كلما أردناها أن تأتي امتنعت وتمنعت، وكلما قلنا يئسنا من قدومها هلّت بشائرها بتحد يحاصرنا من كل حدب وصوب، هي لحظة الحسم والوسم الذي لا ينقطع، تلك هي نقطة التحول في كل المسارات.

الشعارات كثيرة والكلام أكثر، والوعود وفيرة والأوهام أوفر، المضحك أن المصدقين يتكاثرون من شدة يأسهم، لقد أقسمت أن أنظم أصبوحة شعرية في يوم بداية التغيير المنتظر احتفالاً بالتنمية والأيام التي أحلم أن أعيش فيها ولو متفرجا، المهم أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر، والماضي يخفت صوته على وقع ضجيج المكائن وآلات الحفر والبناء.

Ad

إن لحظة الحسم ثمينة ومكلفة كلما تأخرت؛ لأن الطبيعة تكره الفراغ، وما ننشغل عنه يشغله غيرنا لتضيق علينا مساحة اغتنام الفرص والرفاهية المؤقتة، من المسؤول؟ لمن توجه أصابع الاتهام؟ لم يعد هذا النقاش مجديا، علينا تفحص تقويم السنة الجديدة وتحسس ما يفعله الآخرون من حولنا؛ لندرك أن قدرا كبيرا من الوقت والمال أُهدر في صراعات كان بالإمكان تجنبها بقليل من الحكمة وكثير من التأني.

الأصبوحة حلمي الصغير، وربما وهمي الأكبر، ولكن لا بد من قدوم لحظة الحسم التي تأخذ فيها القرارات المنتظرة مسلك الجدية في التطبيق، والوضوح في الرؤية، والشجاعة في المواجهة، الكويت بالفعل ما زالت جميلة لأن مخزونها من القدرات والطموحات لا يزال يبشر بالخير والأمل والتفاؤل، فهل ستقام أصبوحتي هذا العام؟ اللهم يسر.