أكدت الكويت أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها يقوّض السلام، ويشكل مخالفة لقرارات الشرعية الدولية.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، إن الكويت تابعت بأسف بالغ قرار الولايات المتحدة الأميركية الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

Ad

وأكد المصدر أن اتخاذ مثل هذا القرار الأحادي يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية بشأن الوضع القانوني والإنساني والسياسي والتاريخي لمدينة القدس ‏وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن، إضافة إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، كما أنه يمثل إخلالاً لعملية التفاوض المتوازنة لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وأعرب المصدر عن قلقه من التداعيات الخطيرة لهذا القرار، بما يؤديه من تقويض ‏لتلك المسيرة، فضلاً عما يمثله من تهديد مباشر للأمن والاستقرار في المنطقة، التي تعيش وضعاً أمنياً صعباً ودقيقاً.

‏وعبر عن التطلع إلى أن تراجع الولايات المتحدة الأميركية ذلك القرار وتعمل على تكريس الجهود لإيجاد حل نهائي لعملية السلام في الشرق الأوسط، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين.

جمع الصف

من جهة اخرى، شدد رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم على ضرورة اضطلاع الاتحاد البرلماني العربي بدوره في جمع الصف والاتفاق على خارطة عمل واضحة، للتعامل مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس.

وقال الغانم، في تصريح صحافي، إن "قرار ترامب استهزاء وإهانة بمشاعر كل الشرفاء على وجه الأرض، وليس المسلمين فقط"، مضيفا ان القرار كان لدى واشنطن منذ الثمانينيات، ولم يصدر لأنهم كانوا يتحسبون لردود الفعل، ورأوا في الفترة الحالية أن الوقت ملائم لاتخاذه.

وتابع: "بالاصالة عن نفسي ونيابة عن كل أعضاء المجلس نشجب وندين هذا القرار، وسنذهب بكل ما نملك من قدرات لإيقافه، رغم ما يتردد عن معلومات لم نتحقق منها عن توجه لتجميد القرار أو تعليقه"، مشيدا بموقف سمو الأمير والحكومة الكويتية الرافض للقرار.

وأوضح أن رئيس الاتحاد البرلماني العربي الحبيب المالكي أبلغه أنه ستتم الدعوة لعقد قمة طارئة للاتحاد الأربعاء أو الخميس المقبلين في القاهرة أو الرباط، مشددا على أنه "لحين انعقاد القمة يجب أن نجمع صفوفنا، وتكون لنا خطة عمل واضحة".

وأكد أن البرلمان الكويتي سيحضر القمة على مستوى الرئيس، وسيقدم ورقة عمل لماهية التحركات المتوقعة بعد انعقاد اجتماع الاتحاد البرلماني الطارئ، مضيفا أن نوابا تقدموا بعقد جلسة خاصة الاربعاء المقبل لمناقشة هذا الموضوع.

وردا على سؤال، قال الغانم إن اللوائح لا تسمح بعقد اجتماع للاتحاد البرلماني الدولي، "لكننا سنطالب الاتحاد الدولي في ورقة العمل المقدمة للاتحاد البرلماني العربي بإصدار بيان بخصوص قرار ترامب".

واوضح انه أبلغ المالكي "بضرورة الاتفاق على خارطة طريق حتى تكون تحركاتنا مدروسة، ولا تتوقف عند عبارات الشجب، فلدينا الكثير من الخيارات والمجالات في ساحة الاتحاد البرلماني الدولي، الذي يمثل رأي الشعوب"، مشيدا بالتوافق بين رأي الشعب الكويتي والحكومة حول هذه القضية، وخلف رأي صاحب السمو الأمير.

وعلى صعيد متصل، استنكر نواب مجلس الأمة إعلان الرئيس الأميركي نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس، وإعلانها عاصمة لإسرائيل، مشيرين الى ان هذا الأمر يتعارض مع معاهدات السلام والمواثيق الدولية التي وقعت عليها أميركا وإسرائيل.

‏وقال نائب رئيس المجلس عيسى الكندري: "نستنكر إعلان الرئيس الاميركي ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل، وهذا الاعلان المنفرد باطل ولا اساس له من الصحة، وجاء على عكس الواقع، فالعالم أجمع وبما فيه اميركا الداعمة للكيان الصهيوني تاريخيا لم تعترف بأن القدس عاصمة لاسرائيل".

وأشار الكندري إلى أن هذا القرار يتعارض مع ما تقوم به الولايات المتحدة من دور في عملية السلام، ومثل هذا القرار الشاذ سيزيد حدة التوتر في المنطقة، والتي لا تحتاج الى مزيد من الغليان.

وأضاف: "نطالب المجتمع الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكل المنظمات برفض هذا القرار، فالقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويجب أن تظل بمنأى عن التجاذبات والصفقات اذا أراد العالم الاستقرار والامان".

من جهته، ذكر ناصر الدوسري أن "إعلان أميركا هو إعلان حرب على المسلمين؛ وواجبنا ان ندفع هذا العدوان بكل السبل؛ فمن العار أن نبقى صامتين على هذا الانتهاك الصارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية، لذلك يجب أن يكون هناك تحرك رسمي وشعبي لصد هذا العدوان الغاشم".

واكد محمد هايف ان "الإعلان الأميركي تحد للأمة الإسلامية واستفزاز لمشاعرها واستهانة بحكامها وشعوبها ودولها، وهذا يكفي لإيقاظ الأمة وإعادة حسابات كل من له قلب بالحذر من صداقات كاذبة ومجاملات خداعة تسلب من الأمة أعز ما تملك من مقدساتها وتاريخها وتضحياتها الجسام".

واوضح نايف المرداس ان ‏"تفرق واختلاف دولنا الاسلامية والعربية شجع ترامب على نقل سفارة أميركا بإسرائيل للقدس، ولن تسمح الشعوب الاسلامية باستمرار القرار ولو بعد حين".

هلاك إسرائيل

بدوره قال ‏مبارك الحجرف: "فلتنقل سفارتك يا ترامب إلى القدس، ‏لعلك تثير شعوبا كلها تدين لله بأنها أولى القبلتين، ومسرى نبيه صلى الله عليه وسلم، ولعلك تعجل بهلاك إسرائيل في اليوم الموعود".

وشدد أسامة الشاهين على أن "القدس عاصمتنا‬ وليست عاصمة الاحتلال وأتباعه من الصهاينة العرب والغربيين، واستردادها وحمايتها يكون بعمل جماعي رسمي وشعبي جاد ومنظم، وابتعادنا عن كل مظاهر التطبيع والفساد والتفرق".

وذكر ثامر السويط: "للأسف بالأمس تم احتلال فلسطين، واليوم يريدون الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل لمسح تاريخنا ومسح هويتنا، لذلك يجب أن ننتفض كمسلمين، وينتفض حكام الدول الاسلامية جميعا لعقد مؤتمر العالم الاسلامي كما ذكر الرئيس التركي للحفاظ على قدسيتها".

ومن جانبه استنكر عبدالله فهاد الحدث بقوله: "القدس عقيدة استشهد لأجلها الآلاف وسطرت فيها البطولات والتضحيات، ولا يمكن أن تصبح عاصمة للمحتل بمجرد إعلان سياسي متغطرس واستفزازي، وستأتي أجيال تنتزع حق الأمة انتزاعا بعد التواطؤ والهوان".

وأشار عبدالوهاب البابطين إلى ان القدس ستبقى عاصمة فلسطين إلى الأبد‬، ‏رغم أنف المتعجرفين وزبانية تزوير التاريخ والصهاينة والمتصهينين حول العالم.

وقال محمد الحويلة: ‏"بعد إعلان رئيس أميركا تقدمت ومجموعة من النواب بطلب جلسة خاصة للتعبير عن الغضب الشعبي الكويتي تجاه هذا الموقف، وتأكيد أن ‫القدس عاصمة فلسطين الابديه‬، وهي قضية الكويت المركزية".

نواب يطلبون جلسة خاصة لمناقشة «القدس»

تقدم عدد من النواب بطلب عقد جلسة خاصة، لمناقشة موضوع القدس، وجاء في الطلب: "تابع الجميع بأسف بالغ قرار الولايات المتحدة الأميركية، الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والخاص باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها.

إن هذا القرار يشكل إجحافا وتنكرا لحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين الثابت في مدينة القدس، ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويهدد عملية السلام والاستقرار بالمنطقة، فإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل به تحد واستفزاز لمشاعر الأمة العربية والإسلامية، فالمسجد الأقصى ثاني مسجد بني لله في الأرض، وتجاوزت بركته بقعته إلى ما حوله فشملت من جاوره وناصره ورابط فيه.

واستنادا إلى المادة 72 من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، ومن منطلق أهمية هذا الموضوع، نتقدم نحن الموقعين أدناه بطلب عقد جلسة خاصة لمجلس الأمة الأربعاء المقبل لمناقشة هذا الأمر، وللتعبير عن الموقف الشعبي الكويتي وتأكيد أن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية".

وقدم الطلب النواب: د. محمد الحويلة وناصر الدوسري وعسكر العنزي وعبدالله فهاد وصالح عاشور ود. خليل عبدالله وعمر الطبطبائي وأسامة الشاهين ود. عبدالكريم الكندري ومحمد هايف وثامر السويط ومحمد الدلال ونايف المرداس ومبارك الحجرف وخالد العتيبي وماجد المطيري والحميدي السبيعي وحمود الخضير وطلال الجلال وفراج العربيد ورياض العدساني.