* من وجهة نظرك ما أبرز احتياجات المخترعين في الكويت؟

Ad

- منذ ظهور الاختراعات في الكويت، ازداد تدريجياً عدد المخترعين، ثم بدأت احتياجاتهم تزداد، وفي صدارتها تسليط الضوء عليهم وإبرازهم إعلامياً، خصوصاً أن لدينا نماذج متميزة لا يعرف الكثير من الكويتيين شيئاً عنها، إضافة إلى حاجة المخترعين إلى المساندة في مراحل التصنيع والتسويق لاختراعاتهم، كما أن المخترعين بحاجة لأن تسن قوانين لمصلحتهم، كي تدعمهم وتساندهم في مسيرتهم الإبداعية.

*كيف ترين مستقبل الاختراعات في الكويت؟

- أطمح وأتمنى ولديّ رؤية أن هذه الاختراعات ستصبح بعد فترة نوعاً من أنواع الاستثمار، فنحن في عصر يسمى "عصر الاقتصاد المعرفي"، وهذا الاقتصاد يعتمد على المعلومة والفكرة، ونحن نمتلك أفكاراً وإبداعات تتراوح بين أشياء بسيطة وأخرى قوية، خصوصاً في مجالات الاختراعات الطبية، وهناك اختراعات حائزة جوائز عالمية، لذلك نتمنى أن يكون أحد مصادر الدخل في الكويت هو الاستثمار في الاختراعات.

* ما التحديات التي تواجه المخترع؟

- هناك العديد من التحديات، أولها أن فكر الاختراع في الدول العربية وخصوصاً في الكويت ليس بالقوة المطلوبة، ولا يعرف الجميع أن هناك اختراعات ومخترعين في الكويت، أيضاً عندما تذهب إلى جهات معينة، ومعك كتب للمخترعين ببعض الأمور التي يحتاجون إليها، للأسف الناس لا يتفهمون هذا أو يستخفون بهذا الكلام، ويتساءلون هل من المعقول أن أحد الكويتيين يخترع ؟ أو هل ستتم الاستفادة من هذه الاختراعات ؟ مما يؤشر إلى عدم ثقة في المخترع الكويتي مثل عدم الثقة في أي منتج كويتي، لذلك نتمنى أن يكون لدى هؤلاء ثقة في المخترع الكويتي والمنتج الكويتي.

ومن التحديات الأخرى والكبيرة أيضاً هي تصنيع "البروتوتايب" أو ما يسمى "النموذج المبدئي" لأن ذلك يجب أن يتم تحت حماية فكرية صارمة كي لا تسرق الفكرة، بالتالي لا يستطيع المخترع أن يصنع في أي مكان، فصناعة هذا النموذج من الأشياء المهمة جداً لإثبات فكرة المخترع، ومن الممكن أن تنجح الفكرة أو لا، لكن لابد من وجود نموذج مبدئي، وبعد ذلك يتم عمل "نموذج تشغيلي"، وعلى مستوى النموذج الأولي أو التشغيلي لا يوجد أحد في الكويت يقوم به، بل يقوم بذلك مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، لكنهم يمضون وفق خطة معينة بسبب عدم وجود العدد الكافي، لكي ينفذوا لكل المخترعين.

تحديات التسويق

* ماذا عن التحديات المتعلقة بالدعم المادي وتسويق المخترع؟

- الدعم المادي مهم جداً للمخترع لكي يبحث ويطور فكرته، وأيضاً يضيف إليها ويصنعها، وهو من الأمور التي يحتاج المخترع الكويتي إليها كثيراً، أما تحديات التسويق في الكويت، فللأسف التسويق ليس على مستوى طموح المخترع، حتى لو كان الاختراع قوياً لا توجد جهات تدعم سواء من الحكومة أو من الجهات الخاصة، وإلى الآن

لا توجد ثقة قوية في المنتج الكويتي، مع العلم أن هناك أشخاصاً أبدعوا ووصلوا إلى مراكز عالمية، لكن إلى اليوم لا يتقبل مجتمعنا هذا الأمر. ونسعى جاهدين لبناء منظومة وطنية للمخترعين في الكويت

تصنيع «البروتوتايب»

* لماذا لا يلجأ المخترع إلى الصندوق الوطني لدعم المشروعات الصغيرة ؟

- على العكس، أغلب المخترعين ذهبوا إلى الصندوق، وحصلوا على دورات، لكن هناك بعض القوانين لا تناسب ولا تلائم المخترع، فالصندوق أنشئ أساساً للمبادرين، بمعني أن هناك شخصاً ذهب إليهم ليبدأ في مشروعه، لكن بالنسبة للمخترعين هو وصل إلى النهاية وعنده منتج ويريد التسويق، بالتالي من النقاط المهمة بالنسبة للصندوق أن تكون هناك حاضنة قبل أن يستثمر أو يدخل في الصندوق، بحيث يتم تصنيع "البروتوتايب" ويتم فحصه لكي نتأكد من جودة ونجاح الاختراع، وبالتالي نصل إلى منتج.

* ما المقصود بأن هناك بعض القوانين لا تلائم المخترع الكويتي؟

- على سبيل المثال، أن يوفر صاحب المشروع نسبة 20 في المئة من رأس المال، فهذه نسبة عالية جداً لشخص عالم لا توجد لديه الميزانية الكافية للتصنيع، وهذا اختراع، يعني شيئاً جديداً ليس مشروعاً من الممكن أن ينجح أو لا، بالتالي يكون هناك تخوف عند المخترع من أن يسجل في الصندوق، وتكون هناك تبعات سلبية بعد ذلك، كما أن هناك اشتراطاً أن الشخص إما أن يتقاعد أو يستقيل، وهناك بعض المخترعين من الأطباء أو المديرين أو وصلوا إلى مراكز معينة في عملهم، وليس بمقدورهم أن يتركوا أعمالهم، بالتالي هناك بعض القوانين التي تستوجب تغييرها بخصوص الصندوق، لذا أغلب المخترعين بدأوا يبتعدون عن الصندوق، ولا يسجلوا فيه، لكن من ناحية أخرى هناك 3 أو 4 مخترعين فقط تم قبولهم في الصندوق.

التأهيل والتدريب

* ماذا عن الجانب التأهيلي والتدريبي للمخترعين؟

- نركز بشكل كبير على المخترع نفسه، ونعمل على تطويره وتأهيله للمستويات العالمية، ونعمل على هذا الأمر في أكثر من جانب، منها تنظيم الجمعية خلال الفترة الماضية عدة محاضرات ودورات وورش في مختلف الجوانب التأهيلية، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية وجمعيات النفع العام لدعم المخترعين الكويتيين في عدة جوانب، منها التواصل مع جهات لمساعدتهم في عمل نماذج أولية للاختراع، لأن هذا الأمر من أبرز التحديات التي تواجه المخترعين الكويتيين، وأيضاً جهات لمساعدتهم في تسويق الاختراع، وغير ذلك من الجوانب التي تعود بالنفع عليهم وعلى اختراعاتهم.

* ما تقييمك للمخترع الكويتي عند مقارنته بغيره من دول العالم؟

- المخترع الكويتي لا يقل عن غيره من أي دولة أخرى في شيء، وأبناء الكويت تفوقوا في العديد من المناسبات الدولية على أبناء دول أخرى سبقتنا بعشرات السنوات في مجال الاختراعات، ولدينا مخترعون متميزون، سواء كانوا شباباً أو كباراً في السن أو أطفالاً، وأيضاً من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

اختراعات متميزة

* البعض يرى أن الاختراعات الكويتية المتميزة قليلة، فما رأيك؟

- هذا الكلام غير صحيح، فهناك العديد من الاختراعات الكويتية المتميزة، والدليل على ذلك فوزها بجوائز عالمية، ومن هذه الاختراعات المتميزة "اختراع الختم الإلكتروني" الذي يمنع تزوير الأختام، واختراع آخر ابتكر طريقة جديدة لري المساحات الخضراء الكبيرة بالتساوي مع إعادة تدوير المياه، وهناك أيضاً جائزة الحماية الفكرية التابعة للأمم المتحدة للمرأة، التي فازت بها مخترعة كويتية، وأصبحت أول مرأة عربية تحصل عليها، وشاب آخر صمم أكبر حديقة متنقلة في العالم تعمل بالطاقة الشمسية وصديقة للبيئة، وطفل فاز في جنيف باختراع يحول بعض الغازات المضرة للبيئة إلى بلاستيك، وطفل كويتي آخر صمم اختراعاً لتقليل الحوادث في الالتفافات العكسية، وغير ذلك من الاختراعات المتميزة، التي لا يعرف عنها الجمهور ونسعى كجمعية لتسليط الضوء عليها.

* ما خطة الجمعية خلال الفترة المقبلة؟

- لأننا على احتكاك قوي بالمخترعين، ونعرف النقاط التي يحتاجون إليها، لدينا الكثير من المشاريع التي نريد القيام بها لدعمهم من خلال اللجان، منها مشاريع متعلقة بالطفل والاختراعات، ولدينا أيضاً بعض الخطط تتعلق بتطوير المخترع ووضع بعض الدورات المهمة للمخترع سواء في تأهيله وتطويره من ناحية العرض والاقناع والتفاوض بالنسبة لاختراعه، وأيضاً لدينا خطة لتأهيلهم فنياً وعلمياً في بعض الدورات والمهارات، التي يمكن أن يقوموا بها بأنفسهم مثل الطابعات 3d ودراسات الجدوى وبعض الرسومات الهندسية، بحيث يتم تدريبهم على رسم اختراعهم أو تصميمه بأنفسهم.

رحلة «سفراء الابتكار» للاحتكاك مع المخترعين العالميين

أكدت د. فاطمة الثلاب أن هناك خطة للتعاون مع جهات خارج الكويت، مشيرة إلى التفاوض مع بعض الجهات في الجامعات الفرنسية، «حيث لديهم برنامج كامل للمخترعين، ونريد أن ننقل هذه التجربة إلى الكويت».

وقالت د. الثلاب: «أيضاً سوف نأخذ بعض المخترعين في رحلة تسمى (سفراء الابتكار) وهي للاطلاع والاحتكاك مع المخترعين من دول العالم، وأيضاً لتطوير مهارات المخترعين، وبعد الانتهاء من هذه التجربة سنأخذهم إلى مكان يجرون فيه «brain storming» لحل مشكلة لدينا في الكويت، وطبعاً سيحصل المشاركون في هذه الرحلات على شهادات معتمدة من هذه الجامعات العالمية. وذكرت أن هناك خطة نعمل عليها في لجنة «حاضنات الأعمال» لتسويق الاختراعات، بالإضافة إلى إنشاء مركز للتدريب على أعلى مستوى في الجمعية، وأيضاً سوف يتم إصدار كتيبات ومنشورات وبرشورات خاصة للإبداع والاختراع، لافتة إلى عمل كتيب أو دليل للمخترعين في الكويت لعرضه على السفارات والجهات المختصة في الدولة، كما أن هناك خطة لتطوير مهارات أعضاء مجلس الإدارة لتفهم مشاكل المخترعين والعمل على حلها في أسرع وقت.