في الوقت الذي تحدثت جميع التقارير، التي اهتمت بنقل أخبار وتحركات الجماعات الأصولية المنتشرة في شمال سيناء، عن وفاة القيادي الداعشي في تنظيم "ولاية سيناء"، أبو أسامة المصري، متأثرا بجروح أصيب بها خلال إحدى عمليات الجيش، قرب الشريط الحدودي مع قطاع غزة، إلا أن حادث استهداف "مسجد الروضة"، بمنطقة "بئر العبد" غرب مدينة العريش، شمال سيناء، أواخر نوفمبر الماضي، أعاد اسم الإرهابي - المعروف بين عناصر التنظيم بأبي سهل - إلى الواجهة مجدداً.

وقال موالون لجماعات إرهابية، عبر صفحات على "تويتر" و"تيلغرام"، إن أبوأسامة هو من قاد عملية "مسجد الروضة"، لافتين إلى أنه ترقى من منصب المنظِّر الشرعي للتنظيم إلى زعيم له، وبات مطلوبا حيا أو ميتا من القبائل من جهة والجماعات الإرهابية مثل "جند الإسلام" من جهة أخرى، ليكون زعيم "داعش سيناء" قد عاد من اشاعة الموت زعيما للتنظيم.

Ad

وكانت "الجريدة" نشرت في وقت سابق تسجيلا صوتيا لعناصر تنظيم "ولاية سيناء"، يثبت أنهم المسؤولون عن عملية استهداف "مسجد الروضة"، بينما التزم التنظيم الإرهابي الصمت، ورفض الاعتراف بجريمته.

ولطالما ظهر أبو أسامة في إصدارات "ولاية سيناء" مريضا بـ"البهاق" مطموس الوجه، حتى لا يتعرف عليه أحد، ودائما ما حرص على إظهار مهارته اللغوية، وقدرته على لي النصوص وتحريفها عن مواضعها.

ولم تتمكن "الجريدة" من التعرف على هوية أبو أسامة المصري من مصادر رسمية، إلا أنها اعتمدت على ما نشر عنه من قبل الجماعات الإرهابية الأخرى، فهو الشخصية الأبرز التي تدور حولها جميع الخيوط الغامضة، إذ كان أحد عناصر "لجنة الإفتاء" في التنظيم، حتى تمكن من الوصول إلى زعامته، ليختفي تماما عن المشهد الإعلامي بسبب كثرة أعدائه.

وقال مصدر سيناوي إن أبو أسامة بات مستهدفا من القبائل بعد ثبوت تورط التنظيم في استهداف "مسجد الروضة"، متابعا: "أبو سهل مطلوب حيا أو ميتا"، واوضح ان "التنظيم أصبح في موقع لا يحسد عليه، لأنه يعاني غضبة القبائل، بعد حادث المسجد، فضلا عن توعد التنظيمات الإرهابية الأخرى للجماعة بالاستهداف".