غداة إعلان وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي بدء عملية عفرين العسكرية، بقصف عبر الحدود، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان "انطلاق الهجوم عملياً" في سورية، إلا أن العمليات لا تزال بطيئة، وتقتصر على القصف.

وقال إردوغان، في خطاب بالمؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية الحاكم بمدينة كوتاهيا وسط تركيا: "عملية عفرين بدأت عملياً على الأرض، ومنبج ستكون التالية"، لكنه أضاف أن أنقرة ستدمر "خطوة بخطوة" ما وصفه بـ"الممر الإرهابي" الذي أقامته "وحدات حماية الشعب الكردية".

Ad

وفي إشارة الى تطمينات أميركية، شدد الرئيس التركي على أنه "طالما لم يتم حتى الآن الوفاء بالوعود التي قطعت لنا، فلا أحد يستطيع إبلاغنا بما ينبغي فعله بهذا الشأن".

وأضاف: "من يخططون (في إشارة للولايات المتحدة) للعبة في سورية، من خلال تغيير اسم التنظيم الإرهابي، ويعتقدون أنهم يتمتعون بالدهاء، أقول لهم الاسم الحقيقي لهذا التنظيم هو حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي ووحدات الحماية الشعبية".

وأوضح الرئيس التركي أنه ليس لديه أطماع في سورية، ولكن بلاده لن تكون في أمان ما دامت جارته غير آمنة، متوعداً بتطهير "دنس الإرهاب" الذي يحاول تطويق تركيا حتى حدود العراق.

وكثف الجيش التركي لليوم الثاني قصفه لمعسكرات ومخابئ وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي" في سورية، الذي يعتبره فرع حزب "العمال" الكردستاني الانفصالي، معتبراً أن ذلك يأتي في إطار "الدفاع الشرعي عن النفس"، والرد على إطلاق نار من مدينة عفرين الواقعة تحت سيطرتهم، مؤكداً شن ضربات مماثلة، أمس الأول.

واستعداداً للهجوم، نقل الجيش التركي، على غرار عملية "درع الفرات" في منتصف 2016، أكثر من ألف مقاتل من فصائل الجيش الحر الموالية له في عشرات الحافلات من محافظة هطاي إلى مدينة أعزاز الواقعة على بعد 20 كلم شمال شرق عفرين الحدود، والتي شهدت توتراً كبيراً، بعد قصف لمستشفى الأمراض العقلية أسفر عن إصابة 14 شخصاً، واتهمت فيه الفصائل الموالية لأنقرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة أميركياً بتنفيذه.

وفي حين تظاهر أكراد الحسكة دعماً لعفرين ورفضاً للهجوم عليها، خرجت المئات في تظاهرات مماثلة في أعزاز حاملين صور إردوغان والأعلام التركية، تعبيراً عن دعمهم للهجوم.

وأعلن مسؤول تركي كبير أن الفصائل السورية الموالية لتركيا بدأت عمليات عسكرية في عفرين، في حين أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم ان العملية الجوية بدأت، في تحد لنظام الرئيس بشار الأسد الذي هدد بإسقاط المقاتلات التركية.

«قسد»

وقالت قوات «قسد» أمس إن تهديد تركيا «المفاجئ وغير المبرر» بمهاجمة عفرين يغامر بعودة تنظيم «داعش»، مؤكدة أنها لا تجد خياراً أمامها سوى الدفاع عن نفسها إن تعرضت لهجوم.

منظومة «كورال»

ومع زيادة التعزيزات العسكرية التركية على الحدود، ظهرت منظومة "كورال" التركية للتشويش الراداري قرب مدينة عفرين في شمال محافظة حلب السورية.

ورجحت جريدة "لينتا" الإلكترونية الروسية أن تكون قوات تركية اعتزمت الاستعانة بمنظومة الحرب الإلكترونية هذه عندما تهاجم مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، مشيرة إلى وجود منظومة "إس-400" الروسية في محافظة حماة.

وذكرت صحف تركية أن الطائرات الروسية والأميركية توقفت عن التحليق ليلاً قرب الحدود السورية بفعل منظومة "كورال"، التي بإمكانها أن تشوش على الطائرات الحربية وعلى منظومات الدفاع الجوي بما فيها "إس-400".

موافقة روسيا

ويرى محللون أن أي هجوم كبير في سورية لا يمكن أن يطلق بدون موافقة روسيا صاحبة العلاقات الجيدة مع وحدات حماية الشعب الكردية، مؤكدين أن العملية التركية ستشكل "ضربة قوية" للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وأوردت وكالة "الأناضول" أن قوة المراقبة الروسية المنتشرة في عفرين أخلت مواقعها وهو ما نفاه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشدة في وقت لاحق، مشيراً إلى تقارير عن عملية إعادة تموضع وانتشار.

تحذير وترقب

وبينما استبعد رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة لمجلس الاتحاد في ​البرلمان الروسي​ ​فيكتور بونداريف​ أن تقوم ​تركيا​ بعملية شاملة، للقضاء على الأكراد أو لاحتلال أراض سورية، حذر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول: "لا نعتقد أن عملية كبيرة ستذهب في اتجاه الاستقرار الإقليمي والاستقرار في سورية وتهدئة مخاوف تركيا حول أمن حدودها".

بدوره، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك أن المنظمة الدولية تتابع التطورات في مدينة عفرين عن كثب، ودعت الأطراف المعنية إلى تفادي جميع الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر وتأجيج الوضع في المنطقة.

تخريج

وقال مصدر من "قوات سورية الديمقراطية" إنه تم تخريج دورة مقاتلين تم تدريبها على يد "التحالف الدولي" في بلدة الكنطري بريف الرقة، مضيفا أن العناصر المتخرجين سينتشرون على الحدود السورية-العراقية، وعلى امتداد نهر الفرات، لافتا إلى أن المقاتلين هم من أبناء محافظتي الرقة ودير الزور.

وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأحد الفائت، أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية من "قسد" تتألف من 30 ألف مقاتل لنشرها على الحدود السورية مع تركيا.

معركة الغوطة

وفي ريف دمشق، تمكنت الفصائل المقاتلة، أمس، من استدراج مجموعة من "الفرقة الرابعة" إلى أحد الأبنية الملغمة في مدينة عربين في الغوطة الشرقية وقامت بتفجيره، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من عناصرها بين قتيل وجريح.

إلى ذلك، أعلن رئيس المركز الروسي يوري يفتوشينكو أنه تم بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، مساء أمس الأول، إجلاء 10 أشخاص من مدينة دوما الخاضعة للمعارضة المسلحة في غوطة دمشق، موضحاً أن المجموعة ضمت 3 أطفال أسعفوا إلى المستشفى.

«قوائم سوتشي» جاهزة

أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، أن مؤتمر سوتشي في موعده في 30 يناير، وأن الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا اتفقت على قوائم المشاركين فيه.

وإذ أشار إلى تعويل روسيا على الولايات المتحدة لحضور مؤتمر سوتشي بصفة مراقب، أوضح لافرينتييف أن موسكو بحثت مع أنقرة سبل العمل مع المعارضة السورية، معرباً عن أمله في مشاركة الأمم المتحدة على أرفع مستوى، وحضور المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا إلى منتجع سوتشي.

وخلال اجتماع في نيويورك، أكد وزير الخارجية الروسي ونظيره الأردني أيمن الصفدي، دعم بلادهما لسيادة ووحدة سورية، وأشارا أيضاً إلى أهمية عقد مؤتمر سوتشي وعدم وجود بديل عن التسوية السياسية.

جيش الأسد يدخل «أبوالضهور»

قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا حزب الله إن جيش النظام السوري وحلفاءه سيطروا على قاعدة أبوالضهور الجوية في محافظة إدلب أمس السبت.

وأضافت الوحدة أنهم توغلوا في القاعدة الجوية العسكرية قبل ساعات، ويواصلون تقدمهم لبسط السيطرة داخل أكبر معقل لقوات المعارضة في سورية.

وقبل أيام تمكنت قوات النظام في سورية، مع الميليشيات الموالية لها، من التموضع على مشارف المطار في ريف إدلب الشرقي، بعد أكثر من عامين على خسارتها إياه.