في ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أقامت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية ندوة بنفس العنوان على هامش الفعاليات.

وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمتاً وحداداً على أرواح شهداء مسجد الروضة، وأعرب الحضور عن خالص تعازيهم وإدانتهم للإرهاب الغاشم، وشهدت الندوة وجوداً كبيراً من نجمات الفن اللائي حرصن على ارتداء الملابس السوداء، وفي مقدمتهن الفنانة يسرا وإلهام شاهين ود. ماجدة واصف رئيسة المهرجان، ود. مدحت العدل، والسيناريست مريم ناعوم، والكاتبة السورية هدى الزين، وأدارت الندوة الناقدة السينمائية ماجدة موريس.

Ad

في البداية، قالت الفنانة إلهام شاهين، إن «هناك قصوراً من القانون والإعلام تجاه المرأة»، مؤكدة أن الأب المغتصب لابنته لابد أن يكون هناك قانون لإعدامه، وأشارت إلى أن «الإعلام مع الأسف يستضيف شيوخاً يقدمون آراء بعيدة عن الدين، تأثيرهم للأسف كبير على المشاهدين».

وتطرقت إلهام إلى أحد أعمالها السينمائية مثل «لحم رخيص»، الذي تعرض لانتقاد لاذع، رغم أنه يناقش قضية حقيقية عن مكاتب تزويج البنات الصغيرة، أو بالأحرى بيعهن باسم الزواج، واصفة ذلك بأنه «دعارة مقننة»، مؤكدة أن «الأب الذي يبيع ابنته تحت مسمى زواج لابد من إعدامه».

بدورها، قالت النجمة يسرا رئيسة شرف المهرجان خلال الندوة: «الست ليست عورة كما يتعامل معها المتحرش»، مؤكدة أن «المرأة عرض الرجل فهي الأم والأخت والابنة، لذلك فهي تتعجب ممن يقول عليها عورة».

وأضافت يسرا أنها تناولت العنف الممارس ضد المرأة من خلال أعمالها مثل مسلسل «قضية رأي عام»، ومسلسل «في أيد أمينة»، وتناول العملان قصصا من الواقع.

وتابعت أنها قدمت واقع الأطفال الذين يولدون في أسرة بها العديد من المشاكل بين الأب والأم، مؤكدة أن «الست شيء مهم في حياتنا جميعا»، مستشهدة بوالدتها التي انفصلت عن أبيها وهي صغيرة، وكيف واجهت بقوة المجتمع الذي ينظر للمطلقة بشكل سلبي ونجحت في تربيتها وجعلتها يسرا.

وقالت الكاتبة الدرامية مريم ناعوم خلال الندوة: «ما نُظهره على الشاشة في أعمالنا الفنية عن العنف ضد المرأة أبسط بكثير من الواقع، بسبب وجود سقف رقابي يجعلنا عاجزين عن محاكاة الواقع 100 في المئة، بسبب بشاعته».

واستشهدت بأحد أعمالها الدرامية وهو مسلسل «سجن النسا»، الذي قدم في الدراما الرمضانية منذ عدة أعوام، قائلة إن «الجمهور كان يرى مبالغة في المسلسل، ولكن ما قدمناه وناقشناه كان أبسط بكثير من الواقع، وما رصدناه كان شبه المستحيل عرضه على الشاشات بسبب قسوته وبشاعته».

ووصفت ناعوم الرجل المصري بأنه مقهور ويمارس القهر على زوجته وابنته ووالدته، وهكذا دائرة لا تنتهي تصب في النهاية على أضعف حلقة وهي الطفلة، وأيضاً العنف ضد المرأة ليس من الرجل فقط، بل إن امرأة تُمارس العنف ضد المرأة.

وأضافت «المرأة هي التي تُربي الرجل، وأنه قوام على البنت وعليها أن تخدم أخاها، وبكل أسف أصبحت تلك التربية في الجينات، ويجب على السينما والدراما مناقشة هذه الجزئية، فالفن قادر على تغيير هذه الصورة، وأن يعمل على توعية المرأة بأنها خط الدفاع الأول عن بناتها قبل المجتمع».

وفي نهاية الندوة، أصدر المهرجان «قَسَماً» خاصاً به وردده الحضور، وهو «سأناهض العنف ضد المرأة، وسأتحدث عنه أمام الجميع، واتخذ ما يلزم من أجل منع ممارسته في الأفلام والمسلسلات وكل وسائل الفن والثقافة».