فتحت الفترة الرئاسية الثانية، أمس، أبوابها مشرعة أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعدما أغلقت "الهيئة الوطنية للانتخابات" أمس، باب قبول طلبات الترشح، وقالت إن مرشحين اثنين تقدما فقط بأوراق ترشحهما، أحدهما السيسي، والآخر مرشح اللحظة الأخيرة، رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى، الذي تقدم بأوراقه قبل إغلاق باب الترشح بدقائق معدودة.

ولا يُنتظر أن يواجه السيسي صعوبة في سحق موسى، الذي حصل على تزكية أكثر من 20 برلمانيا، كشرط للترشح في الانتخابات التي تجرى منتصف مارس المقبل، إذ يعد الأخير من سياسيي الصف الثالث في مصر، ويعد حزبه أحد الأحزاب الصغيرة معدومة التأثير في الشارع، لذا بات حديث النخب السياسية في القاهرة ينحصر في مرحلة ما بعد حصول السيسي بسهولة على ولاية رئاسية ثانية تنتهي في 2022.

Ad

النائب البرلماني مصطفى بكري، قال إن موسى مصطفى، حصل على توقيعات من البرلمان، بواسطة نواب مستقلين، ليس من بينهم نواب ائتلاف "25/30" المعارض، وهو ما أكده المستشار القانوني للحزب سمير عبدالعظيم، قائلا: "تقدمنا لهيئة الانتخابات حاملين 27 تزكية نيابية من برلمانيين (مستقلين) لدعم موسى في الانتخابات الرئاسية المقبلة".

الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، أعلنت أمس غلق باب التقدم بطلبات الترشح في الانتخابات، بعد تقدم اثنين من طالبي الترشح خلال مدة فتح باب الترشح التي استمرت 10 أيام، وأنه يجرى حالياً فحص أوراق الترشيح المقدمة من المرشحين، تمهيداً لإعلان القائمة المبدئية خلال مؤتمر صحافي غداً.

السيسي يعتبر المرشح الأبرز كما يعد فوزه على موسى حتمياً، خاصة بعد تغيب أبرز المرشحين أو انسحابهم أو استبعادهم تباعاً، أمثال المرشح المحتمل الأسبق أحمد شفيق، ورئيس أركان القوات المسلحة الأسبق سامي عنان، والمحامي اليساري خالد علي، ورئيس حزب الوفد السيد البدوي.

وجاء تقدم موسى بأوراقه غداة دعوات من أحزاب وشخصيات عامة لمقاطعة الانتخابات.

عدو أيمن نور

وعلى الرغم من أن صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، كانت لاتزال تحمل صورة تأييد للرئيس الحالي، فإن رئيس "حزب الغد"، موسى مصطفى (مواليد 1952)، أصبح المنافس الوحيد للسيسي، وما صدر عنه من تصريحات، يثبت أنه لن يكون مرشحاً قادراً على إحداث نوع من المنافسة، حيث إن المنافسة لم تكن أمراً مهماً بالنسبة إلى موسى، فالرئيس الحالي لحزب "الغد"، كان العدو اللدود للرئيس السابق للحزب، المعارض الهارب في تركيا أيمن نور، وسبق أن شارك في تأسيس حملة "مؤيدون" لمساندة السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أغسطس الماضي، كما سبق أن شارك في تأسيس حملة "كمل جميلك يا شعب" للمطالبة بترشح السيسي عام 2014.

موسى قال في تصريحات صحافية، أمس، إنه تقدم إلى الهيئة العليا للانتخابات بأوراقه، فقط لتحسين صورة مصر أمام العالم، مشيراً إلى أن دعمه السيسي لا يتناقض مع ترشحه للرئاسة، وأضاف: "الوضع الانتخابي الحالي يشير إلى خوض الرئيس الانتخابات وحدَه والأحزاب السياسية لن تسمح بتشويه صورتنا أمام العالم".

حملة السيسي

وبينما عقدت الحملة الانتخابية لترشح السيسي مؤتمراً صحافياً أمس للكشف عن خطة عمل الحملة خلال الأيام المقبلة، قال المتحدث باسم الحملة، محمد أبوشقة، لـ"الجريدة": "خلال الفترة المقبلة، سنعرض على المصريين إنجازات الرئيس السيسي خلال فترته الرئاسية الأولى التي بدأت في يونيو 2014، فضلا عن المشاريع قيد الإنجاز، وسيكون الرد على القضايا التي تشغل الرأي العام أولوية للحملة، خصوصا أن الرئيس مستمر في البناء والعمل من أجل ترسيخ التنمية وإنجاز الإصلاح الاقتصادي".

من جانبه، أشاد خبير العلاقات الدولية، د. سعيد اللاوندي، بخطوة ترشح موسى باعتبارها تؤكد طابع المنافسة بين أكثر من مرشح، بما يعطي مصداقية دولية لها، في حين وصف النائب البرلماني، هيثم الحريري، المرحلة الحالية التي تمر بها مصر بأنها "مسرحية هزلية" بعد استبعاد كل المرشحين الجادين، وأضاف لـ"الجريدة": "الحياة السياسية في مصر ضحلة، ولم يعد هناك انتخابات رئاسية جادة".

من جهته، قال الفقيه القانوني، طارق نجيدة، لـ"الجريدة"، إن المشهد يعني أن أجهزة في الدولة بذلت جهودا ضخمة لخلق مشهد تنافسي في الانتخابات الرئاسية، لكن الأمر أسفر في النهاية عن تقدم موسى مصطفى بأوراق ترشحه في اللحظة الأخيرة، وهو من أوائل من أعلنوا تأييدهم المطلق للرئيس السيسي، وبالتالي فلا مجال للحديث عن تنافسية، فالانتخابات ستدور بين مرشح وأحد مؤيديه".

استعدادات انتخابية

من جهته، قال وزير التنمية المحلية، اللواء أبوبكر الجندي، عقب لقائه رئيس الحكومة شريف إسماعيل، أمس، إن الوزارة تعمل على تجهيز الأماكن التي ستجرى فيها الانتخابات الرئاسية المقبلة، دون أي تدخل من الحكومة في سيرها، لافتا إلى أن نسبة المشاركة ستعكس زيادة الوعي لدى المصريين في السنوات السبع الأخيرة، كاشفاً أنه سيتم إجراء انتخابات المحليات عقب الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.