الجريدة»، أن وزارة الكهرباء تمد التيار الكهربائي وتقوم بتركيب عدادات الكهرباء لغير القادرين من أبناء حلايب وشلاتين، من دون أي مقابل مالي، حيث قام رئيس شركة القناة لتوزيع الكهرباء مع قيادات من الوزارة بزيارة حلايب وشلاتين وتم الاتفاق على إنشاء محطة كهرباء جديدة هناك، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للمحطات الموجودة بالفعل.

وبحسب المصدر، فإن وزير الكهرباء محمد شاكر، قدم تصوراً شاملاً في هذا الصدد إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وافق عليه الرئيس وتم الاتفاق على تطوير محطات الكهرباء وبناء محطة جديدة ينتهي العمل فيها بحلول عام 2019، وعمل حصر شامل للمنازل التي لم يصل إليها التيار الكهربائي لتزويدها بالخدمة فوراً، ومن دون مقابل، بالإضافة إلى الانتهاء من محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.

من جانبه، أشاد بالخطوة عضو لجنة الطاقة في البرلمان النائب عماد سلام، ووصفها في تصريح لـ«الجريدة» بأنها «واحدة ضمن مشروعات عديدة للاهتمام بالمناطق الحدودية»، مشيراً إلى أن نواب اللجان النوعية في البرلمان شكلوا مجموعات عمل خلال الفترة الماضية لبحث مطالب المناطق الحدودية، وفي مقدمتها حلايب وشلاتين.

ونفى سلام وجود أية صلة بين هذه الإجراءات وقرب الانتخابات الرئاسية: «هذه المشروعات ليست وليدة اليوم بل طرحناها منذ شهور».