نعم نحن كمسلمين ندعو الرحمن في كل الأوقات أن تتحقق أمانينا، وخصوصا في أوقات الصلاة، وكذلك غير المسلمين يدعون الخالق أيضاً في مناسبات عدة أن تتحقق أمانيهم، ومن أهم هذه المناسبات رأس السنة أي أول دقيقة من كل عام جديد (ميك أوش)، وبما أنني وأصدقائي العفاريت «متأمركون»، أي عشنا في أميركا فقد كان «أور وشز» في عامنا الجديد أن تعود الكويت إلى ماضيها، بطيبة أهلها وخوفهم على بعض وتعاضدهم ووقفاتهم الشامخة والابتعاد عن تقسيمات الجاهلية. كلنا مسلمون وإخوة نعيش في دولة مدنية يجب أن يكون انتماؤنا لها دون غيرها.

هذا بالنسبة إلى أمنيتي، أما صديقي العفريت الأحمر فقال أتمنى أن تهتم الدولة في المقام الأول بالتعليم، فهو أساس رقي وتطور المجتمعات، وقال العفريت الأبيض أتمنى أن يكون في كل منطقة ناد للبراعم (ترفيهي وتعليمي) تتولى الحكومة إدارته لكي تزرع في قلوبنا حب الوطن والانتماء إليه، وألا يتركونا لتلك الجماعات التي قال عنها رجل الصحراء قديما «يدرقون الدنيا بالدين»، أما العفريت الأسود فقال أتمنى أن يبعد الله عنا الكوارث الطبيعية والاجتماعية كي لا نضطر إلى الهجرة للبحث عن الأمان ولقمة العيش في بلد آخر كما حل بنا قبل أقل من ثلاثة عقود من الزمان.

Ad

أما صديقي العفريت الأخضر فهو يحب الكلام فقال: كانت الفترة السابقة التي مرت بها البلاد ضبابية الرؤية والتخمين، وكانت فترة صعبة بما صحبها من تكهنات وآراء وتمنيات ليس من حق الجميع تجاهلها ونسيانها لأنها بمثابة الخط الواضح للعمل السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والتربوي، والإداري في الفترة القادمة لحكومتنا الرشيدة، فهل ترى أن حكومتنا قدها؟!

إننا في غبن تجاه الحكومات المتعاقبة التي ترسل أموالنا وأموال أجيالنا إلى هنا وهناك ونحن في الخط الأول من الاحتياج، ليس للمال فقط إنما للبنية التحتية من جامعات ومدارس وأبنية لوزارات السيادة في الدولة، ناهيك عما ذكرهما رسول الرحمة- صلى الله عليه وسلم- حين قال نعمتان «صحة في الأبدان وأمن في الأوطان»، فلا صحة متطورة ولا أمن منضبط.

نعم نحن نفتقد كل هذه الأمنيات والتمنيات المطلوبة من العهد الجديد بأن يأخذها بعين الاعتبار ويعلم أن الدولة والشعب الكويتي هما الباقيان على العهد، أما من تطعمه الدولة من منح ومساعدات كثيرة فإنهم ناكرون جاحدون مستكبرون علينا كشعب وعلى دولتنا كحق، وهذا التاريخ القديم والحديث والحاضر والمستقبل يشهد على ما أقول.

نتمنى أيضا من الحكومة الرشيدة أن ترفع يدها وضغطها عن المجلس ونوابنا الأفاضل الذين أصبحوا بين مطرقتها وسندان الشعب، ترفع يدها لكي يعمل المجلس مجردا من المناقصات والتنازلات والجنسيات التي تمنح لبعض الأشخاص الذين قد يسيئون للدولة في المستقبل القريب لأنهم أخذوا المسمى وتركوا الولاء لصاحب الفضل عليهم، وهو النائب الفاضل لا الدولة والأرض والحكومة.

أما تمنياتنا الاقتصادية فنقول إن اللهث وراء تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري يجب ألا يغضب الله، لأنه هو الرزاق والحافظ! أما التاجر الجبار الذي لا يهمه الأخلاق والدين والأمن والصحة و... و... إنما يهمه جمع الأموال وكثرتها في البنوك، أين الحكمة والحنكة والفطنة يا حكومة؟ هؤلاء من قال الرحمن سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فيهم «يحبون المال حباً جماً»، واعلموا أن من يحثكم على تحويل أرضنا إلى دنانير نأكلها في الدنيا وتأكلنا في الآخرة لن يرحمونا إذا سيطروا في الدنيا ولنا في الآخرة عذاب أليم. «فهمتها يا هيه».

أرجوحة أميرية:

نبارك لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمناسبتين عزيزتين: الأولى بدء دولتنا الحبيبة مهام عضويتها في مجلس الأمن، والثانية نجاح دورة «خليجي 23»، ونبارك لجميع من على هذه الأرض الطيبة أرض «الصداقة والسلام»، مع تمنياتنا أن تدوم الصداقة بيننا كشعوب خليجية عربية مسلمة وصديقة، ويعم السلام في أرجاء المعمورة.