أين اختفيت بعد فيلم «ألف مبروك»؟

كنت أدرس في الجامعة الأميركية في القاهرة، واحتجت وقتها إلى أن أتوقف عن تقديم أية أعمال أخرى لأتمكن من التركيز في دراستي وأتخرج، وبعدها قامت ثورة 25 يناير فتوقف الإنتاج فترة، من ثم كان ابتعادي اضطراريا.

Ad

هل يعني ذلك أنك لم تتلقي عروضاً لأية أدوار بعد عودة صناعة السينما عقب الثورة؟

انشغلت آنذاك بتقديم فيديوهات على الإنترنت مع ثورة التكنولوجيا وحرية التعبير وظهور برامج «الأون لاين». كنت أقدم مقاطع سياسية بطريقة ساخرة. باختصار، كنت شغوفة بالبرامج عبر الإنترنت.

هل لدراستك الجامعية علاقة بالتمثيل؟

درست في الجامعة صحافة ومسرحاً، ومن خلال ذلك شاركت في أدوار صامتة باستثناء مسرحية وحيدة قدمت خلالها دوراً صغيراً جداً.

شخصية هبة

كيف جاء اختيارك لدور هبة في «سابع جار»؟

أعرف هبة يسري مؤلفة العمل ومخرجته شخصياً، ووقت الإعداد للمسلسل حدثتني عن الدور، فيما قرأت أنا السيناريو، وهي شاهدت فيديوهاتي على الإنترنت، من ثم وقع اختيارها عليّ لأنها كانت تريد شخصية «بنوتة» خفيفة الظل.

هل تجربتك في تقديم الفيديوهات أفادتك في التمثيل؟

على العكس لم تفدني في التمثيل، ولكن أكثر من قناة عرضت علي العمل فيها، لكن لظروف السفر خارج مصر اعتذرت.

كيف كانت تحضيراتك للشخصية؟

في البداية، استغرقت وقتاً في التحضير وتجميع أبعاد الشخصية، وعندما بدأنا في التمرينات صدمني رأي المخرجات بأن رؤيتي للشخصية تتعارض ورؤيتهن عنها. ولكن عبر النقاش المستمر تمكنا من الوصول إلى الرؤية المطلوبة التي ظهرت على الشاشة راهناً.

هل شخصية هبة واقعية بمعنى أنها موجودة في نموذج في حياتك؟

لا أستطيع الجزم بأنها تشبه شخصية واحدة، لكن هبة خليط بين شخصيات كثيرة في حياتي من أصدقائي وعائلتي وزملائي في الجامعة. هي تشابهت مع الكل، وأهم ما يميز الممثل أن يكون قوي الملاحظة، فبطبيعتي ألاحظ وأركز في التفاصيل. لذلك استجمعت أكثر من شخصية في حياتي لأخرج هبة.

هل تشبهك هبة؟

ثمة اختلاف كبير بيني وبينها، خصوصاً في بطء إيقاعها، فيما أنا سريعة في الأمور كافة، وأفكر في الكلام قبل أن أقوله على عكس هبة جريئة ولا تخشى أي أمر.

ظهور وردود فعل

كان ظهورك في المسلسل من دون مكياج. كيف تقبلتِ الفكرة؟

كان لدى المخرجات إصرار على أن يكون المسلسل كله واقعياً وأن تكون الأولوية للأداء والموضوع الذي تطرحه الأحداث وليس للشكل.

كيف كانت ردود الفعل على المسلسل والشخصية؟

كانت إيجابية، وبصراحة لم أتوقع النجاح الذي حققه العمل. كذلك أسعدني رأي جمهور كبير وجد أن هبة تشبهه، تحديداً في تلقائيتها، وردودها السريعة.

لكن البعض رأى أن المسلسل ممل وأنه لا يتضمن ذروة في الأحداث؟

مع احترامي للآراء كافة، ولكن الأهم في الفن أن يكون حقيقياً وصادقاً، ولا بد من أن تشهد الدراما تنوعاً بعيداً عن أعمال الحركة والتشويق. كذلك المسلسل لا يفرض رسالة محددة على الجمهور ولا يقدم عبرة، ومن البداية أردنا تقديم عمل جيد ومختلف وصادق حتى لو حلّق بعيداً عما يريده الجمهور، أو السائد في السوق.

للحقيقة، طرح المسلسل شخصياته بصدق، فأنا نفسي بقيت فترة طويلة عاطلة عن العمل وكنت أتخبط ولا أعرف ماذا أريد، وأتصور أن المشروع رصد بدقة حالة الإحباط العامة التي يعانيها الشباب والتي يرجع سببها إلى أن أحداً لم يعد يستمع إلى الآخر، وثمة تشتت بين إرضاء نفسك أو أهلك، والخوف من مرور العمر من دون تحقيق أي هدف.

مغامرة

غالبية أبطال المسلسل شباب بعضهم يخوض تجاربه الأولى، هل أثرى ذلك العمل أم كانت مغامرة غير محسوبة؟

لم أفكر بهذه الطريقة. عن نفسي كنت على ثقة كبيرة في مخرجات العمل وفي رؤيتهن، والسيناريو أعجبني. يضاف إلى ذلك أن معظم الأدوار لشباب في مقتبل العمر، من ثم جاءت الاختيارات متوافقة مع الشخصيات التي أسندت إليهم. من جانبهم، أتصوّر أنهم نجحوا في تجسيد أدوارهم بشكل جيد.

ثلاث مخرجات في عمل واحد، هل أفادك ذلك أم كان سبباً في التشتت؟

على العكس، أفادني لأنهن اتفقن على رؤية واضحة للشخصيات، ما ينفي تماماً فكرة أن أي عمل تجتمع فيه فتيات أو نساء يشهد اختلافات كثيرة، فالثلاث استفدن من بعضهن بعضاً في هذه التجرية.

ماذا عن أصعب مشاهدك في المسلسل؟

بعد أداء أي مشهد يتضمّن بكاء كانت حالة الضيق التي تنتابني تستمر إلى ما بعد التصوير مثل مشهد بكاء هبة بعد مصارحة خطيب شقيقتها بإعجابه بها، فضلاً عن المشاهد التكنيكية أثناء القيادة مثلاً ووضع كاميرا أمامي، خصوصاً أن التصوير كان في شوارع حقيقية مزدحمة بالناس.

ما أكثر مشهد مميز بالنسبة إليك؟

مشاهدي كافة مع صديقتي في المسلسل نرمين وشقيقتي دعاء أعتز بها، فرغم أننا لم نلتق قبل تصوير المسلسل فإنني سعدت بمعرفتهما.

من أكثر شخص في العمل أفادك؟

شرف كبير أن أقف إلى جانب ممثلات بحجم دلال عبد العزيز، وشيرين، ومحمود البزاوي، وهناء الشوربجي، فمع كل مشهد أتعلّم منهم وأستمتع بمشاهدتهم، كذلك تعلّمت من الممثلين الشباب التلقائية في الأداء.

عروض وسينما

تؤكد سارة عبد الرحمن أنها لم تتلق أي عرض بعد لأعمال أخرى، خصوصاً أنهم ما زالوا يصورون المسلسل وهو يُعرض راهناً. وتتابع: «شخصياً، أحب السينما جداً، وأي عمل سيعرض عليّ سأدرسه وأفكر فيه قبل قبوله».