تعرض مطار معيتيقة الدولي في العاصمة الليبية طرابلس، الذي يضم سجنا يحتجز فيه عناصر تابعة لتنظيمات متشددة بينها "داعش" والقاعدة"، أمس، لهجوم عنيف من قبل عناصر مسلحة، ما أدى إلى توقف حركة الملاحة، وتحويل رحلات الطيران إلى مطار مصراتة.

وأسفر الهجوم، الذي تصدت له قوة "الردع الخاصة" الموالية لحكومة الوفاق التي قودها المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج، عن سقوط 12 قتيلا بينهم امرأة إفريقية الجنسية، و23 جريحاً.

Ad

ودان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية "الاعتداء المبيت". وأكد أن ما جرى عرّض حياة المسافرين وسلامة الطيران للخطر، وأدى إلى ترويع سكان المنطقة، قائلا إن "الهجوم جسد مدى تلاحم المؤسسات العسكرية والأمنية على اختلافها، حيث تضافرت الجهود لرد الاعتداء". وأعلن المجلس أن الهجوم "كان يستهدف إطلاق سراح الإرهابيين من تنظيمات داعش والقاعدة وغيرهما من مركز الاحتجاز، الذي تشرف عليه قوات الردع التابعة لوزارة الداخلية بمحيط المطار".

وأضاف المجلس أن "الأفعال لا تقتصر على محاولة إطلاق سراح الإرهابيين، بل تدخل في نطاق محاولات عرقلة عملية الانتقال السلمي في البلاد، وإجهاض الجهود المحلية والدولية المبذولة لتحقيق الاستقرار في ليبيا".

من جهتها، قالت "قوة الردع" في بيان "قام المجرم الذي يعرف باسم بشير البقرة بالهجوم على مطار معيتيقة مع كل المجرمين المطلوبين لدى قوة الردع، وانضموا إلى هذه الميليشيا بعد هروبهم".

وأكدت "قوة الردع" سيطرتها على الوضع في مطار معيتيقة. وقال جهاز الشرطة القضائية التابع لوزارة العدل بحكومة الوفاق، في بيان صحافي، إن مؤسسة الإصلاح والتأهيل في طرابلس تحت سيطرته بالتعاون مع قوة الردع الخاصة.

وطمأن الجهاز أهالي النزلاء عن حالة أبنائهم الموجودين بالمؤسسة، وقال إنهم في أيدٍ أمينة ولم تلحق بهم أي إصابات من جرّاء الاشتباكات التي وقعت اليوم، مؤكداً أن الوضع آمن داخل المؤسسة.

ومعيتيقة قاعدة جوية عسكرية قرب وسط طرابلس، وأصبحت المطار الرئيسي بالمدينة للرحلات المدنية، منذ أن تسبب قتال في تدمير جزئي للمطار الدولي في 2014.

وتتألف قوة الردع في ليبيا من سلفيين، وتتمركز بشكل أساسي في شرق العاصمة، وهي موالية لحكومة الوفاق الوطني، وتتولى مهام الشرطة في طرابلس، ومطاردة تجار المخدرات والكحول، والأشخاص الذين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "داعش".

من جانبها، أكدت مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، في بيان، تمكنها من القبض على مجموعة من المهاجمين الذين وصفتهم بـ"الخارجين عن القانون" الذين استهدفوا القاعدة ومرافقها. وصباح أمس، سُمعت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في مدينة تاجوراء الواقعة على بعد 30 كلم نحو شرق طرابلس، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.