أبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين بضرورة إيقاف حليفه الرئيس السوري بشار الأسد عملياته العسكرية في إدلب والغوطة الشرقية من أجل إنجاح مؤتمر سوتشي المقرر في 29 و30 يناير الجاري ومحادثات أستانة، وفق مصادر بالرئاسة التركية.

وغداة مشاورات هاتفية بين بوتين وإردوغان أكد الكرملين بعدها أن العسكريين وأجهزة الاستخبارات الروسية والتركية «سيعززون تنسيق جهودهم لمكافحة فاعلة للمجموعات الإرهابية في سورية»، حذر رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم أمس، على أن الحملة العسكرية المتصاعدة في إدلب ستسبب موجة نزوح جديدة.

Ad

ودعا يلدريم إيران وروسيا إلى تحذير السلطات السورية من هذه الهجمات. وقال للصحافيين بعد صلاة الجمعة، إن الهجمات لن تؤدي إلا لتقويض عملية السلام في سورية.

ورغم تأكيد الجيش الروسي بأن الطائرات المسيرة التي استهدف قاعدتيه الجوية والبحرية في حميميم وطرطوس ليل 5-6 يناير، انطلقت من إدلب المحاذية لتركيا، أبدى بوتين «اقتناعه» بأن «لا علاقة» لأنقرة بالهجوم غير المسبوق، موضحاً أنه تحدث هاتفياً عن الموضوع مع إردوغان. ووصف بوتين الهجوم بأنه «استفزاز يهدف إلى تقويض الاتفاقات التي تم التوصل إليها» بين موسكو وأنقرة وطهران، وإلى «تدمير علاقات» موسكو بكل من إيران وتركيا، مشدداً على أنه سيواصل «تعزيز الشراكة مع تركيا» خصوصاً بهدف عقد مؤتمر للحوار الوطني السوري من المقرر أن يجمع نهاية الشهر ممثلين للنظام والمعارضة السوريين في مدينة «سوتشي».

وفي وقت سابق، أكد الميجر جنرال ألكسندر نوفيكوف، أن وزارة الدفاع تحقق لمعرفة أي دولة أنتجت المتفجرات المستخدمة في الهجمات لأن عدد تدول تصنعها ومنها أوكرانيا، نافياً أن «تكون الطائرات بدون طيار بهذا القدر من الجودة قد صممت بشكل ارتجالي»، مضيفاً أنها «أنتجت واستخدمت على يد خبراء جرى تدريبهم بشكل محدد في دول تُستخدم فيها مجمعات إنتاج تلك الطائرات».

وأكدت وزارة الدفاع، أنها قتلت مهاجمي القاعدة الجوية في 31 ديسمبر، مؤكدة أنها دمرت مخزوناً من الطائرات دون طيار في محافظة إدلب استخدموها لمهاجمة القاعدتين العسكريتين الروسيتين الأسبوع الماضي.

انتصارات الأسد

وفي دمشق، بحث الرئيس بشار الأسد مع مبعوث بوتين الخاص ألكسندر لافرنتييف تحضيرات بمؤتمر سوتشي، بالإضافة إلى «التعاون الثنائي المتنامي في العديد من المجالات، ولاسيما الحرب المستمرة ضد الإرهاب، بالإضافة إلى مسار أستانة».

وأوضحت الرئاسة السورية، أنه» تم الاتفاق على أهمية التحضير الجيد للمؤتمر بما يضمن خروجه بنتائج تلبي تطلعات الشعب السوري في حماية بلده، وإعادة الأمن والاستقرار».

وبحسب البيان الرئاسي، أكد الأسد أن «انتصارات الجيش العربي السوري، بالتعاون مع روسيا والحلفاء الآخرين، على صعيد القضاء على الإرهاب شكلت عاملاً حاسماً في إفشال مخططات الهيمنة والتقسيم التي وضعها الغرب وعملاؤه لسورية والمنطقة»، معتبراً أنها «تسهم في تعزيز المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي يعيد الاستقرار إلى سورية».

من جهته، أكد المسؤول الروسي أن «بلاده ستواصل تقديم كل دعم ممكن لسورية وشعبها سواء في مجال محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة وسيادة سورية، أو فيما يتعلق بالجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي يقرره السوريون وحدهم دون أي تدخل خارجي»،

لافروف وظريف

ولاحقاً، بحث وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في اتصال هاتفي أمس، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الاستعدادات لمؤتمر سوتشي.

وفي بيان مقتضب لوزارة الخارجية الروسية، أكدت أنه «عشية عقد المؤتمر واصل الوزيران تبادل الآراء حول الوضع في سورية مع التركيز على البحث عن سبل للتسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبرعاية الأمم المتحدة».

مشاورات المعارضة

وفي مقابلة مع وكالة «نوفوستي»، أعلنت عضو الهيئة التفاوضية الموحدة التابعة للمعارضة بسمة قضماني أن الهيئة لم تجرِ بعد مشاورات مع روسيا بخصوص مؤتمر سوتشي ولم تحصل على معلومات مفصلة بشأن صيغته وأجندته وأهدافه، مؤكدة أن دورها يكمن في إجراء مشاورات وكشف ماهية المؤتمر المقبل. وأعربت قضماني عن قلق المعارضة من عجز «سوتشي» عن حل القضايا التي أدخلت مفاوضات جنيف في نفق معتم، محذرة من أن عملية جنيف واتفاق خفض التصعيد يتآكل ويتعطل أكثر فأكثر في الوقت الراهن، ومن الضروري إحراز تقدم لإخراج التسوية من مأزق.

وأشارت قضماني إلى أن المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا أعلن عن عزمه إطلاق جولة جديدة وتاسعة من مفاوضات جنيف في 21 يناير، لكن الدعوات إلى المحادثات لم توجه بعد.

مدينة الرقة

وبينما تعرض رئيس لجنة الإعمار في مجلس الرقة المدني التابع لقوات سورية الديمقراطية (قسد) المحامي إبراهيم الحسن، لمحاولة اغتيال في قريته بالريف الشمالي، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وسائل الإعلام الغربية والأوساط السياسية بالتآمر على الرقة عبر الصمت عن الوضع الحقيقي فيه بهدف عدم التشكيك بإجراءات واشنطن.