حملنا سؤالنا للمخرج القدير عامر الزهير، الذي علق على السماح بافتتاح دور عرض سينمائي بالمملكة، وانعكاس القرار على المشهد السينمائي بالكويت، قائلا: "مبادرة طيبة كنا ننتظرها من سنوات، ولا شك أن افتتاح دور العرض بالمملكة العربية السعودية وتشجيع الشباب السعودي على المضي قدما في هذا المجال يعتبران رافدين مهمين للسينما الخليجية ويساهم في خلق منافسة بناءة بين السينمائيين الخليجيين في دور مجلس التعاون".

وأضاف الزهير: "خطوة إيجابية نشيد بها ونتحمس لها، ونتمنى للشباب السعوديين كل التوفيق، ونتطلع لدعم الحكومة السعودية لهم وتمويلهم، وألا يقتصر الأمر على افتتاح دور عرض، لأنه من الممكن ان تغرق بالأفلام الأجنبية والعربية، وتفتقد الإنتاج المحلي، ومن هنا تبرز أهمية دعم صناعة السينما في المملكة لخلق منافسة تصب في مصلحة المشاهد الخليجي".

Ad

من جانبها، قالت الفنانة القديرة حياة الفهد، والتي تعود للسينما بعد غياب 42 عاما، من بوابة السينما السعودية، عبر فيلم "نجد": "سيكون هناك تأثير إيجابي لأنه يخلق منافسة قوية، لاسيما بين الشباب السينمائيين، خاصة أن فيلم (نجد) يقف وراءه شباب، فهو من تأليف وإنتاج خالد الراجح وإخراج سمير عارف، إلى جانب مشاركة العديد من الوجوه الشابة في التمثيل، لذا فإن قرار عودة الروح للسينما السعودية سيفتح باب المنافسة على مصراعيه بين دول الخليج، لاسيما الكويت والإمارات والسعودية".

الإنفاق للداخل

أما الفنان طارق العلي، أحد أبزر الأسماء التي غامرت عبر شركة فروغي لتقديم اعمال سينمائية، فقال عن هذه الخطوة: "نبارك جميعنا هذا التوجه الذي سيخلق حالة من الرواج على مستوى الحضور الجماهيري للأفلام السينمائية، مما ينعش السوق الخليجي ويساهم في توجه الأنظار للسوق السعودي، خصوصا أن هناك العديد من المنتجين السعوديين الذين ساهموا في ظهور أفلام عربية للجمهور، وأعتقد أن دفة الإنتاج حاليا ستتغير وتدفق الأموال السعودية سيكون للداخل".

وأضاف: "هي بداية قفزة للفن الخليجي بشكل عام، لأن غزارة الإنتاج التي ستتبع تلك الخطوة سوف تسهم في حضور أقوى للفيلم الخليجي في المهرجانات العربية، وسوف تتبوأ السينما الخليجية موقعا جيدا على خارطة الفن السابع في المنطقة العربية، ونطمح مستقبلا أن نجد موقعا بارزا في المشهد السينمائي العالمي، وهو أمر يحتاج إلى خبرة تراكمية ورصيد سيتحقق مع دوران عجلة الإنتاج".

بدوره، قال الفنان خالد أمين: "يشهد قطاع السينما في الكويت طفرة كبيرة تعود لسنوات سابقة، وتحديدا منذ مهرجان السينما الخليجي الذي كان يقام في دبي، وهناك العديد من المخرجين الكويتيين انطلقوا من هناك بمعية ممثلين شباب اتجهوا إلى الخليج وتركوا بصمتهم بعد توقف المهرجان، ومنذ هذا الوقت وأنا أرى ان السينما هي اللغة الجديدة التي سوف يتحدث بها الشباب الخليجي، شاء من شاء وأبى من أبى، والآن بعد ان صرحت السعودية بإنشاء دور عرض فسوف يفتح الباب على مصراعيه لإنتاج سينمائي ضخم".

4 أفلام سنوياً

أما المخرج رمضان خسروه، صاحب التجربة الأحدث في الحقل السينمائي الكويتي، فقال: "هذا القرار سينعكس على صناعة السينما بالإيجاب، لاسيما أن المردود المادي سيكون أكبر لأننا نتحدث عن كتلة جماهيرية ضخمة. على سبيل المثال، لو كنا نتحدث عن 30 مليون نسمة تقريبا هم تعداد السكان السعودي، لو حضر الفيلم الكويتي 500 ألف مشاهد فقط فسيعود ذلك بإيرادات مليون ونصف المليون دينار كويتي تقريبا، وإذا تحقق ذلك فأنا على استعداد تام ان انتج من خلال شركة دار اللؤلؤة والفرقة السينمائية الأولى 4 اعمال سينمائية كل عام، لذلك فإن هذا القرار سوف يدفع عجلة الإنتاج إلى الامام".

وأضاف خسروه: "على المستوى الشخصي فإن هذا القرار لا يؤثر علي في شيء، لأنني كمخرج عندما أقدم فيلما يحمل هوية ورسالة فإن الجمهور المستهدف هو الأقرب لي، وإذا ما اقتنعوا بما قدمته فسوف يقتنع كل الناس، لذا فإن فيلمي الكويتي لا أعتقد انه إذا عرض في السعودية سوف يؤثر على انا كشخص، ولكن المستفيد الأول بعرض فيلم لرمضان خسروه في المملكة هو الجمهور السعودي".

كثافة المشاهدة

من جهته، قال المخرج السينمائي أحمد الخلف إن حجم الجمهور السعودي سيؤثر بالإيجاب على كثافة مشاهدة الاعمال السينمائية، مما يساهم في تحقيق عائدات أكبر، لافتا إلى أن هذا الأمر سيشجع المنتجين على رفع سقف الميزانيات المرصودة لإنتاج الأفلام.

وأضاف الخلف: "في الكويت نرصد ميزانيات بسيطة، لاسيما أن السوق الكويتي وحده لن يسعفنا لتغطية الكلفة الإنتاجية للفيلم"، مشددا على أن الطفرة التي ستواكب افتتاح دور العرض لن تتحقق بين عشية وضحاها، ولكنها تحتاج إلى وقت لتكتمل الرؤية.

ولفت إلى أن الأمر أيضا يتعلق بمنظومة كاملة يجب أن يتم صياغتها وتقوم على أساس قيمة الأفلام التي تقدم للجمهور والرسالة التي تحملها، مع حفظ حقوق المشتغلين بالقطاع السينمائي.

أما المخرج والكاتب صادق بهبهاني فقال: "الجمهور السعودي متذوق للفن، ولديه شغف بشتى ألوان الفنون الكويتية، سواء المسرح او الدراما، وأخيرا السينما، وأزعم ان فتح المجال لإنشاء دور عرض سيكون له انعكاس إيجابي على حجم الإنتاج، وسيحرك مياه السينما الراكدة، وهذا ما كنا نطح إليه كسينمائيين خليجيين".