ليت وزارة الخارجية عبر مندوب الدولة في الأمم المتحدة اقتدت بحكمة "إذا بليتم فاستتروا"، وسترت على حالها وحالنا في قضايا الحريات وحقوق الإنسان، كما تنص عليها المواثيق الدولية، التي وقعت عليها الكويت في زمن مضى، ويظهر أنها نسيت التزامها وتوقيعها. مندوب الدولة في مجلس الأمن أيضاً بدوره نسي أنه يمثل دولة الكويت "صل على النبي"، واعتقد أنه يتحدث بلسان حال النرويج أو الدنمارك، حين أخذ يعظ ويذكر الجمهورية الإيرانية بحقوق التظاهر والتجمع السلميين، وضرورة أن تلتزم بهما الدولة الإيرانية!

ما هذا...؟ وماذا يقول مندوب الدولة بالأمم المتحدة...؟ وشوفوا من يتكلم ويعظ غيره عن قضايا حريات الضمير وحقوق الإنسان، ماذا يريد مندوب الدولة أن يعلم إيران وعصا المعلم هنا في وطنه؟ كم مرة هوت بالماضي على ظهور الشباب أيام مظاهرات سلمية ضد قوى الفساد، وبحت فيها أصوات المتظاهرين بها تزعق "سلمية... سلمية"، فلا تلقى غير هراوات القوات الخاصة والغازات المسيلة للدموع، ثم يتم إيداعهم السجون تماشياً مع قوانين قمعية تناقض الدستور والاتفاقيات الدولية، قوانين تحسب على البشر أنفاسهم وتراقب خطواتهم وحركاتهم، واليوم نشهد ونلمس باليدين حالة من الرعب "القانوني" أخذت تهيمن على البشر، بعد أن تزايدت بصورة غير معقولة أحكام الحبس القاسية على الكثيرين، لأنهم غردوا أو خالفوا قوانين "قراقوشية" (لا يهم إن كانت قد شرعتها أو بصمت عليها مجالس أمة متعاقبة بغياب وعي إنساني وثقافة ديمقراطية) تنتهك أبسط مبادئ الحريات وحقوق الإنسان التي يتشدق بها مندوب الدولة بالأمم المتحدة.

Ad

"إذا بليتم فاستتروا" هو أبسط مأثور كان يتعين أن نراعيه حين يتحدث ممثلو الدولة في قضايا كبيرة ليسوا هم أهلاً لها، ومن المخجل أن نعظ الآخرين بالمعروف وننسى أنفسنا، ننسى أوضاع البدون وكيف تتم معاملتهم (اقرأوا كمثال بسيط مقال ابتهال الخطيب ومأساة سالم بالجريدة عدد أمس) ننسى البشر الذين في السجون لأنهم عبروا عن رأيهم بكلمات وحروف مجرمة في قوانين بلد الإنسانية، ننسى أوضاع عمال لم يتسلموا رواتبهم لمدد طويلة ولا يعرفون طريقاً للمحاكم، ننسى منع العلاج عن الوافدين،، ننسى الكثير والكثير... يا ليت ممثل الدولة بالأمم المتحدة نسي نفسه، وأضاع نص خطابه وتحدث صمتاً.