في تطور سينعكس على الداخل اللبناني، أعلن القضاء الأميركي، أمس، إنشاء وحدة خاصة للتحقيق حول "حزب الله" اللبناني، الذي تتهمه واشنطن بالحصول على تمويل عبر الاتجار بالمخدرات.

وأكدت وزارة العدل الأميركية في بيان، أن "هذا الفريق حول تمويل حزب الله والاتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب مكلف التحقيق حول الأفراد والشبكات التي تقدم دعماً لحزب الله وملاحقتهم".

Ad

في غضون ذلك، شهد اجتماع الحكومة أمس، خلافات على أكثر من صعيد، قال مراقبون إنها قد تكون إحدى شظايا الخلاف السياسي المتصاعد بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب.

وأفادت مصادر بأن الخلاف احتدم داخل الجلسة على خلفية وضع بنود جدول الأعمال. ورغم إشارة المصادر الى أن "الإشكال كان بسيطاً وليس سياسياً بل يتعلق بملفات وزارية"، الا أن مغادة وزير الزراعة غازي زعيتر، المقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة غاضباً، ربما حمل رسالة من عين التنية إلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على خلفية الموقف الحيادي للحريري في أزمة مرسوم منح الأقدمية لضباط الجيش من دورة 1994 المعروفة بدورة عون.

وفي ظل المخاوف من انعكاس خلاف الرئاستين على الانتخابات المقررة في مايو، تحدث رئيس اللقاء الديمقراطي النائب ​وليد جنبلاط​ عن مبادرة حمّلها بري إلى الوزير السابق ​وائل أبوفاعور​ لإيصالها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون تقوم على فكرة "إعداد مرسوم جديد يضم أسماء ضباط الجيش دورة 94 الواردة أسماؤهم في المرسوم المشكلة إلى جانب ضباط الأسلاك العسكرية الأخرى في نفس الدورة، أي ضباط قوى الأمن الداخلي والأمن العام وغيرهم، وتضمين المرسوم منح الأقدمية والترقيات بالوقت نفسه، ليسلك طريقه باتجاه وزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير المال لتوقيعه، ومن ثم باتجاه رئيس الحكومة لطبع توقيعه عليه وأخيراً باتجاه رئيس الجمهورية للتوقيع النهائي".

في سياق آخر، وعقب جلسة الحكومة توجه وزير الإعلام ​ملحم الرياشي​ ووزير الثقافة ​غطاس خوري​ الذي ينتمي الى "المستقبل" سوية إلى ​معراب، وذلك غداة اللقاء، الذي جمع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان​، والذي تمت خلاله "مراجعة واستعراض للعلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتقييم المرحلة السابقة" حسبما أعلن كنعان، أمس، مؤكداً أنه "سيتم التواصل على مستوى القيادتين في الأيام المقبلة من أجل السعي إلى بلورة تصور وقراءة مشتركة للمرحلة المقبلة".

وقال وزير العدل الأميركي جيف سيشنز إن وزارته شكلت فريقا للتحقيق بشأن أفراد ومنظمات يقدمون دعما لحزب الله.

وانتقد الجمهوريون الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما عقب تقرير لموقع بوليتيكو الإخباري في ديسمبر المنصرم ذكر أن إدارة أوباما عطلت برنامجا لإدارة مكافحة المخدرات كان يستهدف عمليات تهريب لجماعة حزب الله خلال مفاوضات واشنطن بشأن الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.

وأوضح سيشنز أن وزارة العدل ستجمع محققين وممثلي ادعاء كبارا في الفريق المعني بالتحقيق في أنشطة تمويل حزب الله والاتجار في المخدرات لدعم الإرهاب لضمان استكمال كل التحقيقات المدرجة في البرنامج المعروف باسم المشروع "كاساندرا".

وقال سيشنز إن "وزارة العدل ستبذل قصارى جهدها من أجل القضاء على أي تهديد لمواطنينا من منظمات إرهابية وإنهاء أزمة المخدرات المدمرة".