أعتقد أننا في الكويت سنحتل وبجدارة المركز الأول في المصطلحات "الخرابيط" التي نرددها، ولن نتمكن من الدفاع عنها أمام أقرب تساؤل.

ما استفزني لكتابة هذا المقال عبارة جاءت على لسان وزير الإعلام السيد محمد الجبري في معرض قراره عدم شراء أي مسلسلات تحتوي على مشاهد تحتوي على تشويه المجتمع الكويتي المحافظ.

Ad

فبغض النظر عن سطحية فكرة أن يشوه مسلسل مجتمعا بأكمله، والتي لو اعتنقتها الدول الرائدة في صناعة التلفزيون والسينما لتوقفت عن الإنتاج، فإن عبارة المجتمع الكويتي المحافظ هي ما استفزتني فعلا.

فما معنى محافظ أصلا التي ترددها الألسن في كل مناسبة، وكيف يتم تقييم المجتمع بأكمله بصفة معينة كهذه؟

إن من سيدافع عن العبارة سيدعي أن المحافظة تعني التمسك بتعاليم الدين، وأن المجتمع الكويتي تنطبق عليه هذه الصفة، وهو أمر لا أجده واقعيا أبدا.

فأنا لا أتفق مع هذه العبارة إلا بحدود ذهاب الناس إلى المساجد والحسينيات، وهي أمور قد يقوم بها البعض لموروث اجتماعي أكثر منه دينيا، أما الواقع فإن سلمنا أن المقصود بالمحافظة هو التمسك بتعاليم الدين، فالأرقام لا تكذب والسرقات والاختلاسات لا حدود لها في مجتمعنا المحافظ، والتغيب عن العمل بأعذار مزورة يتسيد الكويت قبل العطل الرسمية وبعدها، وعدم أداء الوظائف العامة بأمانة وإخلاص تعكسه كل زياراتنا للدوائر الحكومية التابعة لمجتمعنا المحافظ، وبالطبع فإن مجتمعنا المحافظ يعاني فيه العديد من العمال عدم سداد رواتبهم لأشهر طويلة دون أن ينتصر لهم أو ينصفهم مجتمعنا المحافظ، والجرائم والشتائم والغش كلها منشورة بشكل يومي في كل وسائل الإعلام والتواصل، فكيف بعد هذا كله نطلق العبارة بهذا البرود بأننا مجتمع محافظ!!

لا صحة لهذا الكلام ولا يجوز تكييفه كشماعة لمنع ما لا يناسبنا متى ما كنا نتولى زمام سلطة ما.

آخر سطر: المحافظ بنظري هو من يلتزم بأخلاقيات التعامل مع الوطن والآخرين بغض النظر إن كان ذا دين أم لا، فالأخلاقيات هي التي يجب أن تكون مسطرتنا لا الدين.