دعا الرئيس اللبناني ميشال عون المجتمع الدولي والجهات والمؤسسات المعنية الى منح سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «جائزة نوبل للسلام».

وقال عون في مقابلة مع تلفزيون الكويت ووكالة «كونا»، بمناسبة زيارته الى البلاد، ان جهود سمو أمير البلاد تجاه القضايا الانسانية في ضوء الظروف الاقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة تجاوزت المفهوم الحقيقي لمعنى «الإنسانية».

وأضاف أن «سمو الأمير كان ولايزال يبذل جهدا كبيرا لتنقية الأجواء في المنطقة»، حيث قدم سموه العديد من المبادرات في هذا الشأن. وأعرب عون عن أسفه لـ «عدم قبول بعض الأطراف ايا من النصائح أو الحلول المطروحة في هذه المبادرات».

Ad

وأكد الرئيس اللبناني خصوصية العلاقات التي تجمع لبنان مع الكويت على المستويين الرسمي والشعبي، مشددا على استمرار تلك العلاقات وفق «نفس المواقف وذات النهج».

وقال إن العلاقات بين البلدين تمتاز بـ «عدم وجود أي تناقض في الأهداف»، الأمر الذي اوجد ألفة ومواءمة طبيعية في العلاقات بين الشعبين الشقيقين.

علاقات احترام وأخوية

وأضاف أن العلاقات بين لبنان والكويت قائمة على اسس الاحترام المتبادل، الأمر الذي دفع بها الى آفاق أرحب، واصفا في الوقت ذاته تلك العلاقات بـ «الاخوية والممتازة والمتطورة».

واشار الى الدور الكبير الذي قام ويقوم به سمو أمير البلاد ازاء لبنان، مبينا أن «سمو امير الكويت منفتح على لبنان والاستثمار فيه، إذ يحرص على منح القروض له ودعم المشاريع الانمائيه فيه».

وعن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، أوضح أن ثمة مجالات تعاون عديدة من البلدين من شأنها ان تنهض بالعلاقات الثنائية، لاسيما في المجالات الثقافية والتعليمية والاقتصادية والانمائية.

وقال إن هناك مؤسسات وشركات كويتية تستثمر في لبنان وتساهم في إنمائه ومنها  الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي يساعد على اعداد البنية التحتية هناك، مؤكدا حرص لبنان على النهوض بالاقتصاد عبر الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الإنتاجي.

تطابق الرؤى

وعن أهم الموضوعات التي تم بحثها خلال زيارته الى الكويت، ذكر أن جدول هذه الزيارة الودية كان مفتوحا، ولم يتضمن أي موضوع محدد، مضيفا انه تم التطرق الى كل القضايا في المنطقة وآخر مستجداتها، ولاسيما الإرهاب.

وأشار في هذا السياق الى تطابق الرؤى والافكار حيال تلك الموضوعات، معتبرا ان ذلك التطابق جاء لاعتماد البلدين «نفس المواقف وذات النهج».

وجدد الرئيس عون حرص بلاده على استمرار العلاقات الاخوية مع دولة الكويت والمضي بها قدما، داعيا الجالية اللبنانية في الكويت الى مبادلة احتضانها لهم بالوفاء والاخلاص في العمل.

وعن الجهود الذي تبذل في سبيل استقرار لبنان، أشار الى وجود إدراك ووعي بضرورة استقرار واستتاب الأمن هناك، مشيدا بالدور الكبير الذي قام به الجيش اللبناني في سبيل تطهير الارض اللبنانية مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقال إن الأجهزة الأمنية اللبنانية تكشف العديد من الخلايا الارهابية، وتواجهها بعمليات استباقية تحول دون قيامها بأي عملية إرهابية ضد امن المجتمع اللبناني.

جهود تستحق «نوبل»

وعن جهود سمو أمير الكويت في توحيد الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك، أوضح أن «سمو الأمير كان ولايزال يبذل جهدا كبيرا لتنقية الأجواء في المنطقة»، حيث قدم سموه العديد من المبادرات في هذا الشأن، بيد انه أعرب عن أسفه لـ «عدم قبول بعض الأطراف ايا من النصائح أو الحلول المطروحة في هذه المبادرات».

وفيما يتعلق بجهود سمو أمير الكويت تجاه القضايا الانسانية في ضوء الظروف الاقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة، قال عون إن مساهمات سموه في المجال الإنساني تجاوزت المفهوم الحقيقي لمعنى «الانسانية».

وأضاف أن ذلك ترجم بمنح سموه من قبل الأمم المتحدة لقب «قائد العمل الانساني»، وتسمية دولة الكويت «مركزا للعمل الانساني»، داعيا في هذا الصدد المجتمع الدولي والجهات والمؤسسات المعنية الى منح سموه «جائزة نوبل للسلام».

وعن العلاقة التاريخية التي تجمع لبنان بالكويت، أفاد بأن الظروف جمعته مع سمو امير الكويت عندما كان سموه وزيرا للخارجية في اللجنة الثلاثية المعنية بالأزمة اللبنانية، والتي تألفت للعمل على إيجاد حل لها.

وقال إن اجتماع اللجنة عقد في مقر جامعة الدول العربية بتونس في عام 1989، مشيرا الى وجود تقارب في ما طرحه آنذاك مع سمو الامير إزاء حل الازمة اللبنانية.

 وعن دور الدبلوماسية الكويتية في خدمة قضايا لبنان على المستوى السياسي والاقتصادي والتنموي، أكد تأثير مواقف الكويت على المشهد اللبناني والاوضاع فيه قائلا: «لا أحد ينكر مواقف الكويت أو يتنكر لطيبة المجتمع الكويتي وسمو الأمير الذي يريد دائما السلام ويعزز التلاقي بين الناس».

 وحول الأعباء والتحديات التي تواجه لبنان، أوضح أن هناك صراعا سياسيا بين اطراف متصادمة في الشرق الاوسط في الداخل اللبناني، مضيفا انه استطاع أثناء توليه رئاسة الجمهورية ان يجعل من هذه الصراع سياسيا فقط.

وشدد على ضرورة إقامة شراكة حقيقية في سبيل بناء لبنان والنهوض به وازدهاره، مضيفا أن الخلاف السياسي السائد خف تأثيرها على المجتمع.

مرتكزات العهد... انتخابات ونفط واستقرار أمني

عن أهم الأسس والمرتكزات التي أرساها منذ توليه رئاسة لبنان، قال عون انه عمل على انجاز قانون انتخاب «متعثر» منذ سنوات، حيث سيتم تطبيقه في شهر مايو المقبل، ليتمكن اللبنانيون من اختيار مجلس نيابي جديد بعد انقطاع دام 13 عاما.

وأوضح انه سعى الى تجاوز بعض المشكلات المتعلقة باستخراج لبنان للنفط، إذ شهد توافقا حيال تلك المشكلات، مما سيساعد لبنان اقتصاديا، مضيفا أنه واجه ما اسماه «ارتجاجا أمنيا لبنانيا»، إذ قام بإعادة النظر في تشكيلات القوى العسكرية لتكون أشد متانة في وحدتها الوطنية، مع الحرص على مستوى عسكري مرتفع في ادائها.

وعن أولويات لبنان خلال المرحلة المقبلة، ذكر أن لديه اولويات سياسية عدة، منها اجراء انتخابات تشريعية في مايو المقبل وفق القانون الانتخابي الجديد، إضافة الى اولويات امنية تقوم على استتباب الأمن والاستقرار في لبنان.

بيد أنه استدرك قائلا: «ان ما يقلقنا هو الوضع الاقتصادي في لبنان»، واصفا اياه بأنه «دقيق جدا» لمرور بلاده بثلاث أزمات اقتصادية متتالية.

وأوضح ان اولى تلك الازمات هي الأزمة المالية العالمية 2008 التي نتج عنها ركود اقتصادي أصاب كل دول البحر الابيض المتوسط، مضيفا أن ثاني تلك الأزمات تتمثل في إغلاق جميع طرق المواصلات البرية بين لبنان والدول العربية، «والتي هي امتداد حيوي للبنان»، في اشارة الى الأزمة التي تشهدها سورية منذ عام 2011.

وكشف عن أن الأزمة الاقتصادية الثالثة التي عاناها لبنان هي النزوح السوري الكثيف الى اراضيه، حيث نزح اليه نحو 50 بالمئة من السوريين منذ اندلاع الأزمة السورية، مضيفا انه ترتب على ذلك عدم استقرار أمني وزيادة عجز في الموازنة العامة للدولة. وكان عون قد زار الكويت ما بين 23 و24 يناير الجاري، وعقد خلالها محادثات رسمية مع أمير البلاد تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، بما يحقق تطلعاتهم وتوسيع أطر التعاون بينهما، بما يخدم مصالحهما المشتركة، إضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك.