تضمنت مسابقة «سينما الغد» هذه السنة 29 فيلماً قصيراً من 27 دولة، رصد صانعوها الواقع الذي يشهده كثير من دول العالم، خصوصاً ما تتعرض له من عمليات إرهابية تجتاح بلاد العالم.

«الشيخ نويل» للمُخرج العراقي سعد العصامي في مُقدمة هذه الأعمال، وهو صوِّر في الصحراء العراقية، وتدور أحداثه حول تعزيز فكرة التعايش الديني الموجود في أصل النسيج الاجتماعي العراقي، بين مختلف مكوناته الدينية وحتى الطائفية.

Ad

يسكن طفل مع جده (الشيخ نويل) في منطقة تعاني الحروب الطائفية. يتعرف الصغير من خلال مخيم قريب يعيش فيه لاجئون إلى أطفال مسيحيين، فتنشأ علاقة صداقة بينهم بتشجيع من الجد الذي جعله المُخرج رمزاً لأصالة وتاريخ العراق، إلا أن أيادي التطرف تطول كل شيء للأسف.

ومن فرنسا تعمّق «حالة طوارئ» في رصد حالة الاضطراب التي يعيشها المُجتمع الفرنسي أخيراً، إذ جسد حالات الخوف التي تنتاب الجميع تجاه الأجسام الغريبة في الأماكن العامة. في الأحداث يجد جنديان يحرسان أحد المباني الحكومية في باريس، حقيبة سفر مجهولة تثير الريبة، فيقعان تحت أقصى درجات الضغط العصبي بين الحقيبة والمارة الفضوليين وظهور رجل مجنون لا يقدر حساسية الموقف.

أما «خوف»، وهو إنتاج مشترك بين النمسا وإيطاليا وإخراج دانيال أندرو، فيؤكد فكرة الخوف من خلال بطلته التي تعيش حالة من الارتياب عندما تجد كتاباً إسلاميا في غرفة طارق اللاجئ الذي تأويه في بيتها فينتابها الشك من أن يكون إرهابياً.

وحرص سيناريو الفيلم على رصد حالة الخوف التي تُسيطر على الأشخاص في أي موقف مهما كان عادياً، ذلك بسبب الهوس من بعض الأفكار والمُعتقدات.

جنون وحب

الفيلم الهندي «المعتوه» الذي استغرق ما يقرب من 18 دقيقة، قدم فكرة مُستوحاة من حادثة مصرية عن شخص خطف طائرة كي يقابل زوجته في قبرص، كما أشارت مُخرجة العمل روشي جوشي.

يتحدث الفيلم عن شخص يدعى عبد الحميد يشعر بألا مجال أمامه سوى أن يخطف طائرة محلية ثم يوجهها إلى أستراليا، بعدما فشل في الحصول على تأشيرة.

وعلى الجانب الآخر مثّل «حبيبي صديقي» للمُخرج أدريانو فاليريو الرومانسية في هذه المسابقة. يتحدث الفيلم عن لقاء بين فؤاد ودانيلا يؤسس لصداقة تشفي نفسيهما، ثم تبدأ قصة حب يليها قرار بالزواج، ولكن مشاعر فؤاد الملتبسة تسبب قلقاً للفتاة.

وأوضح المُخرج: «أحداث الفيلم حقيقية، كذلك قصة الحب بين الصديقين رغم اختلافهما. لذا أقول امنحوا الحب الفرصة، فثمة حب نشأ واستمر بغض النظر عن الثقافة والهوية، لأنه يسمو فوق الفروقات الحياتية».

إقبال جماهيري

شهدت مُسابقة «سينما الغد» إقبالاً جماهيرياً واضحاً خلال المُشاركة المصرية، حيث عرضت ثلاثة أفلام مصرية قصيرة وهي: «حاجة ساقعة» للمُخرج عمروش بدر، و«كل الطرق تؤدي إلى روما» للمُخرج حسن صالح، و«ريد فيلفيت» للمخرجين محمود سمير ويوسف محمود.

وحضر العرض كل من الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفني للمهرجان، ومحمد عاطف، مدير المسابقة.

يذكر أن المُسابقة التي تقام على هامش المهرجان، تمنح جائزتين: جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم قصير وفاز بها الفيلم اللبناني «شحن» للمخرج كريم الرحباني، وجائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير وفاز بها «بلا سقف» من إخراج سينا سليمي.