لدى «غوغل» حالياً نظامان تشغيليان في السوق، وهما نظاما Chrome OS والاندرويد، ونظام التشغيل الأول مصمم للحواسب المحمولة، في حين تم تصميم نظام التشغيل الثاني للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ومختلف الأجهزة الأخرى.

والمعروف عن شركة «غوغل» أنها لم تسمح سابقاً باحتلال أي منتج السوق بمفرده بل كانت دائماً تسعى الى منافسة رائدي الخدمات مثلما قامت مع ياهو وأمازون وأبل وغيرها. وها هي الآن تسعى لمنافسة مايكروسوفت بنظام التشغيل الأكثر استخداماً في العالم ويندوز بتطويرها لنظام تشغيل جديد يعد الثالث لها تحت اسم Fuschia.

Ad

لم تعلن «غوغل» بعد دور نظامها الجديد وما يفترض أن يقوم به، ولكن وفقاً لتقارير جديدة، يبدو أن الشركة بدأت الآن اختبار نظام Fuchsia OS على الحاسب المحمول Google PixelBook. وهذا وفقاً لمنشور للمنصة حيث تمت إضافة صفحة جديدة حول تثبيت نظام Fuchsia OS على هذا الحاسوب.

عند آخر تجربة لنظام التشغيل في مايو 2017، لم يكن بإمكان أي شخص وصفه بأنه نظام تشغيل فعلي، بل عبارة عن واجهة مستخدم جديدة تعمل على نظام اندرويد تحتوي على تطبيقات مسبقة التنزيل. وكانت واجهة المستخدم أنيقة الى حد ما ومتعددة النوافذ، لكن أغلبية التطبيقات كانت فعلياً مجموعة من الرسومات ولا شيء يعمل.

«فوشيا» مبني على نواة نظامين هما Magenta وLittleKernel، الأولى معدة للتشغيل على الأجهزة التي تتميز بمساحة معالجة كبيرة مثل الموجودة في الهواتف الذكية والحواسب اللوحية أو حتى المكتبية والمحمولة، في حين أن LittleKernel معدة للعمل على الأجهزة ذات موارد المعالجة المحدودة والتي لا تتعامل مع أجهزة كثيرة على اللوحة الأم، وهذه أجهزة مثل الساعات الذكية أو المساعدات الرقمية.

قام فريق «فوشيا» باختيار جهاز غوغل بيكسل بوك الذي يعمل بنظام التشغيل كروم كجهاز معتمد لتجربة هذه النسخة من «فوشيا»، مما جذب العديد من محبي التكنولوجيا لشراء هذا الجهاز ليقوموا بتجربة نسخة فوشيا لعام 2018. ورغم معاناة البعض بتنزيل النظام إلا أن ردة فعلهم كانت جيدة، حيث قالوا «انه فعلاً يعمل، الآن نحن لسنا قيد تشغيل واجهة مستخدم على نظام اندرويد مثل آخر مرة، بل نحن قيد تشغيل نظام فوشيا مباشرة على جهاز فعلي».

التثبيت

الحصول على نظام فوشيا وتشغيله على حاسوب هو مشروع غريب ومثير للاهتمام في آن معاً، فمن المتوقع كالعادة عند تثبيث أي نظام تشغيل هو تحميله ووضعه على شريحة USB أو DVD، من ثم تثبيته منهم. لكن تثبيث فوشيا لديه طريقة أخرى، لأنه يتم تثبيته من خلال الاتصال بالشبكة. حيث يقوم الجهاز المضيف بتجميع الملفات من ثم يقوم بإرسالها عبر الشبكة إلى الجهاز المراد تثبيث النظام عليه. وفي مرة واحدة وعند تحميل الملفات التي حجمها 1.1GB، تظهر واجهة المستخدم على الشاشة،

وبعد انتهاء التثبيت تظهر شاشة القفل.

الجدير بالذكر ان هذا النظام بعكس أنظمة الشركة الثانية يعمل بدون أي رمز لينكس التي قد تكون كبيرة جداً على الأجهزة البسيطة، مما قد يؤدي إلى ثقل في عمل النظام والحاجة إلى تعديل نواته باستمرار لتتلائم مع الأجهزة المختلفة. في الوقت الحالي، فإن نظام تشغيل غوغل الجديد يشغِل فعلاً شاشة اللمس، لوحة اللمس، لوحة المفاتيح وكذلك منافذ USB. كما يمكن توصيل الماوس والحصول على مؤشر ماوس ثاني. أما قراءات البطارية دقيقة جداً، والكثير من الأدوات فتعمل بشكل مدهش وسلس ما عدا الواي فاي، ولكن محول USB-Ethernet يعمل على ما يرام للإنترنت.

يمكن لنظام فوشيا أن يعمل في وضع التصحيح أثناء عمله، ويظهر حينئذ شعار «الوضع البطيء» في الزاوية العلوية اليمنى من واجهة المستخدم. بالضغط على زر release يمكن تعطيل كل الأمور التصحيحية، مما يجعل تشغيل النظام أسرع. أول الانطباعات تأتي عن طريق قفل الشاشة حيث يظهر التاريخ والساعة، وفي أسفل اليمين هناك زر «الزائد» من شأنه أن يجلب خيارات واي فاي، صفحة تسجيل الدخول ودخول مستخدم ضيف. تسجيل الدخول يكون عبر بريد غوغل الإلكتروني، حيث يتخذ بريد المستخدم الإلكتروني وكلمة المرور. وزر «ضيف» هو تسجيل دخول لمستخدم ضيف وهو وسيلة سهلة لبدء تشغيل النظام دون تسجيل الدخول. يحتوي قفل الشاشة أيضاً على بعض الأوامر فمثلاً زر CAPS LOCK سيحول بين واجهة المستخدم وواجهة سطر الأوامر. كما انه بالإمكان التحويل بين حجم الشاشة المراد استخدامها، حيث يمكن أن تظهر بحجم شاشة الهاتف بالوضع الأفقي والعامودي.

الشاشة الرئيسية

الشاشة الرئيسية لاتزال شكلياً مثلما كانت منذ أشهر، والفرق الوحيد أن الكثير من الأشياء في الواقع تعمل بدلاً من كونها ثابتة. في وسط الشاشة هناك الوقت والتاريخ، زر الفوشيا، الواي فاي والبطارية. وكما هو الحال سابقاً فإن زر الفوشيا سيعرض لوحة إعدادات سريعة غير وظيفية.

هناك شريط «غوغل» في الأسفل يعرض بعض اقتراحات العناصر الموجودة، والتي تظهر صور التطبيقات الموجودة. ولا يبحث شريط غوغل في الواقع عن طريق محرك بحث غوغل مباشرة، لكنه يجري بحثاً محلياً ويأتي بنتائج تطبيقات قابلة للإطلاق، بعضها يعمل وبعضها يفتح نافذة بيضاء فارغة. بعد الانتهاء من البحث المحلي يبدأ بالبحث على شبكة الإنترنت عبر استخدام متصفح ويب كالحال في ويندوز 10.

المتصفح غير مكتمل، ولا يمكن حتى تقديم صفحات ويب كاملة، ما عدا Google.com الذي يفتح بشكل كامل. عند فتح التطبيقات والعودة إلى الشاشة الرئيسية، ستبدأ الصور المصغرة بالتراكم في النصف العلوي من الشاشة. ويمكن التمرير للأعلى لرؤية التطبيقات الأخيرة، والتي ستتلاشى من بقية واجهة المستخدم. وتماماً مثل اندرويد، يمكن إغلاق التطبيقات المستخدمة عبر سحبها الى يسار الشاشة. كما يمكن بالضغط لفترة طويلة على التطبيقات المستخدمة وسحبها فوق بعضها البعض لجعلها تعمل بشاشة مقسمة. هناك شاشة تقسيم أفقي وعمودي، بالإضافة إلى وضع علامة تبويب.

الضعط على التاريخ يبدل بين ثلاثة ملامح مختلفة لكل منها خلفية مختلفة تظهر برامج مختلفة وقوائم مختلفة من الاقتراحات في شريط بحث غوغل. التطبيقات التي تم إطلاقها في الاقتراحات معظمها في الوقت الحالي غير وظيفية ووهمية، عبارة عن صور من المواقع وتطبيقات اندرويد. كما هناك مشغل فيديو وتطبيق للدردشة ومشغل موسيقى. بالإضافة إلى تطبيق مدير الملفات الأساسية، وهو عبارة عن شاشة سوداء بنص أبيض، يبدو كأنه واجهة سطر الأوامر، لكنه يظهر كل الملفات التي تشكل نظام التشغيل فوشيا، بما في ذلك قائمة كاملة من كل هذه التطبيقات.

التكهنات حول «فوشيا» ستكبر مع مرور الأيام ومع التعمق في الشيفرات البرمجية الموجودة حالياً، لكن بكل تأكيد النظام القادم سيعمل على مجموعة كبيرة من الأجهزة بدءاً من أجهزة إنترنت الأشياء مثل جهاز ضبط درجة حرارة المنزل، التحكم في السيارة عن بعد، القيادة الآلية أو حتى أجهزة مثل الساعات والهواتف الذكية مع أخذ الحواسب بعين الاعتبار.

هنا من الممكن أن يكون طموح «غوغل» خلال المرحلة المقبلة متمثلاً بتوفير نظام تشغيل واحد قادر على توحيد تجربة الاستخدام على جميع الأجهزة المستخدمة، للتخلص من عناء وقلق توفير دعم للأجهزة المختلفة.