بمناسبة مرور 69 عاماً على ميثاق حقوق الإنسان العالمي، نظمت جمعية الخريجين ندوة حول حقوق اللاجئين في تلقي التعليم، بمشاركة مدير إدارة الشؤون القانونية في جمعية الهلال الأحمر الكويتية د. مساعد العنزي، والناشطة والكاتبة أروى الوقيان وعدد من الناشطين وأعضاء الجمعية.

وفي هذا السياق، أكد العنزي أن الكويت لم تدخر جهدا في دعم اللاجئين في مختلف بقاع الأرض، لافتاً إلى أن المساعدات التي تقدمها لا تقتصر على المواد الغذائية وإنما تشمل شتى المجالات، ومن ضمنها دعم التعليم في مختلف مناطق النزاعات، ومنها مخيمات النازحين السوريين في الدول المجاورة لسورية.

Ad

وأضاف العنزي أن الكويت صادقت على عدد من الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية حقوق الطفل عام 1980، وإعلان جنيف لحقوق الطفل وغيرهما من الاتفاقيات التي نصت على ضرورة ضمان حقوق الأطفال في التعليم.

وذكر أنه بحسب توصيات المنظمات الدولية كانت الجمعية تقوم في بداية أي ازمة بتوزيع المساعدات العينية كالغذاء مباشرة على المتضررين، ثم توزع في المرحلة التي تليها الدواء، ومن بعدها محاولة إيجاد فرص للتعليم لاسيما للأطفال.

أولويات النازحين

وأشار العنزي إلى أن هناك دائما أولويات في احتياجات النازحين أولها إيجاد مكان آمن، وتوفير الماء والغذاء، ثم الدواء، ثم التعليم، مبيناً أن الجمعية تتبع هذه التدرج في توفير احتياجات النازحين مع بداية أي ازمة، كما تحاول الموازنة بين هذه الاحتياجات.

وبين أن الجمعية ساهمت في مساعدة العديد من الأطفال في الدول المتضررة لمتابعة تعليمهم، منهم أكثر من 1000 طالب وطالبة من النازحين السوريين في لبنان بالتنسيق مع الجهات المعنية، وفي العراق تم بناء 3 مدارس استفاد منها 2125 طالبا، كما تم سداد الرسوم الدراسية لما يزيد على 5500 طفل سوري، إضافة إلى مساعدة النازحين في المملكة الأردنية الهاشمية، وحفر آبار في 13 مدرسة في تنزانيا لخدمة الطلبة، فضلاً عن تقديم المساعدات للنازحين في بورما بالتنسيق مع برنامج الغذاء العلمي.

وحول اتهام بعض وسائل الإعلام دول الخليج بالتقصير في استقبال اللاجئين، قال إن جمعيات المجتمع المدني قامت بدور بارز تجاه المتضررين من الأزمتين السورية واليمنية، لافتاً إلى أن جمعية الهلال الأحمر وحدها تكفلت بدفع الرسوم الدراسية لحوالي 2500 طالب من اسر السورين المقيمين في البلاد.

أزمة حادة

من جانبها أكدت الكاتبة والناشطة الحقوقية اروى الوقيان، أن ازمة اللاجئين والنازحين في العالم فاقت كل التوقعات لا سيما الأزمة السورية، مشيرة إلى أنه حسب احصائيات الأمم المتحدة عام 2015 بلغ عدد اللاجئين في العالم 65 مليون لاجئ، 51 في المئة منهم أطفال، ما يجعل توفير الغذاء أو المساعدات لهذا العدد مهمة شبه مستحيلة.

وأضافت الوقيان: «مما أحزنني عندما زرت عدداً من مخيمات اللاجئين في الدول العربية أنني وجدت نظام التعليم فيها متواضعاً جدا أو غير موجود، لذلك نجد انتشار ظاهرة تسول الأطفال اللاجئين أو عملهم كباعة جائلين في لبنان وتركيا لعدم وجود مدارس تحتويهم»، لافتة إلى وجود عدة معوقات تحول دون إتمام عملية تعليم الأطفال اللاجئين في بعض الدول حتى مع توفر المدارس، مثل عائق اختلاف اللغة، وعدم القدرة على دفع مصاريف انتقال الطالب إلى المدرسة في الكثير من الأحيان.

وحذرت من نشوء جيل قادم غير متعلم مع غياب أي بوادر طيبة أو تفاؤل ظاهر في الأفق، مشيرة إلى أن الدول المضيفة بدأت تضيق ذرعا باللاجئين والتكاليف التي تتكبدها، مناشدة المتبرعين التركيز على التكفل بتعليم الأطفال اللاجئين بشكل جاد.