كنت في زيارة لإحدى المدارس المتوسطة للبنين، وأخبرني المدير المساعد بموقف حصل في المدرسة: تلميذ في الصف الثامن كثير الحركة والكلام أثناء الدرس، وفي حصة الرياضيات وحين كان المعلم يشرح درسه طلب هذا التلميذ منه أن يعيد له الشرح لأنه كان يتكلم مع زميله ولم ينتبه للشرح، فرفض المعلم إعادة الشرح، فقال له التلميذ: حلل معاشك واشرح الدرس! فأحال المعلم التلميذ إلى إدارة المدرسة.

هذا المثال ذكرني بالمثل القائل: "من أمن العقوبة أساء الأدب". وهذا التلميذ يعرف أن وزارة التربية قد منعت العقاب البدني لذا فهو يخالف القانون المدرسي متى ما شاء، وأذكر عندما كنت معلماً في المرحلة المتوسطة ناقشنا مع إدارة المدرسة مشاكل الطلاب والأسلوب الأمثل لعلاجها، وهذه المشاكل تزداد في شهري أبريل ومايو مع قرب نهاية كل عام دراسي، وتطرقنا إلى قانون وزارة التربية الذي يمنع العقاب البدني والنتائج التي ترتبت نتيجة تطبيقه.

Ad

وقال أحد المعلمين إن المعلم حالياً فقد هيبته وسيطرته على الفصل نتيجة منع العقاب البدني، واستشهد بالمثل المعروف "من أمن العقوبة أساء الأدب"، وطالب بعض المعلمين بالعودة إلى العقاب في الماضي "أيام زمان" عندما كان العقاب مسموحا وبموافقة ومباركة الجميع، حتى أن ولي الأمر عندما يحضر إلى المدرسة يقول لمعلم ابنه "لك اللحم ولنا العظم"! علما أن التلاميذ في الماضي أغلبهم "عظم" أما "اللحم" فنجده في الجيل الحالي نتيجة أكلهم الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، وطالب معلم آخر بالسماح للإدارة المدرسية فقط باستخدام العقاب البدني حتى لا تفقد هي كذلك هيبتها.

وأذكر أنني شاركت في النقاش قائلاً: يجب على وزارة التربية في بداية كل عام دراسي جديد إعطاء المعلمين الجدد دورة إلزامية بعنوان: "فن إدارة الفصل" وهذه الدورة تساهم في رفع كفاءة المعلمين ومساهمتهم في إدارة فصولهم بأسلوب علمي وإنشائي حديث. فهل تأخذ وزارة التربية باقتراحي هذا؟ آمل ذلك.