كدأبها في سبر أغوار المجتمع الإماراتي، وتجسيد تراث بلدها وتاريخه وأشخاصه على شاشة السينما، قدمت المخرجة نجوم الغانم فيلمها الوثائقي "آلات حادة"، عن سيرة الفنان التشكيلي الراحل حسن الشريف، الذي وافته المنية قبل أن يقدر له مشاهدة الفيلم.

واستنهضت المخرجة كل مواهبها السينمائية والتشكيلية والشعرية، لتصنع فيلما ينبض بالروح، ويرسم بالألوان، ويعزف بالموسيقى، مسيرة أحد مؤسسي الفن التشكيلي بالإمارات.

Ad

في الفيلم، يتحدث الشريف عن طفولته وأمه ومراحل تعليمه وبعثته إلى بريطانيا لتعلم الفنون ثم عودته إلى الإمارات، وعن مشوار صعب خاضه بداية من الثمانينيات وحتى وفاته، لنشر أفكاره وأعماله التي شكلت نقلة كبيرة في مفهوم الفن التشكيلي بالخليج.

ولم تترك الغانم أداة من أدوات الفن لاستعراض مشوار حسن الشريف إلا وسخرتها في الفيلم، بداية من صوره الفوتوغرافية واستوديو أعماله ولوحاته ومجسماته التشكيلية وانتهاء بموسيقاه المفضلة التي وضعتها كموسيقى تصويرية.

حتى اسم الفيلم، آلات حادة، استلهمته من أدواته في تطويع مواد مثل الأخشاب والمعادن والأسلاك والحبال لصنع أعماله التشكيلية، كما أضفت لمسة عذبة بأن جعلت الفواصل بين المشاهد على هيئة أبيات شعر من إبداعها الشخصي، مهدت في كل منها للحديث عن جانب من جوانب شخصية حسن الشريف.

واستهلت المخرجة جلسة نقاشية عقب عرض الفيلم بمهرجان دبي السينمائي الدولي أمس الأول قائلة: "كل شيء بدأ بالشعر... وسأبدأ بالشعر"، ثم ألقت أبياتا مما كتبت خصيصا للفيلم فقالت "كما تركتها منذ الأزل.. ذاكرتي ممتلئة كصندوق معدات لم يمسه أحد... ولن يمسه أحد... إلا أنت".

ويشارك الفيلم ضمن مسابقتي المهر الطويل والمهر الإماراتي بالمهرجان.

وتحدثت الغانم عن بداية معرفتها بحسن الشريف، وأنها ترجع لعام 1982 تقريبا في مرسم المريجة بإمارة الشارقة، وكيف وجدت تقاربا في أفكارهما عن الفن الحديث والشعر الحديث والفكر الحديث.

وقالت: "كنت أريد صنع هذا الفيلم قبل ثلاث سنوات أو ربما أربع لكنه كان مترددا... اتفقت معه على أن نبدأ على الأقل في المقابلات الصوتية. وبدأنا. وفي أثناء التسجيل بدأ يتحمس للأمر، لكن عندما خضنا في التفاصيل، وشرحت له كيف نريد أن نتناول الفيلم، شعر قليلا بالتردد، وبعد مرور بعض الوقت وجدته يتصل بي ويدعوني لاستكمال الفيلم".وتابعت: "أعتقد أنه عندما علم أنه مريض أراد الانتهاء من الفيلم الذي بدأناه قبل فترة، وقال: دعينا نبدأ".