يلقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الثلاثاء أمام الكونغرس خطابه السنوي عن حال الاتحاد الذي سيعرض فيه رؤيته لأميركا «آمنة وقوية» ويركز على صحة الاقتصاد وانتعاش وول ستريت.

ورمزياً، هذا الخطاب السنوي الذي يتم الاعداد له بدقة، يشكل فرصة للرئيس لتحسين شعبيته، وقال ترامب الاثنين «انه خطاب كبير، خطاب مهم».

Ad

ويتوقع أن يتابع أربعون مليون شخص خطاب ترامب في قاعة مجلس النواب، الذي سيستمر ساعة اعتباراً من الساعة 21,00 (02,00 ت غ).

وقد فقد هذا الحدث المهم بعضاً من تأثيره وبات الأميركيون لا يعيرون اهتماماً كبيراً للنقاش السياسي، لكنه لا يزال قادراً على قولبة وتوجيه النقاش العام في الأسابيع القادمة.

رائع

في الخطابات الـ 94 السابقة، وصف الرؤساء حال الاتحاد بأنه «جيد» و«قوي» و«سليم» أو كما قال الرئيس جيرالد فورد المتشائم «ليس جيداً».

ومن غير المتوقع سماع مثل هذا الاعتدال من قطب العقارات البالغ من العمر 71 عاماً، نجم تلفزيون الواقع سابقاً.

وقالت المتحدة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز أن حال الاتحاد «رائع» خلال عرضها ملخصا للخطاب الذي سيكون مليئاً بالحديث عن الانجازات.

ويتوقع أن يتحدث ترامب عن انتعاش بورصة وول ستريت وتحسن معدلات النمو، وهو ما يقول البيت الأبيض أنه نتيجة مباشرة «لاقتطاعات ترامب الضريبية».

وقال ترامب عن خطابه «بذلنا جهوداً للعمل عليه وغطينا الكثير من القضايا بما يشمل نجاحنا الكبير في الأسواق المالية والاقتطاعات الضريبية».

ومنذ تولي ترامب منصبه قبل عام، ارتفع معدل مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 33 بالمئة، كما تراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوى في 17 عاماً.

وخلال خطابه مؤخراً في دافوس بسويسرا قال ترامب أمام نخبة من عالم الاقتصاد والسياسة أن «أميركا منفتحة أمام الأعمال».

القاعدة أولاً

وخلال عامه الأول في الرئاسة، غالباً ما سعى ترامب لينسب له الفضل لكنه بدا أقل اهتماماً بتوسيع دائرة شعبيته متحدياً المعايير ومتمسكاً بمقاربة «القاعدة أولاً».

ومع اقتراب الانتخابات التشريعية في نوفمبر وتقدم التحقيق في تدخل روسي محتمل في حملته الانتخابية فإن خطاب الثلاثاء قد يتضمن نوعاً من التغيير في الاستراتيجية.

وقالت ساندرز «إنه رئيس يريد أن يقود من أجل الجميع»، وأضافت «إنه لا يسعى لأن يترأس من أجل شخص معين، أو مجموعة معينة بل يريد أن يكون رئيس الولايات المتحدة».

وتراجع مستوى التأييد لترامب إلى حوالي 40 بالمئة، بحسب دراسة لريل كلير بوليتيكس، والمعارضة له شرسة.

وفي اجتماع للمتبرعين في صحراء كاليفورنيا هذا الأسبوع، حذر استراتيجيون جمهوريون من أن رئيساً لا يتمتع بشعبية وحماسة قوية بين الديموقراطيين يمكن أن تكون له عواقب سيئة على الحزب.

الهجرة

يتوقع أن تحتل قضية الهجرة حيزاً كبيراً في خطاب الرئيس.

ويحضر الخطاب عدد من المدعوين بينهم والدا فتاتين قتلتهما عصابة من أصل سلفادوري في حادثة يرددها الرئيس باستمرار لاثبات صحة موقفه في قضية الهجرة.

وقد شارك في صياغة الخطاب مساعده ستيفن ميلر الذي يعرف منذ سنوات في واشنطن بتشدده في مسألة الهجرة، وطالما ضغط من أجل موقف متصلب.

وقال ترامب «منذ سنوات، سنوات عديدة يتحدثون عن الهجرة، لم يحققوا أي نتيجة، سوف ننجز نحن شيئاً، نأمل ذلك»، وأضاف «نأمل أن ينضم لنا الديموقراطيون، أو عدد كاف منهم، حتى تمكن حقاً من تحقيق شيء كبير».

يتوقع أن يذهب ترامب بخطابه أبعد من الولايات المتحدة، إلى ما تعتبره واشنطن نشاطات واشنطن المقلقة في أنحاء الشرق الأوسط، إضافة إلى البرنامجين النووي والبالستي لكوريا الشمالية.

كما يتوقع أن يكون للتجارة حيّزاً كبيراً من الخطاب، مع تصريحات ترامب المتكررة بأن الشروط الحالية للأعمال العالمية غير عادلة بالنسبة لأكبر اقتصاد في العالم.

وقال ترامب «العالم استغلّنا فيما يتعلق بالتجارة لسنوات عدة، وكما لاحظتم على الأرجح فإننا سنوقف ذلك وسنوقفه نهائياً».

وسيلقي خطاب الديموقراطيين رداً على كلمة ترامب، النائب الشاب جوزف كينيدي الثالث.

من جهته، وعد السناتور بيرني ساندرز (76 عاماً) بالتعبير عن مواقفه مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي وبالتزامن مع خطاب ترامب، كما ستصدر ردود من شخصيات أخرى.

وسيقرون على الأرجح بنمو الاقتصاد، لكن ربما ليس للجميع.

وقال محللون من مركز «أميركان بروغرس» (التقدم الاميركي) ذي الميول اليسارية «أن ترامب ورث سنوات من الانتعاش الاقتصادي لكنه لم يحوله بعد لفائدة الطبقة العاملة الأميركية».

وأضافوا إن «السياسة المالية لإدارة ترامب تعمل على إعادة توزيع المداخيل والثراء صعوداً من خلال اقتطاعات ضريبية هائلة للشركات والأثرياء، وتأتي على حساب الأميركيين من الطبقة المتوسطة وأصحاب الدخل المنخفض».