زعم "المركز الروسي للمصالحة في سورية" ومقره حميميم، أن المدربين العسكريين الأميركيين يقومون بإنشاء وحدات عسكرية جديدة بعنوان "الجيش السوري الجديد" قرب مخيم للاجئين في مدينة الحسكة، وذلك من مجموعات منشقة عن المسلحين.

ونقل المركز عن النازحين الذين عادوا إلى منازلهم، أن العسكريين الأميركيين أعلنوا أن هذه الوحدات بعد انتهاء فترة تدريبها ستنقل إلى جنوب سورية لمحاربة القوات الحكومية.

Ad

كما نقل عن شهود عيان أن التحالف الدولي يستخدم هذه "القاعدة" لهذه الأغراض منذ أكثر من 6 أشهر. وأضافوا أنه يوجد هناك حاليا نحو 750 مسلحا، بينهم 400 من "داعش"، تم إخراجهم من الرقة في أكتوبر الماضي.

ماتيس

في المقابل، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أن تنظيم "داعش" يهزم في سورية، مضيفاً في الوقت نفسه أن الحرب ضده لم تنته بعد، ولم تتم تصفيته نهائيا.

وتابع ماتيس: "لا تثقوا عندما يقول أحد إنه تم القضاء على داعش، نحن نواصل مكافحته. إن مقاتليه يفرون، وليس بإمكانهم مواجهة تحالفنا". وبيّن ماتيس: "ومن الواضح أيضا أن القوات الحكومية السورية والروس يهاجمونهم من جهة نهر الفرات".

من ناحيتها، دعت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت داعمي الحكومة السورية للضغط على دمشق، لدفعها "للمشاركة في شكل كامل" في المفاوضات مع المعارضة، قائلة إن عدم التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد يهدد باضطرابات لا نهاية لها.

«البنتاغون»

وتبدي وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قلقا من خطر جديد يتمثل في حدوث اشتباك بين طائرات مقاتلة روسية وأميركية فوق سورية، الأمر الذي يمكن ان يتسبب بحادث دبلوماسي خطر بين البلدين.

وتكررت الأحداث في الاسابيع الماضية، ولا سيما الأربعاء الماضي، عندما اعترضت طائرتا "اف-22" طائرة "سوخوي-25" روسية في المجال الجوي السوري في منطقة ما كان ينبغي لها ان توجد فيها، وفق مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية.

وتتكرر هذه الأحداث، بينما باتت عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في محاربة "داعش" تنحصر في منطقة تقل مساحتها عن 40 كلم مربعاً حول مدينة البوكمال في شرق سورية، قرب الحدود مع العراق.

ويسعى التحالف إلى تطهير الضفة الشرقية من نهر الفرات من فلول التنظيم الإرهابي عبر توفير الاسناد لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وهي تحالف من المقاتلين العرب والأكراد. وتم الاتفاق شفهيا مع موسكو على بقاء المقاتلات الروسية التي تدعم القوات السورية على الضفة الغربية للفرات.

لكن اللفتنانت كولونيل داميان بيكار، الناطق باسم سلاح الجو الأميركي في المنطقة، يقول إن طائرات روسية عدة حلقت فوق الضفة الشرقية للفرات في الفترة الماضية من دون ابلاغ التحالف الدولي مسبقا، مثلما هو مقرر في مناطق "خفض التوتر" التي حددتها واشنطن وموسكو لتفادي الاصطدام.

ومنذ تدخل روسيا في النزاع السوري في سبتمبر 2015 يستخدم البلدان خط اتصال مباشر لتفادي الاشتباك.

وفي 15 نوفمبر، كادت طائرتان هجوميتان أميركيتان من طراز "ايه-10" تصطدمان مع قاذفة "سوخوي-24" روسية عبرت على بعد تسعين مترا منهما فقط.

«سانا»

على صعيد آخر، نفت "الوكالة العربية السورية للأنباء" ( سانا) أنها لم تنشر أي خبر يتعلق بوصول قوات صينية إلى سورية، وأن ما نسبته إليها وكالة "سبوتنيك" الروسية على موقعها الإلكتروني بشأن ذلك عار من الصحة.

وكانت "سبوتنيك" نشرت خبراً نسبته لـ"سانا" مفاده وصول القوات الخاصة الصينية "نمور الليل"، إلى ميناء طرطوس لمشاركة الجيش السوري عملياته في الغوطة الشرقية.

وأضافت "سبوتنيك" أن "إرسال القوات جاء بعد اجتماع بين المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان مع وزير خارجية الصين وانغ يي، إضافة لمسؤولين عسكريين صينين لبحث مشاركة قوات خاصة صينية في محاربة الإرهابيين من حركة تركستان الشرقية الإسلامية الذين رصدت القوات السورية وجودهم في ريف دمشق".

مع انتهاء الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف حول الحرب الأهلية السورية من دون تحقيق أي تقدم، يبدو أن موسكو باتت تضع كل ثقلها لإنجاح مؤتمر سوتشي الذي دعا إليه الرئيس فلاديمير بوتين، ويأمل بعقده مطلع العام المقبل.

في هذا الإطار، شدد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمس الاول، أليكسي بورودافكين على أن سوتشي يصبح بعد فشل جنيف "فرصة لا تفوت"، معتبرا ان المعارضة افشلت جنيف 8 بشروطها المسبقة، في اشارة الى مطالبتها في بيان "الرياض 2" برحيل الرئيس السوري بشار الاسد، في بداية المرحلة الانتقالية.

وتحدث بورودافكين عن 5 أمور اعتبرها المراقبون شروطا روسية لحضور المعارضة مؤتمر سوتشي، بينها إعلان الجاهزية لمحاربة "داعش" و"جبهة النصرة"، ودعم وقف القتال وإنشاء مناطق "خفض التوتر" والتخلي عن ضرورة رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، والاعتراف بشرعية الحكومة السورية عبر عدم اطلاقها على وفدها المفاوض اسم وفد النظام السوري، بل وفد الحكومة السورية.

ورد المتحدث باسم الوفد التفاوضي السوري يحيى العريضي على هذه الشروط قائلا إن المطالب الروسية لا يمكن قبولها، خصوصا التخلي عن رحيل الأسد، واصفا هذا المطلب بأنه مجرد "غطرسة وبلطجة".

وكان المبعوث الأممي الى سورية ستيفان ديميستورا، ألمح الى مسؤولية دمشق عن عرقلة جنيف 8، ودعا في تصريحات للتلفزيون السويسري، الرئيس الروسي للضغط على النظام، لدفع عجلة الحل السياسي.

باريس

في السياق، اتهمت فرنسا، سورية بأنها "لا تفعل شيئا من أجل التوصل إلى اتفاق سلام"، بعد نحو سبعة أعوام من الحرب، وأكدت أنها ترتكب "جرائم جماعية" في منطقة الغوطة الشرقية، حيث تفرض القوات الحكومية حصارا على 400 ألف شخص.

جاء ذلك، بينما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان الوضع في سورية وقضايا أخرى خلال محادثة هاتفية قبل يومين.