اشتعلت الانتخابات الرئاسية المصرية فجأة، بإعلان رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق سامي عنان الترشح لمنافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أعلن رسمياً ترشحه لفترة رئاسية ثانية، متعهداً بعدم السماح لـ «الفاسدين» بالاقتراب من كرسي الرئاسة.

وجاء إعلان السيسي الترشح، كما كان متوقعاً، في ختام مؤتمر «حكاية وطن»، الذي قدم فيه شرحاً لإنجازاته خلال السنوات الأربع الفائتة، لكنه فاجأ المتابعين بتوجيه تحذير إلى أحد الأشخاص دون أن يعلن اسمه، قائلاً: «في ناس لن أسمح لهم بالاقتراب من الكرسي ده... أنا عارف إنه كان حرامي وفاسد وأسيبه؟ ربنا يحاسبني»، مضيفاً: «لأمانة المسؤولية، اللي هيقرب من الفاسدين من الكرسي ده يحذر مني».

Ad

وفور انتهاء المؤتمر، أذاع سامي عنان خطاباً مسجلاً أعلن فيه ترشحه للرئاسة، ما حسم التكهنات حول المقصود من كلام الرئيس.

يذكر أن هناك بلاغات مقدمة، منذ عام 2012، ضد عنان، الذي كان وقتها الرجل الثاني في الدولة، تتهمه بالتربح، لكن لم يتم التحقيق فيها أو إدانته.

وجاء خطاب عنان قوياً ومحملاً بالانتقادات للطريقة التي تدار بها البلاد، حيث تحدث عن «توطن خطر الإرهاب، وتردي أحوال الشعب المعيشية، وتآكل قدرة الدولة في ملفات الأرض والمياه والتنمية»، وكذلك ما سماه «سياسات خاطئة حملت قواتنا المسلحة العبء وحدها».

وطالب رئيس الأركان السابق باحترام الدستور والتعددية السياسية، معلناً اختيار نائبين له، هما المستشار هشام جنينة، الذي كان رئيساً للجهاز المركزي للمحاسبات، قبل أن يُقال ويُتهم بتعاطفه مع «الإخوان»، وأستاذ العلوم السياسية د. حازم حسين، أحد أشد المعارضين للرئيس السيسي.

وأكد عنان ضرورة حياد القوات المسلحة وأجهزة الدولة، وعدم انحيازها للرئيس. وكان لافتاً رفض قنوات التلفزيون إذاعة خطابه، ما أجبره على بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما غاب خبر ترشحه عن الصحف الرسمية.