بعد أربعين يوماً من استقالة الحكومة أعلن سمو الرئيس تشكيل حكومته الجديدة التي توقعنا أن يكون سبب التأخر في إعلانها دراسة أخطاء وسلبيات حكومته المستقيلة والبحث عن أعضاء جدد لتصحيح الخلل وتقويم الاعوجاج وترتيب برنامج زمني وفني للتنمية، غير أننا فوجئنا بحكومة محاصصة وترضيات ومحسوبيات، وبدون أي برنامج سياسي واقتصادي يحدد لنا توجهها، والغريب أنها خلت من وزراء كانت لهم شعبية واسعة، وقبول واسع لإنجازاتهم، كوزير الصحة جمال الحربي، ووزير العدل فالح العزب، ووزير الإسكان ياسر أبل، وكأن ذلك القبول كان سبة للتخلي عنهم وعدم قبولهم في التشكيل الجديد.

ومن التركيبة الحالية يتبين لمراقب الأوضاع السياسية أن المجلس الحالي والحكومة الجديدة لن يستمرا أكثر من ستة أشهر، خصوصاً بعد عودة وزراء سبق أن أعلن نواب استجوابهم، وقد يكونون شعلة الأزمة القادمة، كما أن التاريخ علّمنا أن الصراع سيحتدم من جديد لترتيبات قادمة قد تغير ملامح اللعبة السياسة الحالية، وقد تنهي حالة العبث السياسي المستمر منذ إبطال مجلس الأغلبية والمتمثلة في توجه واحد وسياسة منفردة، وانتهاج الرئاستين سياسة "باصيلي وأباصيلك " دون أي تأثير لأعضاء مجلسي الأمة والوزراء.

Ad

يعني بالعربي المشرمح:

كمواطنين لا طبنا ولا غدا الشر، بعد إعلان الحكومة تشكيلتها التي أجمع معظم المراقبين على أنها مؤقتة لحلحلة ما هو قادم من ترتيبات قد تكون في مصلحة الوطن والمواطنين، ولكن ما يخشاه المتابع هو حتمية وقوع صراعات جديدة قد تدخلنا في نفق جديد إذا لم يكن الأمر مدروساً دراسة حقيقية، ومعرفة نتائج تلك الدراسة جيداً لتجنب السلبيات في القادم من الأيام.