كشف مصدر في الحرس الثوري لـ«الجريدة» أن ما يزيد على 10 آلاف مقاتل وصلوا إلى سورية من إيران عبر طريق طهران- بغداد- دمشق، وقامت وحدات من الحشد الشعبي العراقية، خصوصا حركة «النجباء»، و«حزب الله» بتأمين سفر هؤلاء عبر مرافقتهم خلال الأسبوعين الماضيين.

وأوضح المصدر أن نصف هؤلاء المقاتلين سيستقرون على تخوم مدينة دمشق ومنطقة الزينبية لتأمينها، والنصف الآخر سيدعمون القوات الأخرى في الشمال والجنوب السوري أمام قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً.

Ad

ووفق المصدر فإن أعداداً أخرى تعادل هذه الأعداد من القوات يتم تجهيزها لإرسالها إلى سورية، للمشاركة في عملية محتملة ضد «قسد»، حيث انهم ينتظرون القرار السياسي للقيام بهذه العملية فقط.

الحدود السورية

في السياق، أكد قائد عمليات فصائل «الحشد الشعبي» لمحور غرب الأنبار قاسم مصلح، أن الفصائل انتشرت على الحدود السورية لدعم قوات حرس الحدود العراقية، بعدما تعرضت لإطلاق نار من داخل سورية خلال الأيام الثلاثة الماضية.

ولم ترد أنباء بعد بشأن من فتح النار من الأراضي السورية، لكن القوات المحتشدة ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية تتوقع أن يلجأ التنظيم إلى حرب العصابات، بعد خسارته معاقله الحضرية في وقت سابق هذا العام. وقال مصلح في بيان «بعد تعرض نقاط عدة تابعة لحرس الحدود العراقية للقصف بصواريخ موجهة، وتأخر الإسناد من القوات الأمنية، تم إرسال قطاعات لواء 13 في الحشد الشعبي، وبادر باستهداف مصادر إطلاق الصواريخ. قيادة العمليات ولواء الطفوف موجودة الآن على الحدود العراقية- السورية في نقاط حرس الحدود، لصد أي تعرض أو تحرك للعدو». وأضاف أن «تلك المنطقة ليست ضمن مسؤولية الحشد الشعبي، لكن واجبنا يقتضي إسناد القطاعات الأمنية».

تنسيق كامل

وأكد متحدث عسكري عراقي نشر هذه الفصائل، ولكن العميد يحيى رسول اعتبر أن هذا إجراء مؤقت و«طبيعي جداً، لأن واجب قوات الحشد الشعبي مساندة القوات الحكومية».

ونفى رسول أن دعم حرس الحدود تأخر، معتبراً أن «المسؤولية الأساسية عن الحدود تقع على عاتق حرس الحدود والجيش». وأشار إلى أن القوات العراقية تنسق مع كل من الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران، وتحالف الفصائل الكردية والعربية المدعوم من الولايات المتحدة، والمعروف باسم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المعارضة للرئيس بشار الأسد.

زوار إيران

إلى ذلك، أكد رئيس «منظمة إعمار المزارات المذهبية» في إيران السيد حسن بلارك بدء إعادة إعمار مقام السيدة زينب في سورية، وترميم مبان لاستضافة الزوار في محيط المقام لاستقبال الزوار الإيرانيين مجدداً.

وقال بلارك، في لقاء مع عدد من الصحافيين في مكتبه بطهران، إن مقاتلي «داعش» استطاعوا الوصول إلى مسافة 100 متر من المقام، وقاموا بقصف المقام بقذائف الهاون والآربي جي، وأمطروا المبنى والمباني المحيطة به بالرصاص، ومؤسسته بدأت بترميم المقام منذ عام وتحضيره لعودة الزوار الإيرانيين، ولكن الأوضاع الأمنية حالت دون إمكان إرسالهم، ولكن اليوم الظروف باتت مواتية لإرسال الزوار مجدداً. وطلب رئيس منظمة اعمار المزارات المذهبية من الإيرانيين المساعدة في إعادة إعمار المقام عبر تبرعاتهم، مؤكداً أن الآلاف قاموا بالتسجيل للسفر، وان رحلاتهم ستبدأ قريبا، ولكنهم لن يستطيعوا الإقامة في أماكن فاخرة بل عليهم أن يبيتوا في مراكز ضيافة حتى يتم تحضير أماكن مناسبة لهم.

وقال بلارك ان فتح طريق طهران -بغداد- دمشق البري يسهل سفر الزوار الإيرانيين عبر البر، وتقوم مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية بتحضير رحلات عبر هذه الطريق قريبا.

دمشق وإدلب

من جهتها، شنت قوات النظام السوري هجوماً على جبهتين، قرب العاصمة دمشق وفي محافظة إدلب في الشمال الغربي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن الجيش السوري، بعدما ركّز جهوده في الشرق في الأشهر الماضية في قتال تنظيم «داعش» عاد لينظّم قواته لمهاجمة الفصائل المعارضة.

والجبهة الأولى التي يحاول التقدم فيها تقع جنوب غرب دمشق، حيث يسعى لإنهاء وجود قوات المعارضة هناك. وتتركز هذه العملية في قرية بيت جن الخارجة عن سيطرة دمشق منذ أربع سنوات. أما الجبهة الأخرى فهي محافظة إدلب، حيث يحقق الجيش تقدّما تحت غطاء عسكري روسي على حساب هيئة «تحرير الشام» التي تسيطر على أجزاء واسعة من المحافظة، وبحسب المرصد تضع قوات النظام نصب عينيها السيطرة على بلدتين مواليتين له في إدلب هما كفريا والفوعة، ومطار أبوالضهور العسكري، إضافة إلى تأمين الطريق الواصل بين حلب ودمشق.

بدوره، أعلن جيش العزة التابع للجيش السوري الحر المعارض ايقاف القصف المدفعي والصاروخي خلال احتفالات اعياد الميلاد في محافظة حماة وسط سورية.

مؤتمر سوتشي

سياسياً، رجح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن يتم خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري في سورية تشكيل لجنة دستورية.

وقال بوغدانوف لوكالة «سبوتنيك»، «أعتقد أنه سيتم تشكيل لجنة دستورية تحصل على تفويض عام من الشعب، لذلك سيكون هناك بين 1500 و1700 مشارك، وممثلي الشعب بأسره يعتبرون مصدراً للتشريع حول كل المسائل، لما في ذلك بدء إصلاح دستوري وتحضير الدستور».

وأشار إلى أنه «سيتم تشكيل مجموعات عمل خاصة، ويمكنها الاجتماع لاحقاً في جنيف».