قال تعالى"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ* يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً". (النساء 59،58).

لقد خاطبت الآية الشريفة (58) من سورة النساء عموم البشر، حيث وصف الله سبحانه وتعالى للناس سبل حفظ المجتمعات، فأمرهم بتأدية الأمانات بما فيها قيم مادية ومعنوية، وجعل من الحكم بالعدل ميزان الأمان، فلا تمييز بسبب لون أو عرق أو مذهب أو ديانة، أما الآية الكريمة (59)، فقد خص بها سبحانه المؤمنين دون غيرهم، لكنه قيد وصفهم بشرط "فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ".

Ad

لست بمفسر ولا أدعي أني من حفظة الأحاديث النبوية الشريفة، ولذلك أوجه مقالي لعلماء الأمة، وإلى مراكز الفتاوى في العالم الإسلامي، لإيماني بأن سكوتهم عن كشف زيف أدعياء الدين وتعريتهم قد فسح المجال لمثل هذه الثلة من دعاة الفتنة والمارقين عن الدين للسيطرة على عقول الشباب والتحكم فيها.

صمت علمائنا ومشايخ الدين الشرعيين عن المواجهة ومقارعة الحجة بالحجة يذكرني باجتماعات جامعة الدول العربية، وبعبارات الشجب والاستنكار عند ارتكاب العدو الصهيوني المجازر بالعزل من أبناء الشعب الفلسطيني، وما يحصل بشكل متكرر من مجازر في بلاد المسلمين والعرب من تفجير بدور العبادة والمجمعات العامة وترويع الآمنين.

إن من يقف وراء هذا المجازر لم يعد خافيا على أحد، فالفكر واحد والمحرضون معروفون في غالب الأحيان، لذلك مواجهتهم ليست بالأمر المستحيل ولا الصعب، ومهمة العلماء أضحت أكثر سهولة في بيان زيف ادعاء تلك التنظيمات والجماعات، ومن يقف وراءها بفضح مخططاتهم الشيطانية، والتي على ما يبدو لم تعد تكفيهم حمامات الدم في سورية والعراق واليمن وليبيا، ولذلك وسعوا دائرة شرهم، فمرة الضحايا من المسلمين، وتارة من غيرهم، وكلها تصب في اتجاه شغل المسلمين بالمسلمين، وتغليب بقية العالم على دين محمد المصطفى.

دعوة صادقة لعلمائنا الأفاضل بأن يعيدوا للإسلام روح التسامح، بمراجعة الموروث الإسلامي والتاريخي على مصراعيه وتنقيته من الشوائب بدلاً من التركيز على عوامل الخلاف الفقهي، مع مراعاة احترام المذاهب الإسلامية، وقبول الآخر، فالإسلام دين رحمة، ودين قام على العدل، وشارك في بناء الحضارة العالمية.

أخيراً دعاؤنا بالرحمة لضحايا مسجد الروضة، ولأسرهم الصبر والسلوان، ولمن طالتهم يد الغدر في وطننا الإسلامي والعربي، ولكل الأبرياء في بقية العالم، فعزاؤنا فيهم أن لهم الجنة ولمن قتلهم وحث على ذلك الخلود في نار جهنم.

ودمتم سالمين.