واصلت «بتكوين» ارتفاعها القياسي متجازوة مستوى 12900 دولار مع تحرك بورصات كبرى لتقديم عقود آجلة للعملة الرقمية. وتداولت «بتكوين» عند مستوى 12930 دولار، مضيفة بذلك أكثر من 10.5 في المئة أو 1253 دولاراً لارتفاعها أمس.

ويأتي ذلك، وسط ترقب إطلاق بورصتي «سي إم إي» و»سي بي أو إي» عقود «بتكوين» الآجلة هذا الشهر، وهي خطوة يراها محللون جاءت بعد تزايد طلبات المؤسسات الاستثمارية الراغبة في الدخول الآمن إلى السوق، كما يرون أنها ستكسب العملة الرقمية مزيداً من الزخم.

Ad

ولم تقتصر خطط إطلاق العقود الآجلة على البورصتين الأميركيتين، فقد أعلنت «طوكيو فاينانشيال إكستشنج»، وهي واحدة من أبرز البورصات المالية في اليابان، عزمها دراسة جميع الأبعاد المتعلقة بالعملة الرقمية، لطرح عقود آجلة لها في أسرع وقت ممكن.

من جانبه، أكد مالك بورصة نيوريورك، أنه قد يندم إذا لم يصدر عقوداً آجلة لـ«البتكوين» على غرار ما أقدم عليه منافسوه «سي إم إي غروب» و«سي بي أو إي غلوبال ماركتس» و«ناسداك إنك».

وخلال مؤتمر لبنك «غولدمان ساكس» الثلاثاء، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إنتركونتيننتال إكستشنج» المالكة لبورصة نيويورك «جيف سبريشر»: قد نكون حمقى لأننا لن نكون أول من يفعل ذلك، لكن ليس لدي إجابات، وأتمنى أن أعرف كيف ستتطور هذه الاستثمارات.

وتابع أن معظمم الثروة في عالم «بتكوين» تذهب إلى من يعملون في تعدينها «مطورو العملة الرقمية» في الصين، إضافة إلى تجار الخوارزميات.

ومع ذلك أضاف أن «إنتركونتيننتال» لم تفرط في الفرصة بعد، لكن من غير الحكمة التسرع في سوق لمنتج يستند سعره الأساسي على مؤشرات بورصات «البتكوين» التي لا تتحلى بالشفافية.

وقررت بورصة شيكاغو لعقود الخيارات والمعروفة اختصاراً بـ«سي.بي.أو.إي» التبكير بإطلاق عقود آجلة لـ»بتكوين» ليكون ذلك في العاشر من ديسمبر الجاري، أي قبل ثمانية أيام من طرح منافستها «شيكاغو التجارية» لنفس المنتج.

وبحسب «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» يرى محللون تحركات البورصات الكبرى لاحتضان العملة الرقمية انعكاساً للطلب المتزايد من قبل المؤسسات الاستثمارية عليها، مما يعطي «بتكوين» مصداقية أكبر وربما يزيد أسعارها.

سباق البورصات يزيد الزخم

تأتي هذه الخطوة بعدما أعلنت «سي إم إي غروب» المالكة لبورصة شيكاغو التجارية، أواخر نوفمبر، عزمها إطلاق عقود «بتكوين» الآجلة في الثامن عشر من الشهر الجاري.

وقال رئيس «سي بي أو إي» إد تيلي: نظراً إلى الاهتمام غير المسبوق بالعملة الرقمية، فمن الطبيعي أن نقدم للعملاء أدوات لمساعدتهم على التعبير عن آرائهم والتحوط، ونعتزم تقديمها مجاناً خلال هذا الشهر. من جانبه، يرى المتداول لدى «آي جي غروب» في ملبورن «كيران هاونشتاين» أن السباق بين البورصتين أثار اهتمام السوق، إذ تقدمان هامشاً وحداً أقصى مماثلاً.

ويرى أيضاً «هاونشتاين» أن تبكير «سي بي أو إي» لطرح منتجها قبل «سي إم إي» يأتي مدفوعاً بآمال الحصول على المزيد من السيولة.

ولا شك أن حصول البورصتين على طلبات متزايدة من المؤسسات الاستثمارية يعكس تنامي الطلب على «بتكوين»، ففي الواقع يبحث كبار المستثمرين عن طريقة لدخول السوق لكنهم يخشون مخاطر الطرف المقابل والتكنولوجيا.

تشوق المستثمرين للمشاركة

ارتفعت «بتكوين» أكثر من 1000 في المئة هذا العام متجاوزة 12 ألف دولار، رغم تحذير البعض من أن العملة الرقمية فقاعة قابلة للانفجار في أي لحظة.

والعقود الآجلة التي تعتزم «سي بي أو إي» طرحها، سوف تكون عقود تسوية نقدية على أساس الأسعار التي تحددها بورصة العملات الرقمية «جميني تراست».

وعلى الصعيد الآخر، ستكون عقود «بتكوين» التي ستطرحها «إس إم إي» مقابلة لمؤشر معتمد على أربع بورصات للعملة الرقمية هي «بتستامب» و«جداكس» و«إت-بت» و«كراكن». وستكون الصناديق أو المؤسسات الكبرى ممتنة لسماع أخبار إصدار هذه المنتجات في نهاية المطافة، لرغبة العديد منها في الوصول لهذه العقود، ومن ثم تصبح قادرة على إضافة «بتكوين» إلى محافظها بسهولة.