بعد تاجيله يوماً واحداً، تنطلق غداً أعمال مؤتمر سوتشي الروسية، الذي دعي اليه 1600 مندوب يمثلون عدداً من القوى السياسية والجماعات العرقية والعشائرية، بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان ديمستورا، ومقاطعة شرائح واسعة من الشعب السوري، بما في ذلك هيئة التفاوض التابعة للمعارضة والأكراد.

وفي محاولة لإنقاذ المؤتمر الذي رأى مراقبون أنه ولد ميتاً بسبب مقاطعة الجزء الأكبر من المعارضة والأكراد له، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مطولة مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب إردوغان، كما أجرى لافروف مشاورات مماثلة مع نظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والإيراني جواد ظريف تركزت على سبل تذليل العقبات لعقده في موعده وطبيعة المشاركين فيه.

Ad

وثيقة توصيات

في غضون ذلك، نقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصادر دبلوماسية أن نتائج المؤتمر ستتمثل في إقرار وثيقة تتضمن 12 بنداً تمت بلورتها على أساس توصيات ديميستورا دون أن تكشف عن تفاصيلها وكذلك تشكيل لجنة لإعداد الدستور.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسودة بيان المؤتمر قولها إنها ستدعو إلى بقاء سوريا دولة موحدة وإجراء استفتاء على مستقبل البلاد.

وأشارت الوكالة إلى أن أحد بنود الوثيقة ينص على التالي: «يحدد الشعب السوري مستقبل بلاده ديمقراطياً من خلال التصويت».

تجديد المقاطعة

ووسط مقاطعة «هيئة التفاوض» التابعة للمعارضة السورية، وإعلان منصة موسكو التابعة للمعارضة السورية وجزء من منصة القاهرة المشاركة في المؤتمر، جددت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفدرالية شمال سورية فوزة اليوسف أمس، رفض الأكراد المشاركة في سوتشي بسبب الهجوم التركي المستمر منذ أكثر من أسبوع على عفرين، موضحة أن «ضامني المؤتمر هما روسيا وتركيا، والاثنتان اتفقتا على عفرين وهذا يتناقض مع مبدأ الحوار السياسي حين تختار الدول الضامنة الخيار العسكري».

نتنياهو وبوتين

يأتي ذلك، بينما توجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى موسكو لإجراء مباحثات مع بوتين وكبار المسؤولين في الكرملين تتركز على الوجود العسكري الإيراني في سورية والاتفاق النووي.

بحسب التلفزيون الإسرائيلي، فإنه يرافق نتنياهو وفد أمني رفيع يضم رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية «موساد» يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي للحكومة مائير بن شباط.

وزار نتنياهو موسكو في أغسطس الماضي، وأجرى اتصالا هاتفياً مع بوتين في نوفمبر الماضي، ركز خلاله بشكل خاص على ما تعتبره إسرائيل «وجوداً عسكرياً إيرانياً متزايداً في سورية».

قصف إسرائيل

وبعد استقباله كبير مساعدي وزير خارجية إيران للشؤون السياسية الخاصة جابري أنصاري لبحث «العلاقات الاستراتيجية» وكيفية منع تركيا من «احتلال أراض سورية»، هدد الأسد بقصف مطار بن غوريون في حال هاجمت إسرائيل دمشق مجدداً.

وذكرت وكالة «سبوتنيك» أن الرئيس السوري اتصل إثر الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مطار دمشق بالرئيس بوتين، وقال له إن كرامة سورية قبل كل شيء وإذا قامت الطائرات الإسرائيلية مرة جديدة بقصف العاصمة السورية فسأقصف مطارها الدولي بصاروخي «سكود».

عفرين

ورداً على دعوة أنقرة لواشنطن بالخروج فوراً من مدينة منبج، قال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، رايان ديلون، أمس الأول أن التحالف سيستمر في دعم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) وأبلغت تركيا ذلك، موضحاً أن «قواتهم ستبقى في مدينة منبج».

وقال ديلون، إن «تركيا تعلم أين تقع قواتنا في منبج، وماذا تفعل هناك، ولماذا تتمركز هناك؟»، مؤكداً أن قواتنا موجودة «لمنع حدوث أي نوع من التصعيد بين المجموعات الموجودة فى تلك المنطقة».

إردوغان

وغداة وضعه محافظة إدلب على أجندة عملية «غضن الزيتون»، التي دخل أسبوعها الثاني، أعلن إردوغان، أمام حشد جماهيري في ولاية جوروم أمس، أنه تحدث مع قائد الحملة بريف حلب وأخبره أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لتركيا ستحرر بعد قليل جبل برصايا الذي تتحصن فيه عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، التي تدعمها واشنطن وتصنفها أنقرة إرهابية، مشيراً إلى أنه «تم تحييد 484 إرهابياً منذ انطلاق العملية».

ولاحقاً، أعلنت القوات المسلحة التركية والفصائل العاملة معها تمكنهما من بسط السيطرة على الجبل الاستراتيجي في مدينة عفرين، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية نوري محمود، مؤكداً أنه «لم ننسحب من برصايا والمنطقة المحيطة به، وعمليات الكر والفر والقتال لا تزال مستمرة فيها».

وفي تهديد بات يومياً، قال الرئيس التركي طيب إردوغان أمس، إن بلاده «ستطهر» حدودها كاملة مع سورية من «الإرهابيين».

رصد ودخول

ووفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، فإن «موقع جبل برصايا استراتيجي لأنه يرصد أعزاز وكيليس ويعطي إمكانية التقدم في مناطق واقعة في شمال شرق عفرين».

ومستفيدة من طقس ملائم بعد أيام من الأمطار والضباب، استأنفت القوات التركية أمس، عمليات القصف بوتيرة هي الأشد منذ بد عملياتها في 20 يناير لمحاولة اختراق خطوط الوحدات الكردية المتحالفة مع الولايات.

وفي تطور لافت، أعلن «​الحشد الشعبي​« العراقي مجدداً استعداده لدخول الأراضي السورية والمشاركة في مكافحة ​تنظيم داعش إذا طلب منه ذلك.

«تسخين» في الغوطة

ورغم التقارير عن اتفاق لوقف إطلاق النار، شهدت منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق معارك دامية مصحوبة بانفجارات ضخمة وقصف مكثف وغارات جوية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «هيئة تحرير الشام» بقيادة «جبهة النصرة سابقاً» وحركة «أحرار الشام» و»فيلق الرحمن»، شنت هجوماً كبيراً باتجاه نقاط في محيط إدارة المركبات بحرستا، التي شهدت مواجهات شرسة بين الطرفين في الأشهر الماضية، مشيراً إلى أن قوات الرئيس بشار الأسد أطلقت عشرات الصواريخ والقذائف على الغوطة الشرقية منذ ورود أنباء عن بدء وقف إطلاق النار، التي وعدت روسيا وفد المعارضة في الجولة التاسعة من محادثات السلام في فيينا بأن تضغط على دمشق لتطبيقه.

آثار عين دارة في خطر

دعت دمشق المنظمات الدولية الثقافية والمعنية بالتراث والآثار إلى الضغط على تركيا لمنع استهداف قواتها المواقع الأثرية خلال العمليات العسكرية في عفرين.

واتهمت مديرية الآثار التابعة لوزارة الثقافة السورية القوات التركية باستهداف المواقع التاريخية، مشيرة إلى أن آخر قصف أدى إلى تدمير معبد عين دارة، أحد أهم الابنية التي بناها الآراميون في سورية خلال الألف الأول قبل الميلاد.

وأوضحت المديرية أن «معبد عين دارة يتميز بمنحوتاته النادرة المصنوعة من الحجر البازلتي، وتم اكتشافه عام 1982 من قبل بعثة سورية، كما أسهمت بعثة يابانية من متحف الشرق القديم في طوكيو بترميم بعض منحوتاته».

وأضافت أن موقع تل عين دارة الأثري يعد إحدى أهم مدن مملكة «بيت أغوشي» الآرامية، وتبلغ مساحته نحو 50 هكتاراً.