أعتقد أن الوقت قد حان لأن نطلق على أي معالجة غير منطقية لمشكلة ما خاصة أو عامة مسمى "معالجة صفاء أو حلول صفاء" نسبة إلى النائبة صفاء الهاشم، فقد أثبتت السنوات القليلة الماضية أن كثيراً مما تقترحه أم عبدالعزيز لمعالجة المشكلات لا علاقة له بجوهر المشكلة، بل إن بعض الحلول المقترحة من قبلها لا ترقى إلى أن تسمى سطحية أيضا.

فلو قدمنا مشكلة افتراضية لغرفة صغيرة مغلقة يوجد فيها ٤ أشخاص، وتعاني هذه الغرفة نقصاً في التهوية فإن ما تقدمه الفاضلة صفاء من حلول سيكون مشابها لأن نقوم بطرد شخصين من الغرفة لتكون التهوية كافية، في حين أن الحل المنطقي لمشكلة تلك الغرفة يكمن بفتح النافذة أو صنع نافذة جديدة إن لزم الأمر.

Ad

تقدمت الفاضلة أم عبدالعزيز يوم أمس باقتراح يشترط على الوافد دفع ألف دينار للحصول على رخصة قيادة على أن يقوم بتجديد هذه الرخصة سنويا بقيمة ٥٠٠ دينار!!

هكذا هي حلول صفاء لمعالجة الازدحام المروري، وبدلا من إلزام الدولة بخلق بنية تحتية وطرق تتناسب مع عدد المركبات الموجودة والمستقبلية، وإلزامها كذلك بتحسين النقل العام وتنويعه، تسعى إلى تقليص عدد المركبات من خلال التضييق على الوافدين، وبالطبع فإنها لا تملك أي إجابة إذا استمر الازدحام في حال زاد عدد الكويتيين من أصحاب المركبات مستقبلا.

أما بالنسبة إلى حلولها لمشكلة البطالة المقنعة فهي تنادي بالتقاعد المبكر كي يستمر الإحلال الوظيفي بشكل أسرع!! وهو نموذج آخر من حلول صفاء، وبدلاً من إلزام الدولة بخلق وظائف جديدة في مجالات متنوعة غائبة عن الكويت كالتكنولوجيا والصناعة والسياحة والرياضة وتشجيع العمل الحر، تدفع بأن يركن الناس على الرف سريعا بحجة وجود بطالة مقنعة!!

العديد من الأمثلة السابقة والمقبلة يثبت كيفية المعالجة الخاطئة من قبل الفاضلة صفاء، ولكن المشكلة لا تكمن في معالجاتها فحسب، بل في قبول الناس لحلول صفاء، وتبنيهم لها وتشجيعها على مثل تلك الحلول.