أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، أمس، أن عملية «عفرين» العسكرية «بدأت فعلياً بقصف عبر الحدود» مؤكداً أن الأمر «لا يتطلب أي تأخير».

وقال جانيكلي، لقناة «الخبر» التركية، إن الجيش التركي سيمضي قدماً في تنفيذ عمليته العسكرية في «عفرين» رغم دعوات أميركية طالبت أنقرة بعدم اتخاذ مثل هذه الخطوة.

Ad

وأكد أن تركيا تمتلك جميع المعلومات المتوفرة حول عدد وحدات حماية الشعب الكردية في «عفرين» ومنظومات الأسلحة التي بحوزتهم بالإضافة إلى مواقع تمركزهم في المنطقة، موضحاً أن الجيش يطور أنظمة أسلحة لمواجهة الصواريخ المضادة للدبابات، التي تستخدمها.

وحول الوجود العسكري الروسي في «عفرين»، ذكر جانيكلي أن موسكو ستسحب جميع جنودها ومتعلقاتها من المدينة، مشيراً إلى أنقرة ستواصل المحادثات مع موسكو بشأن العملية.

وعن التهديدات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بإسقاط المقاتلات التركية، شدد جانيكلي على أن بلاده «تعلم جيداً أن قدرة النظام على تنفيذ تهديداته بحق تركيا محدودة بدون تلقي مساعدة من القوى الأخرى».

كما اعتبر التصريحات الأميركية بشأن العملية «ذات طبيعة تكتيكية على أساس يومي وتهدف للتشويش كجزء من الحرب النفسية»، مضيفاً أن «جميع خطوط الإرهاب في شمال سورية سيجري تدميرها».

رد كردي

وأكدت وحدات حماية الشعب الكردية أن القوات التركية أطلقت نحو 70 قذيفة على قرى كردية في «عفرين»، في قصف من الأراضي التركية بدأ عند منتصف ليل الخميس- الجمعة تقريباً واستمر حتى صباح أمس.

وقال المتحدث باسم الوحدات في «عفرين» روجهات روج، إن ذلك كان «أعنف قصف تركي منذ صعدت أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية»، مشدداً على أنه سيتم الرد «بأقوى شدة» على أي هجوم على «عفرين».

ووسط تصاعد التوتر بين وحدات حماية الشعب وتركيا، قصفت قوات سورية الديمقراطية (قسد) مشفى للأمراض العقلية بمدينة أعزاز، ما أسفر عن إصابة 14 شخصاً معظمهم مرضى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى خوضها معارك ضارية مع فصائل المعارضة في الريف الشمالي لحلب.

شويغو وآكار

وفي وقت سابق، استقبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الأول، رئيس الأركان التركي خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات الوطنية التركية هاكان فيدان وبحث الوضع في الشرق الأوسط معهما.

كما عقد رئيس هيئة الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، لقاء منفصلاً مع آكار وفيدان، «تمحور حول الوضع في سورية، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقات الموجودة حول ضمان عمل مناطق خفض التصعيد والحفاظ على نظام وقف العمليات القتالية فيها».

وأشار وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى أن تركيا تبحث مع روسيا وإيران استخدام المجال الجوي في سورية، وتطالب بعدم معارضة العملية العسكرية في «عفرين».

وقبل العملية، حثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت تركيا على عدم القيام بعمل عسكري في منطقة «عفرين» ودعتها إلى مواصلة التركيز على محاربة تنظيم «داعش» في المنطقة.

مؤتمر «سوتشي»

سياسياً، ربط جاويش أوغلو مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر «سوتشي» بوقف «انتهاك دمشق لنظام وقف النار في محافظة إدلب»، مبيناً أن بلاده مستمرة في المشاورات حول هذا الأمر مع الولايات المتحدة وروسيا.

وأشار إلى معارضة أنقرة القطعية لمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مؤتمر «سوتشي». وأضاف: «تعارض مجموعات كردية ذلك أيضا لأنها لا تشاطر الحزب المذكور فكره، وهي يمكنها تمثيل مصالح الأكراد، وتركيا تبحث مع روسيا وإيران أمر مشاركة هذه الجهات الكردية».

ووفق المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، فإن مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتيف ونائب وزير الخارجية التركي أونال سيدات ونظيره الإيراني حسين أنصاري اجتمعا أمس في منتجع «سوتشي» للتحضير لعقد المؤتمر.

المغني الألماني

من جهة أخرى، قتلت غارة جوية على بلدة غرانيج بدير الزور يوم الأربعاء مغني الراب الألماني دينيس كوسبيرت، الذي تحول إلى جهادي في تنظيم «داعش»، وقالت تقارير إنه تزوج مترجمة مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) التي كُلفت التجسس عليه.

وبحسب موقع «سايت» الأميركي، فإن كوسبيرت المعروف باسم الشهرة ديسو دوغ أحد أشهر المقاتلين الأجانب في التنظيم وظهر في عدة تسجيلات دعائية أحدها كان معه رأس مقطوع.

هجمات الكيمياوي

ووسط دعوات لمحاسبة الأسد، طلبت فرنسا من نحو 30 دولة العمل معاً للاحتفاظ بالأدلة على الهجمات التي تنفذ باستخدام أسلحة كيمياوية وفرض عقوبات على المسؤولين عنها.

وقال مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، خلال اجتماع لمجلس الأمن عن منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، إن باريس ستستضيف اجتماعاً، الثلاثاء المقبل، لإطلاق تلك المبادرة.

وتأتي الخطوة بعد أن أوقفت روسيا في نوفمبر تحقيقاً دولياً يبحث عن المسؤولين عن هجمات بأسلحة كيماوية في سورية من خلال منعها لمحاولات من الأمم المتحدة لتجديد تفويض التحقيق ثلاث مرات خلال شهر بعد أن وصفته موسكو بأنه «تحقيق معيب».

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن على إحياء جهوده لمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، معتبراً ذلك بمثابة «تحد خطير للمحرمات الدولية التي تحظر أسلحة الدمار الشامل هذه».